Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Nov-2019

وصفي المعلم.. ما زال يعطينا الدروس*مجيد عصفور

 الراي

لا أحد من الأردنيين لم يعش زمن وصفي، لأن زمن هذا العظيم بدأ سنة الميلاد عام 1920 وامتد إلى سنة الاستشهاد عام 1971 وما زال يمتد إلى يومنا هذا وإلى ما بقى الشهيق والزفير في انفاس الأردنيين وما بقى النبض في العروق لا يتوقف عن إعلان العشق لهذا الرمز الاغلى والاعلى شاء من شاء وخسئ من أبى.
 
وصفي التل لم يتوقف عطاؤه يوم الثامن والعشرين من تشرين اللعين عام 1971 بل بدأت حياته الثانية منذ ذلك اليوم واستمر العطاء والبذل فيما تركه لنا من الهام وعزم على التمسك بسيرته وفكره وحبه للوطن عملاً وقولاً مهما كلف الثمن وعلت التضحيات.
 
يعطينا وصفي كل يوم الأوامر بأن لا نترك ثغرة في جدار الوطن دون حراسة حتى لا ينفذ الاعداء من كلا الاتجاهين، فهو الذي علمنا أن الفاسد عدو للوطن من داخل الصفوف لا يقل اذى عن العدو المتربص من الخارج.
 
وصفي علمنا أن الماء والصابون يتكفلان بنظافة مظهر الإنسان لكنهما لا يحققان نظافة النفوس وطهارتها إذا كانت ملوثة بمال سحت أو بخيانة.
 
وصفي علمنا أن الشجاعة صنو للوطنية فلا وطنية دون التصدي لاعداء الوطن اينما كانوا واخطرهم اعداء الداخل النهابون الهدامون الانتهازيون الذين لا يفكرون إلا بحلب ضرع الوطن وتكسير ضلوعه، اولئك أوصانا وصفي أن نقف في وجههم سداً منيعاً حماية لبلدنا وشعبنا وبقاء ترابنا طاهراً يحتضننا احياء ويحنو علينا بعد الممات.
 
هذا جزء من عطاء كثير لا ينتهي ولا ينقطع لرجل كبير أحب وطنه واحب شعبه وبقي إلى اخر لحظة يعطي بسخاء عز نطيره إلى أن جاد بأغلى ما يملك روحه وحياته التي صارت منذ لحظة الاستشهاد أغلى ما نملك.
 
لقد كان وصفي وفياً للقيم والمبادئ التي يؤسر بها الرجال ولا يعرفها سواهم من أشباه الرجال الذين ما زالوا إلى اليوم يرتجفون من اسم هذا البطل لانهم يعرفون في دواخلهم أن بوصلة وصفي هي الصحيحة وستظل على المدى أمانة في ضمائر الشرفاء.
 
تلك البوصلة هي ما يؤرق تجار الوطنية لأن مؤشرها يتجه على الدوام نحو الأردن فيما هم بالاتجاه المعاكس مع اعداء الأردن وهذا الفرق هو مبعث القلق لهم لأنه يفضحهم ويجلب لهم العار والاحتقار.
 
عاش الأردن عاش الأردن عاش الأردن.