Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2017

اليونسكو: الانسحاب الأميركي وخسارة الكواري - د.محمود عبابنة

 

الراي - الانسحاب الأميركي من منظمة اليونسكو.. إحدى أهم المنظمات التي تعنى بأنسنة الثقافة والتعليم، وحماية التراث، وتشجيع الحوار والتسامح، يكشف بلا مواربة وجه أميركا الترامبية العنصري والإنحياز المطلق للكيان الصهيوني المحتل وسياسة التهويد الجيوسياسية والديموغرافية والتنكيل بالشعب ةالفلسطيني.

قرار اليونسكو اعترافها بدولة فلسطين عضواً كامل الحقوق، وتبنيها قرار عروبة القدس ومساجدها
وكنائسها، كان لا بد له من ثمن باعتبار أن الانسحاب الأميركي سيضعف من حضور اليونسكو
وقراراتها وسيزيد من عجز موازنتها التي تعاني من ضيق ذات اليد لتصرف على مشاريع النهوض
بالثقافة والعلوم والدفاع عن حرية الرأي وحماية التراث الإنساني والإرث الحضاري الأثري.
 
ومما لا شك فيه أن الانسحاب سبق ماراثون الترشيح والإنتخاب الذي انخرط فيه عدد من الشخصيات العربية ذات العلاقة بالثقافة والعلوم، وقد كان من المتوقع أن يفوز العربي «محمد الكواري» وزير الثقافة القطري السابق وممثل بلاده في اليونسكو، الذي قدم سيرة ذاتية مشرفة من حيث التأهيل العلمي والخبرة في مجالات العلوم والثقافة والتراث، بالإضافة إلى عمله في السلك الدبلوماسي وحصوله على أوسمة تكريمية من عدة دول لجهوده في مجال التربية والثقافة.
 
لكن الحال العربي المؤسف والمعهود الذي تخيم عليه المشاحنات والصراعات والنكايات التي تعيشها الأنظمة العربية في هذا الزمن الرديء، ألقى بظلاله على حلبة التنافس والفوز في ردهات مقر اليونسكو، فكما أضعنا فرصة فوز الأمير علي بن الحسين لرئاسة الفيفا بسبب دخول منافسين عرب آخرين، قاموا بتفتيت الصوت العربي والمؤيدين، وانتهى بفوز السويسري «جياني انفانتينو» أضعنا فرصةتفويز شخصية عربية مؤهلة، وتحظى بسمعة دولية معتبرة على مقعد رئاسة اليونسكو.
 
نتائج التصويت المبكرة أنبأت أن لا فرصة للمرشحة المصرية، بدل أن تتكاتف الدول العربية وتجير أصواتها، لإنجاح المرشح القطريالمؤهل اصطفت معظم الدول العربية على قاعدة «ليس حباً في علي ولكن كرهاً بمعاوية» لإنجاح المرشحة الفرنسية من أصل يهودي،والمعارضة لمنهج اليونسكو في السنوات الأخيرة بحجة سياسة تسييس القرارت، والبعد عن الهم الثقافي الإنساني، ولنا أن نتنبأ علىضوء ذلك ما ستكون عليه سياسة اليونسكو.
 
الاختلاف وظاهرة التشفي العربي ستبقى سيدة الموقف عند العرب، في كل محفل ينطوي على بارقة أمل بصعود شخصية عربية مؤهلة إلى هرم أي منظمة أو مؤسسة دولية، رغم كل شعارات الأخوة والتضامن والتكاتف التي لا تعدو أن تكون ظاهرة صوتية لا يتجاوز أثرها حناجر المتحدثين بها.