Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-May-2017

زيارة بابا الفاتيكان لمصر - د.جورج طريف
 
الراي - جسدت الزيارة التاريخية التي قام فيها قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الى القاهرة روح التآخي والمحبة بين اتباع الديانات السماوية ، وبعثت يرسالة سلام وتسامح الى العالم أجمع ، خاصة وانها جاءت في وقت تتقاتل فيه شعوبنا دينيا ومذهبيا فاتحة المجال واسعا أمام أطماع ومصالح الدول الاستعمارية والصهيونية العالمية.
 
كما جاءت بعد اسبوعين من وقوع احداث ارهابية استهدفت المصلين الآمنيين من أقباط مصر اثناء احتفالاتهم التي سبقت عيد الفصح في طنطا والاسكندرية وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء ، لتؤكد على ان مصر أرض المحبة والسلام التي حمت العائلة المقدسة من بطش الامبراطور الروماني هيرودوس قادرة على حماية ابنائها المسيحيين والمسلمين من الارهاب ، وان تلك الاحداث لن تزيدهم الا اصرارا على العيش المشترك وتعزيزقيم المحبة والتآخي بين المصريين جميعا والعمل يدا واحدة على مواجهة الارهاب ونبذ الكراهية والعنف والتطرف بكافة اشكاله وصوره.
 
بابا الفاتيكان وفي كلمته في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام الذي بدأها بقوله «السلام عليكم» باللغة العربية للحضور،أكد أن مستقبل البشرية قائم على الحوار بين الأديان والثقافات وأنه أصبح ضرورة ملحة للتوصل إلى السلام ومواجهة الخلافات داعيا كل الزعماء الدينيين إلى الاتحاد في نبذ التطرف الديني ومواجهة بربرية من يحرض على الكراهية والعنف،موضحا أنَّ التاريخ لا يغفر لأولئك الذين يُبشِّرون بالعدالة ثم بعد ذلك يمارسون الظُلم، وأنَّ التاريخ لا يغفرايضا لأولئك الذين يتحدَّثون عن العدالة، ثم بعد ذلك ينبذون أولئك الذين يختلفون عنهم.
 
وحرص البابا على توجية رسالة واضحة للشباب في العالم أجمع من مصر التي اسماها «أرض اللقاء بين السماء والأرض، وأرض العهود بين البشر وبين المؤمنين»لرفض كل اشكال العنف والثأر والكراهية التي ترتكب باسم الدين وباسم الله مؤكدا أنه لا سلام بدون تعليم الشباب احترام الآخر والانفتاح على الحوار البناء.
 
رئاسة الجمهورية المصرية ،أكدت فى بيان، أن تلك الزيارة إنما تؤكد أهمية مواصلة جهود إرساء السلام، من خلال تعزيز الحوار بين الأديان والإنصات لصوت الاعتدال الذي تعبر عنه القيادات الروحية العظيمة مثل قداسة البابا فرانسيس، وعزمها على مواصلة العمل مع قداسته من أجل تكريس التسامح والسلام والعيش المشترك بين كافة شعوب العالم ودياناته ومذاهبه، والاستمرار في بذل أقصى الجهد في التصدي للفكر المتطرف والقضاء عليه، من خلال إعلاء قيم احترام وقبول الآخر والتعاون والبناء، لما فيه خير الإنسانية ، في حين أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في كلمة له أمام البابا أن لا حل للمشكلات التي يعاني منها العالم إلا من خلال إعادة الوعي بالرسالات السماوية، مؤكدا على «ضرورة العمل على تنقية صورة الأديان مما علق بها من فهم مغلوط وتدين كاذب.
 
زيارة بابا الفاتيكان لمصر ومشهد الحفاوة التي لقيها في ام الدنيا تحمل مضامين كبيرة وتكرس مبادىء المحبة والتسامح والعدل والسلام بين بني البشر بغض النظر عن دياناتهم ومذاهبهم وأجناسهم ولغاتهم وألوانهم.
 
Tareefjo@yahoo.col