Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Apr-2017

رسالة «القمة» إلـى ترمـب! - صالح القلاب
 
الراي - بالإضافة إلى جلالة الملك عبدالله بن الحسين ستستقبل العاصمة الأميركية واشنطن خلال الأيام القليلة المقبلة أيضاً الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وسيكون التركيز خلال اللقاءات الثلاثة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أولاً وبالأساس على القضية الفلسطينية التي تمر الآن في حالة إحتقان غير مسبوقة ثم على مواجهة الإرهاب والأزمة السورية وعلى قضايا ثنائية كثيرة من بينها الأوضاع الإقتصادية في الأردن وفي مصر وفي السلطة الوطنية الفلسطينية.
 
كان الملك عبدالله قد إلتقى ترمب الشهر الماضي والمؤكد أنه إستعرض معه هذه القضايا الآنفة الذكر كلها لكنه سيلتقي الرئيس الأميركي هذه المرة، وعلى نحو رسمي، بإسم العرب كلهم على إعتبار أنه رئيس القمة العربية ونظراً لأن هذه القمة التي إنعقدت في منطقة البحر الميت الأسبوع الفائت أُعتبرت عربياً ودولياً من أهم القمم التي عقدها الملوك والرؤساء العرب ولأن مجرد إنعقادها في هذه الظروف القاسية فعلا قد نُظر إليه على أنه إنجاز كبير حققته المملكة الأردنية الهاشمية المزنرة بالنيران من الشرق والشمال والغرب والتي تواجه أوضاعاً أمنية وإقتصادية صعبة حيث تهديدات «داعش» ضدها متواصلة ومستمرة وحيث إقتربت أعداد اللاجئين إليها من سورية ومن دول شقيقة أخرى من الثلاثة ملايين مستجير ولاجىء.
 
هناك ثقة أميركية بالأردن وبحكمة سياساته وإعتدال مواقفه، إن في عهد هذه الإدارة الجديدة، التي لم يتضح بعد وبصورة نهائية خيرها من شرها، وإنْ في عهد الإدارة السابقة ومعظم الإدارات التي سبقتها وعلى مدى نحو نصف قرن وأكثر لكن ما سيعطي لهذه الزيارة أهمية خاصة أن العاهل الأردني سيذهب إلى العاصمة الأميركية بإسم العرب كلهم وهذا في حقيقة الأمر يفهم الأميركيون معناه جيداًّ ويدركون أنَّ إنعقاد قمة البحر الميت وبخاصة في ظل كل هذه الأوضاع الشرق أوسطية المربكة يشكل تقديراً عربياًّ للأردن ويعني ثقة زائدة بالمواقف والسياسات الأردنية.
 
وهكذا فإن المؤكد أنَّ المسؤولين الأميركيين، وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترمب، سيتحدثون مع العاهل الأردني على أساس أنه يمثل العرب كلهم وأن الرسائل التي ينقلها إليهم هي رسائل عربية وأن الأهم من بينها هي أن السياسات التي يتبعها الإسرائيليون بالنسبة للقضية الفلسطينية برفضهم لحل الدولتين وبمواصلتهم لعمليات الإستيطان سيزيد أوضاع الشرق الأوسط المتوترة توتراً وسيضع بين أيدي الإرهابيين حججاً مؤثرة لمواصلة إرهابهم في هذه المنطقة كلها وتحت عنوان الدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة !!.
 
وهنا، وهذه مجرد فكرة عابرة، ألمْ يكن من الأفضل يا ترى مادام أن العاهل الأردني سيذهب إلى واشنطن بإسم العرب كلهم أن يرافقه في هذه الزيارة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير على إعتبار أن المملكة العربية السعودية ستستضيف القمة المقبلة في السنة القادمة ؟!.
 
لقد كانت قمة البحر الميت هي القمة الثامنة والعشرين في سلسلة القمم التي إنعقدت أول واحدة منها في أنشاص في عام 1946، وحضرتها مصر (المملكة) والسعودية واليمن وسورية والأردن والعراق ولبنان وبالطبع فإن موضوعها الأساسي كان موضوع هذه القمة الأخيرة نفسه:»وقف العدوان على فلسطين» ولذلك ومن أجل «التطوير» ألم يكن ضرورياً يا ترى أن يرأس العاهل الأردني وفداً عربياً إلى واشنطن مادام أنه سيذهب إلى العاصمة الأميركية بإسم العرب كلهم؟!.