Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-May-2020

من النكبة إلى الثورة..!!*رشيد حسن

 الدستور

في الذكرى 72 لنكبة النكبات.. نكبة فلسطين والأمة «15» أيار، لا بد بداية من التأكيد ان تأثير وتداعيات هذه الكارثة، تفوق تداعيات زلزال بقوة عشر درجات على مقياس ريختر، فلقد هزت العالم العربي والإسلامي من الأعماق، واسقط إعصارها العديد من الأنظمة والدول.. ووصلت تأثيراتها كل دول العالم، بعد ان حول شعب الجبارين النكبة الى ثورة، الى اطول مقاومة في التاريخ «مائة عام وثلاثة اعوام».. وسيبقى الزلزال قائما ما دام فلسطيني واحد لم يعد الى وطنه..
 
ان اهم حقيقة تسجل في هذه الذكرى المشؤومة هي : ان الشعب الفلسطيني لم يستسلم.. وأصر على مقاومة تزييف التاريخ، واحتلال الجغرافيا، واعتنق المقاومة كما تعتنق الأديان.. كسبيل وحيد لتحرير الوطن كل الوطن من البحر الى النهر، وكسبيل وحيد للحياة.. للبقاء بكرامة.. فقدم اكثر من مليون شهيد وجريح، وهو رقم كبير جدا قياسا بعدد السكان، ما يؤكد فعلا ان الشعب الفلسطيني هو شعب الجبارين، الذي اختاره رب العباد، لاشرف مهمة في التاريخ وهي التصدي لقوى الظلام والاستعمار والاستيطان، وتحرير ثرى فلسطين من رجسهم وهو مطمئن استنادا الى رصيده النضالي، وعقيدته المقاومة، الى ان مصير الصهيانة الأوغاد لن يكون بأفضل من مصير الصليبين والرومان والهكسوس وكل ديدان الارض..
 
فارض فلسطين أشبه ببركان تثور اذا ما حاول محتل غاصب، او معتد آثم، او مغامر افاق.. ان يقترب من النار المقدسة.. انها ارض طاردة للاحتلال.. وهي وطن مقدس لا يقبل القسمة،ولا التجزئة.. ويصر على ان يبقى للعالم مثالا، وللاحرارالشرفاء نموذجا يقتدى.. حتى اصبحت فلسطين حالة عشق عالمية.. يعشقها احرار العالم..نلسون مانديلا..عبدالناصر..كاسترو..جيفارا..الخ.. ويتمنون الانتساب لها.. كاعدل قضية وانبل مقاومة..
 
لو سئل اي فلسطيني في هذا العالم.. في الداخل او الشتات، عن المستقبل الذي ينتظره.. والمصيرالذي ستؤول اليه قضيته «قضية فلسطين».. وقد تكالبت كل قوى الشر في هذا العالم عليه وفي طليعتها واشنطن، ومن لف لفها من المتصهينين..من كل الاجناس والالوان..
 
لأجاب وبكل ثقة الى انه مطمئن تماما، بان فلسطين ستعود عربية، كما كانت، وكما ستبقى.. وفي وقت اقرب مما يتصور المطبعون والانهزاميون.. وسيعود الصهاينة من حيث اتوا، وستحتفل سواحل فلسطين باطفال المخيمات الحفاة..العراة،الذين تصدوا للميركافاه بالحجارة في مخيمات غزة والضفة.. وبالمولتوف.. والار.بي. جي. في مخيم الرشيدية وعين الحلوة في لبنان، يطلقون الطائرات الورقية والبالونان ويهزجون اهازيج المجد والكبرياء على انغام اليرغول المقاوم، وهم يشاهدون فلول الصهاينة يهربون في سفنهم وقواربهم خوفا من القدر الفلسطيني. كما طالبت ذات يوم الصحفية الاميركية الشجاعة توماس هيلين «ليعود اليهود من حيث اتوا كسبيل وحيد لحل الصراع جذريا»..!!
 
ان اكثر ما يؤلم العدو الصهيوني ومن لف لفه من المطبعين والمتاسرلين.. الذين باعوا انفسهم «لشيلوك» بثمن بخس هو : ثقة الفلسطيني بنفسه.. بوطنه.. بمستقبله.. بالمقاومة وبعدالة قضيته..وعدم وجود مفردات الهزيمة : الياس والاحباط في قاموسه النضالي.
 
ان شعبا يودع ابناءه الشهداء بزغاريد المقاومة والنصر..
 
ويتسابق أبناؤه على الشهادة والاستشهاد «فارس عودة وابوليلى...الخ» على الشهادة، هو حقا طائر الفينيق، الذي خرج من كل الحرائق والمؤامرات اكثر بهاء وإصرارا على الصمود والمقاومة..
 
هو شعب حتما سينتصر..
 
 وقد حول النكبة الى ثورة مستمرة..