Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Nov-2018

عن مُنظّمَة «الخوذ البيضاء»... أو أُسطوانة الغَرب «الإنسانيّة» المَشروخَة! - محمد خروب

 الراي - مرة أخرى...تواصِل دول الغرب الثلاث دائمة العضوية في مجلس الأمن,بريطانيا وفرنسا وخصوصاً الولايات المتحدة،إثارة الشكوك في شأن ما تُحضَّر له المنظمة,التي استولدوها في سوريا وقاموا بتجهيزها وتزويدها بكل ما يلزم,من آلات تصوير وكوادر بشرية وبخاصة مُخرِجين وخبراء في الحرب النفسية والإعلامية,ولا بأس إن أضافوا على كل ذلك بعض مُعدّات الإنقاذ والإسعاف لزوم الظهور بمظهر المنظمة الإنسانية,التي يهرَع أفرادها «المتأنِّقين»لمساعدة الجرحى والمصابين,وإنقاذ مَن تهدّمت على رؤوسهم البنايات والمنازل,ودائماً في إلصاق هذه التُهم وعلى رأسها تمثيليات استخدام السلاح الكيماوي,كلور وسارين وغيرهما بالنظام السوري.وربما خَجِلوا قليلا وإلاّ لكانوا اتّهموا سلاح الجو الروسي باستخدامهما.وكان الاخراج السيَّئ والمفضوح لأفلام الكيماوي التي انتجها «إنسانيو»الخوذ البيضاء في الغوطة الشرقية وخان شيخون,هو الذي كشف خداعهم ودجَلَهم,ثم ما لبثت «أسطورتهم المزيفة» ان افتُضِحت عندما تم إخراجَهم (وعائلاتهم) على عجل,وبمشارَكة فاعلة من أجهزة استخبارية أميركية وإسرائيلية وفرنسية عبر إسرائيل,بعد انهيار الجماعات الإرهابية في جبهة الجنوب السورية,حماية لهم وما يتوفّرون عليهم من أسرار ومعلومات,عن الكيفية التي تم من خلالها إشهار منظمتهم وتوجيهها من قِبل الإسرائيليين والأميركيين على وجه الخصوص,والحرص على تأمين من تبقّى منهم للوصول إلى محافظة إدلب,حيث تتجمّع شراذم الإرهابيين الذين تتعدّد ولاءاتِهم وتتنوّع مصادر تمويلهم وتشغيلهم.وتبقى «الخوَذ البيضاء» الرصيد الدائم وغبّ الطلب للمشروع الغربي,الداعي الى إسقاط الدولة السورية وتقسيم المنطقة على أُسس طائفية ومذهبية وعِرقية.رغم كل ما لحِق بهم من هزائم وانكسارات,ورغم «صمود» اتفاق سوتشي بين موسكو وأنقرة (المنطقة منزوعة السلاح),حتى في ظل تلكّؤ الأخيرة في تطبيق كامل بنود هذا الاتفاق,الذي تم بين الرئيسين الروسي والتركي في 17 أيلول الماضي وعدم إنسحاب مجاميع الإرهابيين من تلك المنطقة.

نقاش مجلس الأمن الذي تم يوم أول من أمس,حول ما وُصِف بالملف الكيماوي السوري(الذي يرفض الغربيون إغلاقه),كشف في شكل لا لبس فيه ان العواصم الغربية الثلاث,ما تزال تُراهِن على توجيه ضربة للجيش والقواعد الجوية السورية،مُوحِية في خبث احتمال (مُفترِضَة أنه مُؤكّد) استخدام دمشق للسلاح الكيماوي,كي تتّخذ منه ذريعة لمواصلة عرقلتِها المُعلنة لأي حل سياسي للأزمة السورية.لهذا كان تحذير المندوب الروسي حازِماً وصارِماً وكاشِفاً وفاضِحاً النيّات الغربِية,والتواطؤ الذي هو عليه مواقف باريس وواشنطن ولندن,ورفضها تصديق المعلومات المُوثّقة التي أوردها المندوبان الروسي والسوري:حول «المعلومات المُثيرة للقلَق,التي تفيد بأن التنظيمات الإرهابية الناشِطة في إدلب,لا تتوقّف عن التعاون مع الخوذ البيضاء في التحضير لاستفزازات واسعة النطاق,باستخدام مواد سامة،مشيراً (المندوب الروسي الدائم لدى الأٌمم المتحدة فاسيلي نيبينتزيا) إلى أن»الجانب السوري يُوصِل هذه التقارير إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي», لافتاً في الوقت نفسه إلى «أن العسكريين الروس يمتلِكون هذه المعلومات».
ولعل إيراد «عينة» من ردود فعل المندوبين الغربيين على مثل هذه المعلومات المُوثّقة,التي يرفضون الإطّلاع عليها أو تصديقها,تكشف ضمن أمور أخرى مدى وعمق الرهان الغربي على مرتزقة الخوذ البيضاء.إذ طالَبَ نائب المندوبة الأميركية في جلسة مجلس الأمن الأخيرة:بـ»وقف الاستفزازات والمعلومات الخاطئة من قبل نظام الأسد وروسيا,بما في ذلك محاولاتِهم المُستمِرة لتوجيه الاتهام الكاذب,لعاملي الإسعافات الأولية والأبطال الإنسانيين – الخوَذ البيضاء – بالتخطيط لهجمات بالأسلحة الكيماوية في إدلب أو أي مكان آخر».. لأن – يواصِل الدبلوماسي الأميركي – هذا أمر مثير للسخرية».
أمّا المندوبان الفرنسي والبريطاني،فقد سارا على النهج الأميركي ذاته,وإن استخدما عِبارات ومصطلحات مختلفة,لكنهما التقيا في النهاية عند الهدف ذاته.وهو شيطنة روسيا و»النظام»السوري والتحريض عليهما ومواصلة إلصاق تهمة استخدام الأسلحة الكيماوية بالأخير.إذ يقول فرانسوا دولاتر المندوب الفرنسي:»استمرار استخدام هذه الاسلحة المُحرّمة دولياً، يُؤكّد وجود مخزونات من الكلور والسارين»،مُستطرداً في عبارات لافتة تثير المزيد من الشبهات إزاء الأهداف والنيّات الغربية.»هذا النهج من النظام غير مقبول,والتهديد باستخدام الأسلحة الكيماوية وعدم استقرار البلاد (لن ينتهي),ما دام النظام يرفُض الإنخراط في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.علماً – يواصِل – بأنها «السبيل الوحيد إلى تسوية دائمة للنزاع»(....).
فيما قالت المندوبة البريطانية كارين بيرس:»... ستحكُم علينا الأجيال القادمة بقسوة شديدة،ولكن ستحكُم على بلدين قاسيين بشكل خاص لكسرهما حظر الأسلحة الكيماوية...روسيا وسوريا».
ليس ثمة ما يفضح مُخططات الدول الغربية في سوريا,أكثر من تمسّكها بذراعها الجاسوسية المشبوهة المُسمّاة»الخُوذ البيضاء»,وإصرارها على مواصَلة تواجدها العسكري غير المشروع على الأراضي السورية.ودائماً في عرقلتها كل الجهود والمساعي لحل الأزمة سياسيّاً,وإفشالها كل المحاولات التي تبذلها دول مسار استانا تجاه إدلب,وبخاصة في عودتها إلى اسطوانتها المشروخة حول الانتقال السياسي وبيان جنيف واحد,وغيرها من الهرطقات المرتبطة بـِ»احتمال» استخدام السلاح الكيماوي واتّهام دمشق به.سيناريو خطير منوط بمرتزقة الخوذ البيضاء... تنفيذه,إذا ما وعندما يصدر آمر العمليات من واشنطن,أومَن لفّ لفّها.. إقليميّاً.
kharroub@jpf.com.jo