Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Dec-2017

المشروع المشبوه الكبير.. البداية والنهاية !! - محمد كعوش

 الراي - عندما تتقدم في الطريق تتضح أمامك معالم المشهد ، لذلك بدأت معالم المشروع الأميركي

الأسرائيلي المشبوه تتضح بكل تفاصيله الشيطانية، وهو المشروع الساعي الى خلق واقع جديد في المنطقة تحت عناوين مختلفة، فمنهم من يزعم انها عملية تحقق السلام، وبينهم من يدعّي انها
تسوية، أو تطبيع، أو صفقة تتضمن تبادل الأراضي بين طرفين أو أكثر، فقد تعددت التسميات والعناوين
ولكن الهدف واحد، هو انهاء الصراع العربي الأسرائيلي و» تسييد اسرائيل» في المنطقة، أي في الشرق الأوسط الجديد!!
 
اسرائيل تسعى الى تفتيت القضية الفلسطينية وادخالنا في متاهة التفاصيل كي لا نطرح قضية
الأحتلال والمطالبة باجتثاثه، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وهي تعرف أن
القليل من العرب أحس بالعار عندما أعلن الكيان الصهيوني ضم القدس، وفي وقت اصبح من المألوف فيه ان يتحدث نتنياهو عن الصداقة العربية – الأسرائيلية بالصوت العالي ودون تردد أو قلق، لأنه يعرف اننا وصلنا الى زمن عربي موشح بعبودية مشتهاة.
 
الحقيقة أن المشروع بنتائجه المعلنة وغير المعلنة هو نتاج خطة مرسومة باحكام خضعت لتنفيذ تدريجي على مراحل، وعبر ادوات عربية واقليمية ودولية، في مرحلة تشابكت فيها الأهداف والمصالح والتحالفات. بدات خيوط وخطوط المشروع تتكشف منذ احتلال العراق، ثم جعل الوطن العربي ساحة حروب مفتوحة رسمت بالدم والنار خريطة الأنقسام العربي، وخلقت حالة من الأرتباك في مفهوم الهوية والأنتماء عبر تخريب نسيج المجتمعات وتقسيمها على قاعدة الهوية المذهبية والعرقية، وفرض سطوة انكار الوطن الموحد والهوية الواحدة والمصلحة المشتركة والمصير الواحد.
 
في هذه المرة كانت التجربة قاسية لأن القاتل منا. هم استخدموا الثروة والسلاح، ونجحوا في تجنيد وتجييش مجموعات كبيرة من محترفي القتل والاغتيال والتدمير والانتحار والمرتزقة باستخدام المال والمقدس تحت شعار الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان وهي بضائع غربية كاسدة تسوقها واشنطن في بلاد العرب والعالم الثالث.
 
تواصلت اللعبة العبثية الخبيثة مع هبوب رياح الربيع العربي، ولم يعد بمقدور أحد وقف كرة النار المتدحرجة بقدرة أميركية ودعم غربي، لذلك استمر الأنهيار الجماعي وسط اجواء ضبابية غامضة خلقت حالة من الألتباس الخادع الذي استدرج الكثيرين من المبهورين بالوعد الوهم الذي قادهم في نهاية الطريق الى سراب الصحراء ومتاهة العتمة وهاوية الغموض.
 
في النهاية تشكل المشهد بغموضه الواضح جدا، ولكن كيف نشرح للذين فقدوا القدرة على الحوار بأن الصورة مقلوبة، وأن المنطق لم يحافظ على سلامته، وان عدونا الحقيقي هو الذي يصنع لنا عدوا جديدا وسط هذه الهستيريا الجماعية.
 
اليوم نرى أن لا مجال للنكران، فالمشهد واضح والقتلة واضحون، وصاحب مشروع الصفقة الكبرى واضح، يريدون تدمير البلاد العربية وانهاك جيشها ومصادرة ثرواتها وقرارها السياسي، بعد فشل تقسيمها على قاعدة طائفية وعرقية وقبلية، رغم استمرار الجهود الأميركية الهادفة، حتى هذه الساعة، تقسيم سوريا باستخدام القوة العسكرية لفرض حدود اقليم كردي في الشمال، كخطوة اولى على الطريق، وهي فكرة بدأت تدغدغ حلم الفصائل المسلحة الكردية التي تطالب علنا بحكم ذاتي تحت الحماية الأميركية.
 
كل هذه التطورات تصب في طاحونة اسرائيل ومصلحتها واخراجها من عزلتها وازمتها ومأزقها الوجودي، ومساعدتها في انجازمشروع التهويد واقامة الدولة اليهودية لكل اليهود، وهذا لن يتحقق، بنظرهم وحساباتهم، دون انهاء الصراع العربي الاسرائيلي ووصول اسرائيل الى العمق العربي.
 
قد تجد الحركة الصهيونية فرصتها التاريخية للتحرك بحرية في الزمن الذي راهنت عليه، وأن تنشط في المنطقة دون عوائق أوضغوط ، بسبب هذه الفوضى وغياب النخوة العربية، والقضاء على كل وسائل العمل العربي المشترك، ولكن على حكومة اليمين في اسرائيل، التي تتجاهل الحقائق بعنجهية أن تدرك أن المشروع الأميركي الأسرائيلي تحطم على صخرة الصمود السوري، وأن تحقيقة اصبح مهمة مستحيلة، لأنه مرفوض رسميا وشعبيا في أكثر من بلد عربي، وفي داخل فلسطين، حيث يوجد الشعب القادر على اكمال الأسطورة بقهر»الدولة» التي ليس لها حدود حتى اليوم، والقائمة على الخرافة والسلاح.