Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jun-2019

لِمَ لمْ تسوِّ لها الطريق يا عمر..؟!*حسين الرواشدة

 الدستور-من يتحمل مسؤولية هؤلاء الضحايا الابرياء الذين سالت دماؤهم  الغالية على الطريق الصحراوي..؟ ارجو ان لاتقول لي : انهم السائقون المتهورون ، بعدم انتباههم ، وسرعتهم الزائدة، وعدم التزامهم بالمسارات المحددة ، ربما يكون هذا جزءا من المشكلة ، لكن اصل البلاء هو هذا الطريق الذي تحول الى مصيدة «للارواح» ، اما المسؤول فهو كل الجهات المعنية التي قصرت في صيانته ، او تلكأت في طرح عطاءات تعبيده وفتح مساربه من جديد.

لا اتحدث هنا - كما يفعل «المشاهدون» من طبقة بعض المسؤولين والجمهور - من وراء مكتب ، فقد خضت «المغامرة» على مدى الايام المنصرفة مرتين حين ذهبت لزيارة اهلى في الجنوب ، وفي كل لحظة  كانت تداهمني فيها  شاحنة  او امرّ من منعطف مظلم ، او اتعثر بتحويلة ، او افاجأ «بمطب» قاتل ،  اظل ادعو الله ان يلطف بي في هذه الرحلة الصعبة ، وما ان اعود واصل الى اول طريق المطار حتى احمد الله على السلامة.
نقطة نظام لو سمحت (من المفارقات  أن المسافر على الطريق الصحراوي، حين يجتاز مغامراته عائداً الى عمان، يصطدم «بالنقلة» الحضارية التي تبدأ من المطار حيث الطريق على افضل ما يكون، مسارات متعددة ، وطريق للخدمة العامة ، وحيث الانارة والاشارات المرورية، لا تسأل طبعا لماذا ؟ فهذه الحقيقية تعكس علاقة المركز بالاطراف).
في كل مرة نفجع فيها بحادث مريع على هذا الطريق ( آخرها حادثة امس الاول التي راح فيها اربعة اشخاص رحمهم الله) يخطر الى بالي مسألتان : الاولى ان هذا الجنوب ليس قدره ان يموت ابناؤه على الطريق في كل رحلة ، فاذا لم يكن بمقدورنا ان ننصفه بقليل من العدالة وان نعيد لابنائه الامل بحياة افضل ، فليس اقل من ان «نصلح» الطريق منه واليه ، وان نكفل للسائرين عليه حقهم في الحياة والسلامة ( لا تذكرني الان بقصة تشجيع السياحة).
اما المسألة الاخرى فهي ان مشروع الطريق الذي احيل الى ثلاث شركات ( طوله 227كم  وكلفته 225 مليون دولار  بمعدل مليون دولار لكل كيلو واحد)  مضى على البدء بتنفيذه نحو عام وتسعة شهور ، ومن المتوقع ان يتم الانتهاء منه بعد نحو عام ، مما يعني اننا سنكون لا قدر الله بانتظار « افواج» جديدة من الضحايا  اذا لم نفكر جديا بوضع ما يلزم من اجراءات احترازية لضمان السلامة عليه ، او اذا لم ندفع نحو التسريع بانجازه بأية وسيلة ، واخشى ما اخشاه ان تحول قلة الامكانيات المالية دون التزام الشركات بإتمامه في الموعد المقرر.
لا أريد ان أحاجج في «التكلفة» ومن اين يمكن للحكومة ان تدبرها (للعلم تم انشاء هذا الطريق قبل نحو 60 عاماً  بكلفة بلغت 2,7 مليون دينار بمعدل 114 الف دينار للكيلو المتر الواحد)  ولا في قضية الاهمال التي غيبت اصلاح وتأهيل هذا الطريق على مدى العقود الماضية (قبل اربعة اعوام  اعترف وزير الاشغال السابق حين كان اميناً عاماً للوزارة بأن الطريق في غاية الرداءة بل يرقد في غرفة الانعاش)، اريد فقط ان اذكر المسؤولين بما ورد في موروثنا ، اذ اعلن عمر بن الخطاب ذات مرة امام الناس انه مسؤول عن «بغلة» عثرت في الطريق لأن الله سيحاسبه: لم لم تسوّ لها الطريق يا عمر..؟ 
كل ما ارجوه ان تصل صرخة عمر بن الخطاب هذه  الى اسماع  رئيس الوزراء، الدكتورعمرالرزاز، وانا اثق انه سيلتقطها بكل امانة وصدق وانتباه.