Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-May-2015

محللون: تقدم "داعش" لا يستلزم النفير العام في الأردن... تحذير من مفاجآت في حال وصول التنظيم القنيطرة والسويداء ودرعا

الغد - تغريد الرشق - تباينت آراء محللين سياسيين ومراقبين عسكريين حول ما يقال "عن تزايد المخاوف على الصعيد الشعبي المحلي الأردني مع توسع دائرة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم (داعش) الإرهابي، لا سيما وأن هذا التنظيم يسير بشكل غير مسبوق، نحو مدن سورية وعراقية أكثر قربا من المملكة، مثل تدمر والرمادي".
ففيما يعتبر بعض هؤلاء أن الوضع "لا يستلزم النفير العام" الآن، استبعدوا أن يفكر (داعش) الاصطدام مع دولة قوية مثل الأردن "لديها جيش وإمكانات، ومدعومة على الصعيدين الإقليمي والدولي، إضافة إلى أن هذا التنظيم يترعرع في الدول الفاشلة مثل سورية والعراق، وسط أجواء حرب أهلية".
في حين يشير آخرون إلى "ضرورة الاستعداد الجدي لمفاجآت إذا رأينا (داعش) في القنيطرة والسويداء ودرعا".
وزير الإعلام الأسبق راكان المجالي يعتبر أن لا خطر على المملكة، وأن الخطر دائما له مقدمات، ورغم أنه يتفق بأن "داعش أصبحت أقرب إلينا"، إلا أنه لا يرى ما يثير الخشية من ذلك، كون هذا التنظيم "ليس جيشا بل هو مجرد حركة تعتمد حرب العصابات".
ويستبعد أن يكون الاصطدام مع دولة مثل الأردن أو مهاجمتها "ضمن مخطط داعش"، مؤكدا "ان المملكة دولة قوية لديها جيش وامكانيات، ومدعومة على الصعيدين الإقليمي والدولي"، وهي بذلك لا تتشابه بتاتا مع دول فاشلة مثل سورية والعراق، كون (داعش) يتمدد في أجواء الحرب الأهلية، ويبحث عن ساحات لن تكون متاحة له في دول قائمة".
ومن وجهة نظره، فإذا كان ما يجري في المنطقة مؤامرة بحسبما يعتبر الكثيرون، فإن "الأردن ليس مستهدفا بهذه المؤامرة على الأقل في الوقت الحالي، فالعالم جميعا له مصلحة بأردن مستقر".
وفيما يرى البعض أن "الخطر يحيط بالأردن من حديه السوري والعراقي"، يعتبر الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي "ان الخطر الأكبر يأتي من سورية وليس من العراق".
ويوضح الرنتاوي أن هناك إرادة دولية في العراق للتصدي لـ(داعش)، "ورغم الانتكاسة الكبيرة للجيش العراقي"، إلا أنهم اعلنوا امس عن بدء عملية تحرير الرمادي، كما ان الوضع يختلف بالعراق من حيث "الصحارى المترامية بيننا وبين الحدود العراقية، "ما يجعلنا قادرين على وقف أي زحف من داعش ودفن افراده في التراب، فالأردن احتاط بشكل كبير بهذا الخصوص".
والخوف الآن، بحسب الرنتاوي، "هو من اقتراب التنظيم من محافظات جنوبية في سورية"، كما ان نجاحهم في السيطرة على تدمر كعاصمة للبادية وتابعة لريف حمص الشرقي، "يضع البادية الشمالية الأردنية في مرمى التهديد، مع احتمالية تغلغلهم في محافظات سورية أخرى".
وبشكل عام، لا يرى الرنتاوي، ان الوضع الآن يستلزم حالة من النفير العام، الا انه قد يستلزم ذلك إذا "رأيناهم في القنيطرة والسويداء ودرعا.. حينها يجب ان نقلق بشكل حقيقي والاستعداد الجدي لمفاجآت"، لا سيما وأنهم حاليا يعززون وجودهم وسيطرتهم "بدليل إعلان لواء شهداء اليرموك (المتمركز في القنيطرة) مبايعة البغدادي".
ورغم ذلك يقول الرنتاوي "اننا الآن لسنا بهذا الوضع، فلدينا انتشار امني كثيف وأجهزة رصد وترقب وكاميرات وجاهزية عالية".
وفي وقت تطالب عشائر في الأنبار، الأردن بتسليحها، وسط تأكيدات أردنية وعراقية بأن "هذا لن يحصل دون تنسيق مع الحكومة المركزية العراقية"، يرى مراقبون أن من مصلحة الأردن تسليح هذه العشائر.
ويبرر هؤلاء المراقبون ذلك بأنه "حماية لأراضي الأردن"، في ظل تصريحات لوزير الخارجية الأميركي جون كيري منذ أيام قال فيها إن "الجيش العراقي اظهر عدم رغبة في القتال ضد داعش بالرمادي"، وهو الأمر الذي يعد مثار جدل حاليا.
وربما يستند هذا الرأي الى ما يتداوله الإعلام الغربي "حول مخاوف من أن يكون الأردن الهدف التالي لـ (داعش)، وان المملكة تضاعف من جهودها لمواجهة هذا التحدي سواء على حدودها مع الدولتين الجارتين أو داخليا بالتشديد على الجهاديين ممن تحوم حولهم شكوك حول ارتباطهم بالتنظيم".
من وجهة نظر عسكرية، يرى النائب السابق والعميد المتقاعد كامل العمري "ان وجود داعش في مناطق قريبة من حدودنا يشكل خطرا، خاصة وأنهم يمتلكون أسلحة خفيفة ومتوسطة ولها تأثير على القطاعات البرية بشكل رئيسي".
لكن العمري، وهو خبير عسكري، يؤكد أن الأردن "واعٍ لقدرات هذا التنظيم وتسليحه، وأن قواتنا المسلحة لديها القدرة على صد هذا الخطر من ناحية خارجية".
ومع أنه يشير الى احتمال "تطور الأمور من قبيل حدوث هجوم على جبهات متفرقة من واجهتنا الحدودية مع سورية والعراق، ما سيؤدي إلى استنزاف قواتنا المسلحة، وهو ما لا نتمنى حدوثه"، إلا أنه يلفت الى قدرة التحالف الدولي والعربي على الوقوف أمام "داعش". سياسيا، لا يخفي العمري استغرابه من سياسة أميركا "غير الواضحة"، كما وصفها، تجاه هذا التنظيم، فلدى واشنطن "القدرة على الاجتياح البري في الأنبار وتدمر، ولكنها لا تفعل ذلك"، مخمنا ان السبب ربما يعود لـ"مكاسب للدول الكبرى لناحية التسليح وإطالة أمد الحرب".
ولأن "علاقة الولايات المتحدة بالأردن قوية، وأمن الأردن اولوية لها"، فإن العمري "لا يتوقع أي تراجع بالنسبة لموقف اميركا الجاد تجاه حماية المملكة".