Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jan-2020

الضربة الإيرانية: بداية التصعيد أم تراجعه؟!*د. موسى شتيوي

 الغد

أوفت إيران بوعدها بالرد على مقتل قاسم سليماني باستهدافها القواعد الأميركية في العراق بدون شك سوف يرضى شعبها وأنصارها لكن المعلومات التي رشحت عن الهجوم لحد الآن تشير إلى انه رد رمزي أكثر منه ضربة موجعة كما توعد قادة إيران المدنيين والعسكريين الذي كان بنبرة عالية جداً.
الهجوم رمزي لأن عدد الصواريخ محدود وهو على قواعد أميركية داخل العراق. لحد كتابة هذا المقال، لا يوجد ما يدعم الادعاء الإيراني لسقوط ثمانين عسكرياً أميركيا ومن المرجح عدم وجود ضحايا بهذا الحجم مع احتمالية وجود جرحى أيضا. بالإضافة لذلك، فقد أعلنت الإدارة الأميركية بانها كانت على علم بالهجوم على هذه القواعد وهو ما أكده وزير خارجية إيران وان غالبية الجنود كانوا موجودين في أماكن آمنة.
الولايات المتحدة لم ترد بعد على هذا الهجوم ولو كانت الأخبار الإيرانية صحيحة فلن يمر هذا الهجوم بهذا الحجم من الضحايا الأميركيين دون رد. الولايات المتحدة كانت تتوقع ردا إيرانيا وبعثت برسائل لإيران عبر الوسطاء بان يكون الرد بحجم مقتل سليماني أو ان يكون ردا متواضعا وهذا ما كان.
كون الرد الإيراني كان محدودا لا يعني نهاية التوتر أو الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، فإيران تعلم أن هناك رفضا أميركيا وإقليميا لدورها الإقليمي من خلال الأحزاب والتكتلات الموجودة التي تشكل عماد سياسة تصدير الثورة الإيرانية وخاصة في العراق واليمن ولبنان وسورية وغيرها من المناطق. ليس هذا فحسب فهي أيضا تعلم ان هناك احتجاجات واعتراضات شعبية على الأقل في العراق ولبنان ضد دورها ودعمها لهذه الأحزاب والميليشيات وان هذه الاحتجاجات تلقى دعما أو مباركة أميركية وإقليمية.
أما الملف الثاني الذي يلقى معارضة أميركية كبيرة فهو الملف النووي حيث أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران وهي مصممة على لسان مسؤوليها بعدم السماح لإيران بامتلاك القنبلة النووية الملف النووي والدور الإيراني في الدول التي تم الإشارة اليها كفيلان بإبقاء التوتر مستمرا بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى.
استمرار التوتر بين الولايات المتحدة وإيران سوف يؤدي إلى استمرار المناوشات بين الطرفين ولكن على الأغلب مع وكلاء إيران بالمنطقة مع عدم استبعاد الصراع المباشر بين الطرفين والذي قد يكون مؤجلا الآن مع احتمالية حدوثه في مرحلة لاحقة تبعا للتطورات التي سوف تحدث بالأسابيع والأشهر القادمة على الملف النووي والإقليمي.
المهم الإشارة اليه هنا ان اغتيال قاسم سليماني والرد الإيراني عليه يؤذن بانتهاء مرحلة من الاشتباك الأميركي – الإيراني وبدء مرحلة جديدة بقواعد اشتباك جديدة.
الولايات المتحدة لا تخفي رغبتها في الجلوس على طاولة المفاوضات مع إيران لمناقشة كافة الملفات ولكن يبدو أن إيران غير راغبة لحد الآن أو قادرة على اتباع هذا المسار لأسباب داخلية وإقليمية على حد سواء ولكن لحظة المفاوضات سوف تأتي ان آجلا ام عاجلا وذلك إدراكا من قبل الولايات المتحدة للدور المحوري الذي يمكن ان تلعبه إيران في السلم أو الحرب في المنطقة، كذلك لا يجب ان نستبعد الأهمية الاقتصادية التي تشكلها إيران بالمستقبل للشركات والمصالح الأميركية فإيران دولة نفطية غنية وبعدد سكان يزيد عن ثمانين مليون نسمة وبإمكانيات بشرية كبيرة جدا مما يجعلها مطمعا لأية دولة عظمى. الشرط الأساسي للولايات المتحدة هو ان تتخلص إيران من عقدة الثورة وتصديرها وتتحول إلى الدولة التي تهتم لشؤون شعبها.
يبدو أن الولايات المتحدة قابلة بالرد الإيراني الذي يحفظ ماء وجهها أمام شعبها وحلفائها وتنظر إلى مرحلة ما بعد قاسم سليماني.