Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-May-2017

البابا في «الأزهر»: والحقائق التاريخية ! - صالح القلاب
 
الراي - بالتأكيد أن بابا الفاتيكان، الذي قام بهذه الزيارة المباركة والمهمة جداًّ في هذا الوقت وهذه الظروف والذي أجرى محادثات مع شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب الذي هو طيبٌ بالفعل، يعرف سماحة الدين الإسلامي ووسطيته وإعتداله ويعرف أن التدرُّنات «الثألوية» التي نبتت على أطراف مسيرته الطويلة مثل «القرامطة» الذين ظهروا كإنشقاق عن الدولة الفاطمية–الإسماعلية التي أسسها عبيدالله المهدي ومثل «الحشاشون» الذين أنشأهم الحسن الصباح واتخذوا من قلعة «ألْموت» في فارس مركزاً لهم لشن اغتيالات أولاً على العباسيين ورموزهم وقادتهم ثم على بعض الفرق الفاطمية التي اختلفوا معها.. وحقيقة أنه بالإمكان تشبيه هؤلاء وأولئك بـ»داعش» وتشبيه «داعش» بهم.. وكذلك «القاعدة» وطالبان.. والنصرة التي أصبح أسمها «جفش»!!.
 
إنه ليس لـ»القرامطة» ولا لـ «الحشاشين» أي علاقة بالمذهب الجعفري الإثني عشري وبالطبع ولا بأهل السنة الذين أئمتهم الأربعة المعروفون هم:» أبو حنيفة وإبن حنبل والشافعي والمالكي» فهاتين مجموعتين ضالتين ومنحرفتين ليس للدين الإسلامي أي علاقة بهما لا من قريب ولا من بعيد بل وأنهما استهدفتا المسلمين بالسلب والنهب والإغتيالات ولقد بلغ الإنحراف بالأولى «القرامطة» إلى احتلال الكعبة المشرفة وانتزاع الحجر الأسود من مكانه وحيث لم يعيدوه إلا بعدما هدد عبيدالله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية زعيمهم أبو طاهر القرمطي أنه إنْ لم يُعد أموال أهل مكة إليهم وإن لم يعد الحجر الأسود إلى مكانه فإنه سيأتيه بجيش لا قبل له به.
 
إنَّ هذا يعرفه بالتأكيد بابا الفاتيكان فرنسيس ويعرف أن الأديان السماوية كلها تعرضت لمثل هذه الحالات الإنشقاقية وأنه قبل أن يظهر المسيح عيسى بن مريم ظهر خلال مسيرة الدين اليهودي الطويلة عدد كبير من الدجالين الذين ادعوا أنهم المسيح المنتظر.. وهنا فإن المعروف أن اليهود ما زالوا ينتظرون المسيح المنتظر وأنهم لا يعترفون وحتى الآن لا بـ «مريم العذراء» عليها السلام ولا بالمسيح عيسى بن مريم.
 
والمهم أن زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى مصر وإجراء محادثات طيبة في الأزهر الشريف مع إمامه الشيخ أحمد الطيب، الذي بإعتداله وسعة إدراكه وبعمق إطلاعه يمثل الإسلام الصحيح ومسيرته السمحة التي هي نقيضُ كلِّ هذه «التدرنات» الإنحرافية الطارئة القديمة والجديدة، تدل، أي هذه الزيارة، على أنَّ هناك فهماً حقيقياً لكل هذا الذي يجري في هذه المنطقة وأن استهداف «الأقباط» ليس استهدافاً إسلامياًّ للمسيحيين وإنما مؤامرة دنيئة وأن «داعش» هذا الذي يشكل إمتداداً للقرامطة والحشاشين قد ارتكب من الجرائم ضد المسلمين «السنة» أكثر كثيراً مما إرتكبه ضد الأخوة والأشقاء المسيحيين.. وكل هذا في حين أن النص القرآني يقول:»من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا».
 
والمشكلة، التي يجب التنويه لها، أن بعض مآزري نظام بشار الأسد وأتباعه قد دفعوا دفعاً في اتجاه دق أسفين في الجسد العربي وفي هذه اللحظة التاريخية المريضة عندما دعوا إلى ما أسموه :»تحالف الأقليات»..والمقصود هنا هو دفع الأشقاء المسيحيين ومعهم العلويين والدروز والإسماعليين والأرمن والشراكسة والأكراد إلى دائرة هذا النظام الإستبدادي الذي لم يوفر رصاصهُ ولم توفر سجونه ولا صواريخه لا مسلماً ولا مسيحياً ولا أرمنياً ولا شركسياً.. لكن الوعي وعي هؤلاء جميعاً لطبيعة هذا الصراع المحتدم حالياً في سوريا قد أفشل هذه المؤامرة القذرة التي تورط فيها بعض الذين يعتبرون أنفسهم...»تقدميين»...و»ماركسيين لينيين»..و»قوميين»!!.