Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Mar-2017

« أمنا عمان» والمعجزة - سليم ايوب قونة
 
الراي - «أمنا عمان» شعار دافئ حنون يحمل اشارات ضمنية نبيلة لشحن العلاقة بين مدينة عمان وسكانها بمزيد من الطاقة الايجابية والتعاون والاحترام المتبادل.
 
لكن الكثير من المؤشرات والدلائل الملموسة على ارض الواقع تشي بأن الرسالة لا تصل بنفس درجة الوضوح والسلاسة الى جميع ابناء عمان ولا يتم التجاوب معها على النحو المأمول. اذ أن هناك الكثير من اشكال العقوق والمروق التي ما يزال بعض الابناء يمارسونها ضد مدينتهم التي منحتهم الكثير من الحب والعطاء ليكون يومهم أفضل من أمسهم وليصبح غدهم افضل من يومهم. كما ان جعبة بعض أبناء المدينة لا تخلو من ملاحظات هامة على أداء بعض الاجهزة الخدمية التابعة للمؤسسة الأم في قاع المدينة.
 
اذن اين يكمن العيب والخلل؟ وهل يمكن ان تتشابه وتتطابق علاقة السكان بمدينتهم بعلاقة الأم بأبنائها؟ ولماذا لا ينتهي او يخف هذا القصف اللفظي والشكاوى المتبادلة بن المواطن وأمانة عمان؟ ولماذا يرتاح بعض ابناء المدينة لتشويه وايذاء بعض ملامحها بأشكال وأنماط سلوك سلبية لا تلحق الضرر الا بمواطنين آخرين مثلهم لا ذنب لهم الا انهم يسكنون في نفس الحي أو يمارسون تجارتهم وأعمالهم في نفس الشارع أو يرتادون في أوقات مختلفة نفس الاماكن للترويح عن النفس والاستراحة والتسوق؟
 
في تقديري انه لا داع أصلا لوجود أو نشر أو تعميم مثل هذه الرسائل الحالمة لو ان العلاقة بين المواطن ومدينته عمان كانت صحية وطبيعية مئة 100% أو شيء قريب من ذلك، كما هو الحال في مدن كبيرة أخرى معروفة في العالم الكبير المحيط بنا. لكن ولظروف ومعطيات مختلفة ارتأت أمانة عمان ومجلسها السابق ان يخرجا بهذا الشعار كخطوة اضافية لرأب الصدع وتمهيد الارضية لمزيد من الوئام وتبادل الود والتعاون بين الطرفين، ولا بأس بذلك فالسعي لمزيد من الخير خير!
 
لنتذكر ان التفاعل والاحتكاك بين المواطن والأمانة لا يقتصران على المعاملات الرسمية كتراخيص الابنية والمحلات التجارية والخدمية والجباية وتنظيف الشوارع واشارات المرور وما الى ذلك. بل هي اقرب للعلاقة العضوية التي تبدأ من كل مطبخ و»حوش» وتنتهي في فضاءات المدينة الاوسع وفي مكبات النفايات البعيدة مئات الكيلومترات عن بيوتنا ومتاجرنا ومدارسنا وجلساتنا الصباحية والمسائية.
 
احدى المعضلات الأداء التي تواجهها مدينة عمان التي تحاول ان تقوم بدور الام في عدم التمييز بين ابنائها من المواطنين انها واقعة فعلا في مطب التمييز هذا بشكل او بأخر ومن وقت لاخر من جهة توفير خدماتها بنفس المستوى والانتظام لجميع المناطق والأحياء التابعة لها ، مع ان كل من يسكن تلك المناطق والأحياء يدفع التزاماته المالية بنسب تتماشى مع التصنيفات الادارية المعتمدة لها.
 
لعلنا في عجالة المقارنة والمقاربة بين الأم والمدينة وبين ابناء هذه وتلك نخلص الى القول انه مهما قست قلوب بعض الابناء على امهاتهم فان قلوب الامهات هي التي تتألم وتتجمل بالصبر. أما عندما يمارس ابناء المدينة اشكالا مختلفة من العقوق والمروق ضد مدينتهم فان قلوب اخوانهم المواطنين الاخرين وجيرانهم هي التي تتألم ويلحق الاذى بهم وليس بمن يدير الشؤون من مكتبه أو في الميدان. وأخيرا الا يذكرنا موقف بعض الابناء من مدينته وبيئتها بعلاقة المواطن بالبيت الذي يقيم فيه فيما اذا كان مؤقتا لأنه يستأجره أو دائما لأنه يملكه؟
 
عندما تتقلص الفجوة بين هاتين الحالتين نكون قد قمنا بخطوة كبيرة نحو المعجزة.