Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jul-2019

ترامب ونتنياهو يكذبان

 الغد-معاريف

ران ادليست 10/7/2019
 
يدور الحديث عن صديقين، ترامب ونتنياهو اللذين يوجد بينهما منافسة وتنسيق رائعين، شبه عظيمين. 1. من يكذب اكثر و 2. من يسقط اولا. في كل مرة يضيف فيها ترامب كذبة ما وهو يسير نحو الغرق في أكاذيبه، يضيف نتنياهو شيئا ما من جهته، وان لم يكن بالوتيرة الترامبية.
بانتظار ترامب انتخابات 2020 مع احتمال التنحية بالعار، وبانتظار بيبي محاكمة جنائية. في هذه الاثناء يعملان، أي يكذبان. لقد احصت “واشنطن بوست” أقوال ترامب المبالغ فيها، المضللة او الكاذبة منذ بداية ولايته ووصلت الى 10.796. في موضوع الاكاذيب يتصدر ترامب وبقوة لانه من حيث المبدأ يكذب وهو يتنفس. اما نتنياهو فأكثر تواضعا، ولديه يبدو هذا فقط عندما يتحدث. الفرق بينهما عظيم: ترامب لا يعرف أنه يكذب لانه لا يعرف. لا شيء. الأغراض الترامبي أصيل تماما، يكاد يكون متوحدا. اما لدى نتنياهو فيخيل لي ان الكذب والاغراض محسوبان تماما. ولكليهما توجد شروط مساعدة في حزبيهما وفي اعلامهما. في اسرائيل لم يعد الناس يديرون مع نتنياهو حسابات مرتبة، وللتبليغ عن كذبة نتنياهو اليومية هو كالتبليغ عن القمر. الكل يعرف انه هناك، فلماذا التبليغ إذن؟ وماذا اذا قال نتنياهو انه كان ضد فك الارتباط، ماذا اذا قال انه بلغ مندلبليت عن الغواصات لمصر وان ايران تؤيد غانتس، وباقي الامور التي اغلب الظن لم تحصل ابدا او تلك التي بتقديري القى بها على الاخرين. وماذا اذا قال هو نعم ولا، مع وضد. يتذكر وبالاساس لا يتذكر. يغطي كل شيء تباكي الضحية منه ومن محيطه. اما المحاسبة معه فهي كالمناكفة مع جار لجوج في امور تافهة. باختصار، ان نقول بيبي يكذب هو أن نقول بيبي باعث على السأم.
لترامب ولنتنياهو توجد رواية اخرى: اعادة كتابة التاريخ. في الاسبوع الماضي خطب ترامب على شرف يوم الاستقلال الامريكي. هذه المرة كي لا يفعل المخجلات كما هو دائما، كتبوا له الخطاب. غير أنه مثلما هو دوما انجرف واضاف الى المعركة البطولية على الاستقلال ضد الانجليز في 1775 احتلال مطارات الانجليز ايضا. مشكلة ترامب هي ان الاخوين رايت قادا طائرتهما في 1903 وحتى جول فيرن لم يتخيل مطارات. عندما سُئل ترامب كيف وبماذا يشحن بالوقود آلة الزمن لديه، اتهم المطر الذي هطل.
وماذا تعرفون؟ الانجليز يلعبون دور النجم في تاريخ نتنياهو ايضا. في الماضي روى انه كطفل رأى في القدس جنودا بريطانيين (حكم اجنبي!) يتدربون وسأل امه كيف سيتصدى لهم. المشكلة نشأت عندما تبين انه هو نفسه ولد 1949. في القدس، مثلما في كل دولة إسرائيل، ثمة ما يمكن أن نتوقعه من نتنياهو عندما يدور الحديث عن كبوات اخرى، ويبدو أن الانشغال المكثف، الضغط والذاكرة تعطي فيه مؤشراتها. ولا سيما عندما يدور الحديث عن اعادة كتابة او تجنيد التاريخ (من عين رحبعام زئيفي في حكومته ان لم أكن انا؟ كذب. من اعطى بولارد الجنسية ان لم اكن انا؟ اكذب). وهكذا يركب الرجلان معا نحو الافول. في هذه الاثناء هما يعملان. ولكن على مخادعة الجميع.