الراي - الأشياء التي تبعث على الضحك ليست مسلية دائماً أحياناً تتنكر خيباتنا وخذلاننا في هيئة نكته. خلال مشاهدتي لإحد الافلام الاجنبية استفزني مشهد يصور رجلا عربيا في بيئة صحراوية يرتدي ثيابه بطريقة فوضوية وبدون أي تهذيب للحيته ويحيط به مجموع من الجواري يتمايلن حوله. لقد أثار استغرابي المشهد وكيفية تصويره للرجل العربي بهذه الصورة.

 

ربما لأني لا أستطيع أن أرى الرجل العربي إلا بطريقة راقية ومختلفة. فصورة الرجل العربي بذهني أسمى وأرقى صورة فقد استلهمتها من أب حنون زرع في وجداني قيماً ومبادئ وأخلاق، ومن أخوة كانوا لي نعم السند. والرجل بذهني هو الزوج الداعم لي ولجهودي وهو من يحمل عبء المسؤولية، وهو الابن المحب البار والمقدر للأم. والرجل هو العم والخال الطيبون والمحبون، وهو الاستاذ الجامعي الذي نمى عقلي وزاد علمي ومعرفتي، وقد أراه من خلال مجموعة الزملاء الذين تعاملت معهم بعملي وكانوا يتقنون التعامل معي بطريقة اخوية طيبة. هكذا تكونت صورة الرجل العربي بعقلي وهي صورة أنسانية متوازن ومتزنة تحمل الصدق والشهامة والتعامل الراقي.

 

أقدر الشباب الذين أتعامل معهم من خلال تدريسي الجامعي واعتقد بهم الخير وأراهم بتلك الصورة الجميلة بل أحاول حفزهم لتعميقها. نحن لا نستطيع تفسير الأشياء والاشخاص الا بما نعرف ما نجهله هو الاستثناء الذي قد يواجهنا فنستنكره.

 

في أحد النقاشات مع مجموعة من الشباب والشابات حول صورة الرجل العربي في الثقافات الأخرى أجاب البعض انها جلية جميلة، والبعض قال انها غير جذابة بما يكفي بدليل المشاهد التي تصور الرجل بمظهر غير أنيق يتحلقه العديد من الجواري واعتبروا أن هذا المنظر غير لطيف ولا لائق اطلاقاً. وللامانة أسعدني وعي شبابنا وكلامهم ورغبتهم بأن يكونوا الأفضل رغم أن منظومة القيم في المجتمع باتت للأسف مهتزة لدى قلة قليلة. وبرهان ذلك وعود الزواج الذي يقطعها الشباب والتي معظمها لا يتم.

 

لقد لبسنا ثوب ليس لنا وتغنينا بالحب حتى أصبح العديد من الشباب يريدون خوض غمار التجربة. عرضنا ثقافات لا تمس للثقافة العربية بصلة فتاهت الحقيقية وأحياناً في بعض المواقف تشوهت الفطرة الأنسانية النقية الصادقة.

 

يؤسفني السماع عن تلاعب الشباب بقلوب الصبايا وهم لا يملكون مصاريف جيوبهم. يقدمون وعود الزواج وهم يحتاجون سنوات عديدة حتى يستطيعوا أن يُقدموا على خطوة الأرتباط فلا الصبايا يقبلن بالظروف البسيطة وطقوس الزفاف المتواضعة ليتم الصادقون منهم الوعود ولا الشباب يستطعون توفير المتطلبات العديدة الصعبة.

 

لذلك دعوني أهمس لكل شابة في مجتمعي انتبهي لعلمك فهو سلاحك في الحياة ولا تبدأين حياتك بالوعود المستحيلة فذلك يضاهي عد النجوم في سماء الصحراء رغم انه لؤهلة الأولى ممتع لكن النجوم ما تلبث أن تضيع وتختفي.

 

لست قاسية القلب إن قلت لا شيء يسمى حباً لأجل الحب بل واقعية. الحب والمحبة هو المعاملة الطيبة المجبولة بالصدق وهو التضحية والعطاء وأن بالقليل وهو ليس كلمات.علينا أن لا نلغي العقل مقابل العاطفة. وأحياناً قد تكون العواطف مفتعلة برية وغريبة ولتحقيق مآرب أخرى.

 

ما زلت أحب قول جداتنا وأمهاتنا المغروز في جذور الأرض الحب يأتي بعد تقديم عزم الزواج وتحت مضلة الأهل حتى يأتي في النور ويبقى ينشر نوراً، ومن أراد الارتباط بكِ عليه أن يدخل البيوت من أبوابها وليس من هواتفها.

 

وأخيراً دعوني أهمس لكل شابة في ربيع العمر تمت خطوبتها دعي الخطيب هو من يبادر وهو من يبدأ بأظهار المحبة والشوق ولا تحاصرينه بالمشاعر والطلبات. فعفة المرأة وخجلها هو عنوان أنوثتها وهو ما يزيد جمالها ويجعل مقامها غالياً عالياً.

 

A_altaher68@hotmail.com