Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Mar-2017

بعد جنيف 4.. قبل قمة «موسكو»! - محمد خروب
 
الراي - تبدو المسافة الى النسخة الخامسة من جنيف, التي قال دي ميستورا انه سيدعو اليها قبل نهاية الشهر الجاري.. طويلة وغامضة, على نحو يسمح للتساؤل عمّا إذا كانت ستُعقَد ام لا؟ في ظل التطورات المتسارعة والخطيرة التي تحدث في فضاءات.. الازمتين السورية والعراقية, وفي ظل الفشل الذي تُسجِّله دبلوماسية الاستعلاء والغطرسة, التي تمارسها أنقرة وتتجلّى في الخطاب العدواني والهستيري الذي يواصل الرئيس التركي اردوغان بثّه في اكثر من اتجاه، فهو لا يتوقف عن الحديث عن «عروبة» منبج, إلاّ لِيوَجِّه سهام غضبه نحو برلين التي يتهمها برعاية الارهاب ومعاداة بلاده, فقط لِأن محكمة في مدينة المانية منعت مهرجاناً انتخابياً اراد مؤيدو حزبه تنظيمه لدعم مشروع الاستفتاء، فلم يتورع عن «توبيخ» أكبر شريك تجاري لبلاده واكبر بلد يستضيف جالية تركية يصل عديدها الى ثلاثة ملايين ونصف.
 
وإذا كانت مفاوضات جنيف4 قد انتهت بنتائج متواضعة حتى لا نقول انها سجَّلت فشلاً موصوفاً، فإن ما تشيعه اوساط منصة الرياض حول الآداء «المُتميز» الذي بدا عليه وفد الرياض برئاسة نصر الحريري, يثير السخرية والإشفاق وبخاصة ان الرجل الذي رفض إدراج موضوع الارهاب على جدول المفاوضات وابدى اصراراً غريباً على ضرورة بحث مسألة الانتقال السياسي, معتمِداً على صيغة جنيف»1» التي باتت خلفنا ولم تعد صالحة للتداول او يمتلك الداعون الى تفعيلها أي قُدرة على تمريرها، لم ينجح (الحريري) في إحداث اي اختراق نحو هذه «السلّة» التي استقرت كما «سلة» الارهاب، ضمن «السِلال» الاربع التي سيتم بحثها في جنيف5, هذا إذا عُقِد، في ظل متغيرات عاصفة في طريقها الى الحدوث قبل موعد انعقاده, الذي لم يُحدَّد, وبخاصة في ما ستُسفِر عنه «سلّة» اقليمية ودولية»مستَجِدّه» ذات مضامين وعناوين مختلفة, تبدو فيه أطراف الأزمات المتفاقِمة في المنطقة, عاقدة العزم على إحداث «نقلات نوعية» في مسار هذه الازمات, بدءاً من «منبج» التي بدأت تفرض اولوياتها على اللاعبين الرئيسيين في الأزمة السورية, وايضاً في ما خص المعركة المفتوحة والقاسية الدائرة الان في البصرة, حيث بات الجميع يطرح السؤال الاستباقي... ماذا بعد البصرة؟ بكل ما تعنيه الاجابة – غير المتوفرة حتى الان – من تغيير على موازين القوى والتحالفات ومعادلة الاصطفافات التي ستنشأ في حال بروز «تحالف» جديد, يدّعي النصر او يحتكره لنفسه بأبعاده الطائفية والمذهبية والعِرقية, وخصوصاً لِجهة المشهد «الكردي» الذي قد يتبلور بعد انقشاع غبار المعارك؟
 
اين من هنا؟
 
ثمة عُقدة كبرى نشأت الان اسمها «منبج», بعد ان رمى الاتراك كل «بيضهم» في سلّتها وراهنوا على اجتياحها بعد أن اطاحوا بغطرسة واستذكاء كل «التفاهمات» التي قيل انهم عقدوها مع الروس قبل احتلالهم لمدينة الباب, وخصوصاً عند غزوهم لمدينة جرابلس وبدا صمت موسكو وكأنه موافقة على خطوط معينة, راهن كثيرون انها على تخوم الباب, فاذا بالجميع يقع تحت وطأة المفاجأة الاردوغانية التي قالت: ان هدف انقرة هو اقامة منطقة عازلة مساحتها خمسة آلاف كم2 وان الغزو الذي يحمل اسم
 
«درع الفرات» متلفعاً بغطاء مرتزقة يحملون اسم الجيش الحر, لن يتوقف عند الباب بل سيُواصِل حتى منبج ولاحقاً الرقة, وعلى الجميع الخضوع وتنفيذ الامر العثماني.. والا.
 
أفاق الاتراك بعد «سكْرة» الاتصال الهاتفي بين ترامب واردوغان, على حقائق جديدة لعلها الان تفصح عن نفسها, ما اثار صدمة كبيرة لسيد القصر الابيض التركي الذي يستعد للإلتقاء بالرئيس الروسي بوتين في موسكو (او سوتشي) الخميس القريب, على وقع الخريطة العسكرية ذات المضامين السياسية الكبيرة التي فرضت نفسها على «خرائط» الصراع في الشمال السوري, والتي برز فيها «العنصر» الاميركي ايضاً ,خصوصاً ان الاخير هو الذي «سرّب» الانباء عن تعزيزات عسكرية وقوافل مدرعة واخرى انسانية, نظّمها الجانبان الروسي والسوري باتجاه منبج وريفيها الغربي والجنوبي, ما يقطع الطريق على الغزو التركي ويفتح طريقاً آخر على الصدام «العسكري» معهما, والاكثر أهمية انه يقول لِأنقرة: كفى.. انتهت لعبة المراوغة, ولم يَعُد ثمة فرصة اخرى للإتكاء على اكذوبة «التفاهمات» التي صمتت موسكو حيالها, ظناً منها ان انقرة سترتدع, وقد حان الوقت لاسكاتها.
 
القمة الروسية التركية قد لا تُعقَد اذا ما تصاعد التوتر, وبدا ان التراشق بين انقرة وموسكو آخذ في الارتفاع, واذا ما عُقدَت, فإن اردوغان.. كبير تكتيكي «الاستدارات» والإعتذارات, سيكون الخاسر الاكبر, لأن قرار «حماية» منبج قد اتُخِذ وعليه أن يتخلى عن أوهامه.
 
ماذا عن الاميركان؟
 
يرشح أن اردوغان, وقد وقع في ازمة كبيرة قبل الاستفتاء على تعديلات دستورية تمنحه صلاحيات واسعة, سيُلوِّح باغلاق قاعدة «انجرليك» في وجه واشنطن, اذا ما واصلت «حمايتها»ودعمها لقوات سورية الديمقراطية (الكردية), في وقت تبدو هذه الورقة قد فقدت قيمتها, بعد أن بدأت «نوايا» ادارة ترامب بالظهور, وبخاصة تركيزها على محاربة الارهاب وعدم الاهتمام كثيراً (حتى الان) بمسألة إسقاط النظام السوري, ناهيك عن المعارك التي اندلعت في منطقة «سنجار» بين الاكراد العراقيين (البيشمركة) واكراد حزب العمال الكردستاني, والاحتمالات الماثلة لحدوث تحالفات على ارض المعارك هناك,فضلاً عن المواجهات بين «بيشمركة» طالباني وبرزاني في كركوك, رغم ضراوة ما يحدث في الموصل.
 
فهل ينجو اردوغان هذه المرة؟ أم أنها الفرصة «قبل» الاخيرة لِإعلان نهاية المغامرة العثمانية الإستعمارية؟
 
نهاية الاسبوع.. قد نعرف الإجابات!
 
kharroub@jpf.com.jo