Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Apr-2018

قمة ترمب - كيمو - احمد ذيبان

الراي -  يمكن وصف القمة المرتقبة الشهر المقبل، بين الرئيسين الأميركي ترمب والكوري الشمالي كيم جونغ بـ «التاريخية»، ليس على طريقة القمم العربية التي توصف بـ «التاريخية» وتكون نتائجها صفرية!

السياسة الأميركية ترفض صعود قوة نامية، تمتلك قوة عسكرية تهدد مصالحها او حلفائها، وهي تستخدم في سبيل ذلك مختلف الوسائل، من الحصار والعقوبات والضغوط السياسية، واستخدام المؤامرات الاستخبارية ودعم قوى داخلية لتغيير أنظمة حكم في بعض الدول، وإذا فشلت تلك الاساليب فهي مستعدة للجوء للغزو العسكري والاحتلال كما حدث بالنسبة للعراق! وفي المسألة الكورية وجدت ادارة ترمب أمامها خصما عنيدا، يمتلك إرادة سياسية ومدججاً بالصواريخ العابرة والاسلحة النووية، وليس من السهل ترهيبه وتركيعه. ورغم الأهمية الاستراتيجية لقمة «ترمب - كيمو» ، يبدو لي أنه سيكون لها طابع كوميدي ممتع للمتابعين عبر الشاشات، فلكل من الزعيمين مواصفات شخصية لافتة في المظهر الخارجي، مثل «تسريحة الشعر»..
والقيام بحركات تبدو «بهلوانية» في بعض الاحيان، فضلا عن عدم استبعاد وقوع أي مفاجئة ،وهو ما اعتاد عليه ترمب في تغريداته!
مقدمات القمة لا تخلو من مفارقات ،فهي تهدف الى تطبيع العلاقات وتخفيض حدة التوتر، في شبه الجزيرة الكورية ونزع السلاح النووي؟ والرئيس ترمب فاجأ العالم وبخاصة حلفاء واشنطن، وفي مقدمتهم اليابان بقبوله عقد القمة، بعد التراشق بالحرب الكلامية والتهديد باستخدام «الازرار النووية» ، لكنه أطاح فجأة بوزير الخارجية تيلرسون، الذي كان يدفع باتجاه تطبيع العلاقات مع بيونغ يانغ، واستبدله برجل متشدد هو رئيس الاستخبارات، وعزز طاقم البيت الابيض بتعيين» جون بولتون« ، أحد رموز اليمين المتطرف مستشارا للأمن القومي، الذي يدعو للتصعيد وممارسة مزيد من الضغوط على كوريا الشمالية !
ولأن الشيء بالشيء يذكر ، فقد سبق أن قام الرئيس السابق أوباما بزيارة تاريخية الى كوبا عام 2016 ،وبدء تطبيع العلاقات معها بعد حصار استمر نحو 65 عاما ،دون أن تنجح محاولات واشنطن بتغيير نظام كاسترو ، أو تتراجع كوبا عن نهجها السياسي، لكنها لم تعد تشكل قلقا للسياسة الخارجية الاميركية، بعد أن خسرت حليفها الاستراتيجي بانهيار الاتحاد السوفييتي، أما مهمة ترمب بالنسبة للمسألة الكورية فتبدو أكثر تعقيدا ، ويشكل قبوله عقد قمة مع «كيم» مغامرة سياسية ! إذا فشلت القمة فستكثر السكاكين، التي تنهال عليه من قبل خصومه السياسيين وبخاصة الحزب الديمقراطي، وحتى من بعض أوساط حزبه الجمهوري، وسيتهم بأنه قدم «جائزة مجانية»، بتوفير فرصة تاريخية لزعيم دولة يعتبرونها «مارقة»، لتحسينصورته أمام العالم، ويتعامل بندية مع الرئيس الاميركي!
واذا نجح ترمب بإقناع «كيم» بالتخلي عن برنامجه النووي أو تجميده ، كما حدث مع ايران وهو هدف القمة ،فسيسجل ذلك كإنجاز استراتيجي لترمب. ويزيد من هذا الاحتمال تصريحات «كيم»، خلال زيارته السرية للصين قبل أيام، التي أعلن فيها استعداده للقاء ترمب و» أنه يؤيد إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الاسلحة النووية» ، لكن من السذاجة الاعتقاد أن كوريا الشمالية ستتخلى ببساطة وبلا ثمن، عن مخزونها من الاسلحة النووية والصاروخية، وبالمقارنة فإن ايران قبلت تجميد برنامجها لمدة عشر سنوات مقابل رفع العقوبات، لأنها لم تصل الى مرحلة انتاج الأسلحة النووية، ولو كانت وصلت الى مرحلة الانتاج ، كما هو حال كوريا الشمالية لما قبلت بالصفقة !
ومن المهم الاشارة الى أن كوريا الجنوبية حليفة أميركا، التي ستستضيف القمة معنية بتحقيق تقدم ، فهي على مرمى حجر من شقيقتها « اللدودة « ، وشكلت استضافتها لدورة الالعاب الاولمبية الشتوية في شباط الماضي ، فرصة لاطلاق مبادرة لتحسين العلاقات وتوجيه رسالة سياسية، بدعوة «الشمالية» للمشاركة التي أرسلت وفدا كبيرا ضم «500 «شخص ، وكان أهم شخصية في الوفد « يو جونغ « شقيقة الزعيم «كم» ، وهي شخصية رفيعة المستوى في حزب العمال الحاكم.
وفي أسوأ الاحوال،فإن القمة المرتقبة ستطلق عملية دبلوماسية ، بدل الاستمرار بدق طبول الحرب. ولنتذكر بأن عملية توحيد فيتنام لم تحدث في يوم وليلة !
Theban100@gmail.com