سوسن مكحل

عمان -الغد-  تجمع المئات من المواطنين والضيوف العرب المشاركين مساء أول من أمس عند ميدان جمال عبدالناصر وانطلقوا بأجواء كرنفالية أضفت أجواء البهجة والمرح على شوارع عمان وصولا إلى ساحة المركز الثقافي الملكي، احتفالاً بانطلاق الدورة الأولى لمهرجان الإبداع الطفولي الذي تقيمه وزارة الثقافة الأردنية (مديرية ثقافة الطفل) بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين.

وشارك بالمسيرة وزير الثقافة وراعي المهرجان الدكتور عادل الطويسي، وأمين عام الوزارة مأمون التلهوني، ومدير المهرجان ورئيس اللجنة العليا حكيم حرب ونقيب الفنانين الأردنيين الفنان ساري الأسعد ومدير المكتبة الوطنية الدكتور محمد العبادي وعدد من الضيوف والمشاركين العرب وأعضاء النقابة من الفنانين والوزارة والعاملين بالمركز الثقافي الملكي والأطفال المكرمين وعائلاتهم ومختلف وسائل الإعلام.

وافتتح الطويسي قبيل الحفل في ساحة المركز الثقافي الملكي معرض الكتاب والذي ضم مجموعة متنوعة من كتب وروايات للبالغين والأطفال، إضافة إلى معرض دور الرعاية والذي أشرف على أعمالهم فريق من المتخصصين في وزارة الثقافة، واللذين يستمران حتى ختام المهرجان نهاية الشهر الحالي.

الطويسي راعيا للحفل قال في كلمته "إن أصحاب السعادة والفخامة هم الأطفال وهذا المهرجان الإبداعي يقدم لهم ومن أجلهم"، مرحبا بالوفود العربية التي حضرت لتكون مساهمة في هذه التظاهرة الفنية لتقديم كل ما يهم الطفل من إبداع ومسرح وغناء.

وأضاف أن حضور الجمهور الكثيف الذي حضر لمشاركة الأطفال مسابقة الغناء جعله يختصر كلمته ليستمتع الأطفال بكل ما على الخشبة من فعاليات.

وبين الطويسي قائلا "فضاؤنا يفتح ذراعيه لكم لآخر المدى... سلسلوا إبداعاتكم وشغبكم كما أردتم، وزاوجوا بين اللقطة والمشهد والكلمة واللون كما شئتم، وأطلقوا عصافير أرواحكم على هُداها ومداها... فضاؤُنا حر، وسماؤنا لا يحِدها حد. وكل عام وأنتم بخير والطفل والطفولة والأحبة بخير".

في حين رحب مدير المهرجان حكيم حرب في كلمته بالحضور والضيوف العرب والأطفال والجمهور، وأوضح أن مهرجان الإبداع الطفولي يتضمن ثلاثة مسارات؛ المسرح والأغنية ومسابقة الإبداع الطفولي تحت مظلة واحدة تمثل دعوة للمحافظة على حقوق الطفل وحمايته من الأذى عبر أعمال فنية ومسرحية تبرز هذا المعنى وتؤكده.

وتأتي هذه الدورة، وفق حرب، تحت عنوان (حماية الأطفال من العنف والتطرف)، حرصاً منها على أهمية مثل هذا التوجه في ظل ما يتعرض له الأطفال اليوم من خطر بفعل بعض الأفكار الظلامية والسلوكيات غير الإنسانية والنزاعات المدمرة التي عادة ما يدفع الأطفال ثمنها بدون ذنب.

وتسهم العروض، كما أكد حرب، في حق الأطفال في الحياة الكريمة، بعيداً عن أشكال العنف وأفكار التطرف التي عادةً ما تتسلل إلى عقول أطفالنا لعدم وجود بدائل وفضاءات فنية وأدبية، ولتفريغ طاقاتهم الإبداعية التي قد يتم استغلالها وتوظيفها لأهداف غير إنسانية.

وأشاد حرب بالمؤسسات الداعمة كافة، موجها الشكر لوقوفها من أجل إنجاح الثمرة الأولى لمهرجان ضم ثلاثة مسارات ومهرجانات، ولمساهمتهم بإنجاح المهرجان، كا وشكر الفنانين والضيوف المشاركين كافة من أجل ترسيخ مفهوم الإبداع لدى الطفل وإشغال وقته بما يفيده على مستوى الفن والمسرح والغناء.

في حين قال نقيب الفنانين الأردنيين الفنان ساري الأسعد "إن الأعمال الفنية التي تقدم للأطفال يجب أن تحترم ذائقتهم الفنية وتناسب أعمارهم وترتقي بأفكارهم نحو احترام الآخر، بعيدا عما يشاهدونه من خلال شاشات التلفزة من عنف وحروب"، متنميا أن يحقق المهرجان تلك الرسالة التي يحملها من ترسيخ السلام والحب بين الأوطان العربية.

وكرّم وزير الثقافة الطويسي عدداً من الشخصيات الفنية والثقافية الذين قدموا أعمالا مهمة في مسيرتهم الفنية للطفل من الأردن والدول العربية المشاركة في الحفل الذي أداره رشيد ملحس والإعلاميّة هناء الأعرج.

في حين رحب الفنان لطفي بشناق أثناء تكريمه بشخصية المهرجان من قبل وزير الثقافة عبر توجيه مقطع من أغنية "خذوا المناصب.. أنا مواطن" للجمهور الذي تفاعل معها بحرارة.

تلا ذلك تكريم لجان التحكيم والأطفال المتميزين من الأردن، وجرى خلال الحفل عرض فيلم وثائقي عن مسيرة المهرجانات السابقة والحالية، إضافة إلى عرض فني أردني تراثي مميز قدمته فرقة مسك (مديرية تدريب الفنون) على أنغام أغنية "راسك بالعالي مرفوع الهامة" للمدربة رانية قمحاوي.

وجرى افتتاح أولى المسابقات الفنية على مستوى الغناء وكانت: أغنية "حصة الرسم" من كلمات حسن الربيح، وألحان إبراهيم الدقاق، وغناء رودان القضاة، وأغنية "I open my eyes" كلمات هامة أبو حلتم، وألحان وتوزيع عبدالحليم أبوحلتم، وغناء هامة أبوحلتم، وأغنية "الفأر"، كلمات سعد الدين شاهين، ألحان عبدالرزاق مطرية، وغناء بيسان القيسي، وأغنية "تفاؤل وأمل"، كلمات أبوالقاسم الشابي، ألحان شروق الدميسي، غناء هيفاء كمال، وأغنية "قف وتأمل وتفكر"، كلمات وألحان حيدر كفوف، وغناء كورال.

إلى جانب أغنية "أنا طفل صغير"، كلمات وألحان فتحي الضمور، وغناء ياسمين أحمد. وأغنية "وطني الغالي"، كلمات علي البتيري وألحان وغناء سوسن سعد الدين. وأغنية "لم لا أحيا"، كلمات فهد رمضان، ألحان أحمد الكردي وغناء ريم فارس، وأغنية "أمل"، كلمات وألحان وغناء عالية جبريل، وأغنية "أنا رحت العقبة"، كلمات وألحان جهاد الفلايلة، وغناء كورال، وأغنية "أهلاً بالمدارس"، كلمات يوسف حمدان، وألحان فايز أمين، وغناء كورال.

ويتضمن مهرجان الإبداع أيضا مجموعة من المسرحيات تعرض على مسرحيّ المركز الثقافي الملكي وهي؛ "في يدي نجمة" تأليف هيا صالح وإخراج وصفي الطويل، "مريم والنسر الذهبي" تأليف فاضل السوداني وإخراج أحمد العليمات، "الخيوط المتينة" تأليف وإخراج عايد ماضي، "صاحب الهمة" تأليف منصور عمايرة وإخراج عيسى الجراح، و"الصديق الوفي" تأليف أوسكار وايلد وإخراج عصمت فاروق. إضافة الى عروض عربية من مصر وفلسطين وتونس والعراق مستضافة وندوات تقييمية للعروض تقام في قاعات المركز الثقافي الملكي، وتعلن النتائج في الحفل الختامي للمهرجان.

sawsan.moukhall@alghad.jo