Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Apr-2018

خمسة سيناريوهات للصراع الفلسطيني الإسرائيلي - د. شهاب المكاحله

 الراي - إن الصراع العربي الاسرائيلي والذي بات اليوم الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفق رؤية صفقة القرن سيكون أكثر دموية لأن إسرائيل سترفض حل الدولتين الذي لا يتماشى مع طموحاتها. فقد نشرت مؤسسة «راند» المقربة من وزارة الدفاع والاستخبارات الاميركية دراسة عن حل الدولتين إو عدم التوصل الى حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني وتكلفة ذلك ماديا.

لقد هدفت الدراسة أصلا إلى تزويد جميع الأطراف بمعلومات شاملة وموثوقة عن الخيارات المتاحة وتكاليف حل الدولتين وعواقبها المتوقعة مع التركيز على التكاليف الاقتصادية والأمنية. فقد تم تحديد عدة نتائج رئيسة يوفرها حل الدولتين أولاها نتائج اقتصادية أفضل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. وبينت الدراسة أن الإسرائيليين سيكسبون أكثر من خلال حل الدولتين بمقدار الضعف عما يكسبه الفلسطينيون.
وبلغة الأرقام بينت الورقة البحثية أن إسرائيل ستحصل على 123 مليار دولار خلال العقد القادم جراء صفقة حل الدولتين مقابل 50 مليار دولار للسلطة الفلسطينية. وبينت الدراسة أن الاسرائيليين يرفضون استفادة الجانب الفلسطيني ماديا من تلك الصفقة لأن ذلك يعني زيادة متوسط دخل الفرد الفلسطيني بنسبة تقارب 36 بالمائة في العام 2024 مقارنة بالمواطن الاسرائيلي الذي سيزيد دخله بمقدار 5 بالمائة فقط.
وأوضحت أن العودة إلى العنف سيكون لها عواقب اقتصادية سلبية عميقة على كل من الفلسطينيين
والإسرائيليين. وسينخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 46 في المائة في الضفة الغربية وغزة وبنسبة 10 في المائة في إسرائيل بحلول عام 2024 وفق ما تراه الدراسة. وفي معظم السيناريوهات ، تكون قيمة الفرص الاقتصادية التي يكتسبها أو يفقدها الطرفان أكبر بكثير من التغييرات المتوقعة في التكاليف المباشرة كما أن الانسحاب الأحادي من جانب إسرائيل من الضفة الغربية سيشكل تكاليف اقتصادية كبيرة على الحكومة الاسرائيلية ما لم يتحمل المجتمع الدولي جزءا كبيرا من تكاليف نقل المستوطنين، وهذا الأمر لن يحدث وفق الدراسة لأن المجتمع الدولي قد يدفع فقط لإحلال الفلسطينيين في مكان غير الضفة الغربية وغزة في مكان أخر في المنطقة. كما أن الجوانب الأمنية والسيادية لكل طرف، هي اعتبارات حاسمة في الحل النهائي. لذلك ترى الدراسة أن الاستفادة من الفرص الاقتصادية لحل الدولتين تتطلب استثمارات كبيرة من القطاعين العام والخاص في المجتمع الدولي، ومن هنا جاءت صفقة القرن.
وترى مؤسسة «راند» أن البدائل المتاحة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي على مدى السنوات العشر القادمة هي: حل الدولتين ، الانسحاب الأحادي المنسق ، الانسحاب الأحادي غير المنسق ، المقاومة اللاعنفية ، والعنف الذي ستؤدي إليه الانتفاضة–مقارنة مع تكاليف وفوائد المأزق المستمر الذي يتطور وفقا للاتجاهات الحالية.
وقد تم حساب تكاليف كل سيناريو بالنسبة للمجتمع الدولي.
نتائج التحليل الاقتصادي للسيناريوهات الخمسة يوفر حل الدولتين أفضل النتائج الاقتصادية لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. فكما ذكر سابقا فإن المكاسب بالنسبة للإسرائيليين ستكون أكبر أي 123 مليار دولار مقابل 50 مليار دولار على مدى عشر سنوات.لكن الفلسطينيين سيكسبون بشكل أكبر تناسبياً ، حيث يزيد متوسط دخل الفرد في العام 2024 بنسبة تقارب 36 بالمئة مقارنة بما هو عليه الآن ، مقابل 5 بالمئة بالنسبة للمواطن الاسرائيلي. وهذا هو سبب رفض اسرائيل لفكرة حل الدولتين لأن فيه تعويضات للفلسطينيين.
أما العودة إلى العنف سيكون لها عواقب اقتصادية سلبية عميقة على كل من الفلسطينيين
والإسرائيليين. وسينخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 46 ٪في الضفة الغربية وغزة وبنسبة 10 ٪في إسرائيل بحلول عام 2024.
وفي معظم السيناريوهات ، تكون قيمة الفرص الاقتصادية التي اكتسبها أو فقدها الطرفان أكبر بكثير من التغييرات المتوقعة في التكاليف المباشرة.
أما الانسحاب الأحادي من جانب إسرائيل من الضفة الغربية سيشكل تكاليف اقتصادية كبيرة على
الإسرائيليين ما لم يتحمل المجتمع الدولي جزءا كبيرا من تكاليف نقل المستوطنين، وهذا الأمر مرفوض اسرائيليا ولن تساهم به الدول الكبرى. كما أن الانسحاب غير المنسق سيعني فراغا سياسيا يحدث ثغرة أمنية كبيرة كالتي وقعت في العراق يملؤها المتطرفون وهذا لن تقوم به اسرائيل أبدا. أما المقاومة اللاعنفية أوالعصيان المدني فهو ليس من صالح إسرائيل ولكنه من صالح السلطة الفلسطينية. وأخيرا فإن المفاومة العنفية أو الانتفاضة الثالثة فهي آخر ما تفكر فيه تل أبيب وغيرها من الدول لأن في ذلك نهاية حلم القدس عاصمة إسرائيل.
باختصار فإن تلك الدراسة تشخص لواقع الشرق الاوسط بشكل عام والصراع الفلسطيني الاسرائيلي بشكل خاص وما يحمي المصالح الاسرائيلية وتقترح على الادارة الاميركية ما عليها عمله في القادم من الأشهر والسنوات. وفي النهاية هم يُفصِلون ونحن نلبس ما يُفصِلون.