Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Nov-2017

استقالة الحريري.. ضربة وقائية - د. صفوت حدادين

الراي - اسقاط الدفاعات الجويّة السعودية للصاروخ البالستي الذي انطلق نحو الرياض من اليمن تزامن مع استقالة رئيس الوزراء اللبناني التي أُعلنت من الرياض ببيان هاجم التدخلات الايرانية في شؤون المنطقة مباشرة بصورة تعكس انسجام الاستقالة مع الموقف السعودي الداعم لحكومة الحريري والقلِق من النفوذ الايراني المتزايد. لبنان كانت أول البلاد العربية التي لقيت فيها «طهران» ابواباً مفتوحة مستغلة التوافق الطائفي مع «حزب االله» الذي خلق دويلة داخل دولة، وظلّت «لبنان» تتوزع التجاذبات الطائفية وارتباطاتها الخارجية حتى بات «حزب االله» له كلمة في اختيار رئيس الجمهورية «الماروني» ورئيس الوزراء «السنّي».

المفاجأة في استقالة الحريري لم تكن تخليه عن الاستمرار في رئاسة الحكومة بل توقيت
الاستقالة التي لم تجيء في ظرف غير روتيني فظاهر الأمور أن الوضع في «لبنان» اعتيادي ولا يهئ لتغييرات سياسية بهذا الحجم.
تلك المفاجأة فتحت الباب واسعاً أمام تكهنات بأن الاستقالة تستبق مرحلة عدم استقرار صعبة وربما حرباً يكون طرفاها «اسرائيل» و «حزب االله» خصوصاً وأن «اسرائيل» على لسان رئيس وزرائها «نتنياهو» قرأت الاستقالة باهتمام بالغ من زاوية موقفها المعادي من «ايران» و «حزب االله» فجاءت استقالة «الحريري» كورقة رابحة سيستغلها «نتنياهو» جيداً في «واشنطن» التي لم تستجب للآن لضغوطات اسرائيل للتصعيد مع «ايران» التي لا يبدو أنها ضمن أولويات «واشنطن» رغم أن «ترمب» لم يصادق على الاتفاق النووي.
استقالة الحريري قد لا تجد طريقها للنهاية وهذا سيناريو محتمل وربما أنها جاءت في هذه المرحلة لتعطيل عجلات حزب االله الذي بات يظن أنه أقوى مما مضى بعد تراجع الضغط السياسي والعسكري عن النظام السوري وبالتالي بات بمقدوره فرض شروط سياسية جديدة على الواقع البناني.
الأمين العام لحزب االله حاول الايحاء بأنه فهم مسوغات الاستقالة وغمز من قناة استجابة الحريري للضغوطات السعودية ولكن يبدو أن حبكة الاستقالة التي أربكت كل السياسيين في «لبنان» بمن فيهم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب أعقد من أن يستطيع حلّها.
مغزى استقالة «الحريري» من الرياض بالغ الأهمية فالسعودية تقودها الآن استراتيجيات جديدة انبثقت من تغييرات داخلية كبرى ويبدو أن الخط السياسي للرياض ينضج بسرعة باتجاه دور اقليمي فارق.
sufwat.haddadin@gmail.com