Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jun-2017

في ذكرى نكسة حزيران - محمد الشواهين
 
الغد- الذين هم في مثل عمري، يذكرون جيدا حرب حزيران 1967، اذ سبقت المعركة سلسلة من الاجراءات السياسية والعسكرية ما تزال عالقة في الاذهان، من اهمها اغلاق مضائق تيران امام الملاحة الاسرائيلية، من قبل الجيش المصري، بأوامر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وترحيل قوات الطوارئ الدولية.
اسرائيل حينها اشتاطت غيظا، فراحت تهدد برد فعل عنيف. ازداد التوتر حتى اضحى (راعي الغنم ) يتوقع نشوب الحرب بين العرب واسرائيل بين لحظة وأخرى.
جلالة المغفور له الملك الحسين، قام بزيارة مفاجئة للقاهرة، والتقى الرئيس عبدالناصر، حيث اتفقا على خطوات عسكرية وأمنية، اهمها تشكيل قيادة عربية موحدة بقيادة الفريق علي عامر، وتعيين الفريق عبد المنعم رياض قائدا للجبهة الشرقية.
الشعب الاردني في الضفتين؛ الشرقية والغربية، ابدى حماسة منقطعة النظير لزيارة الملك للقاهرة وما انبثق عنها من اتفاقيات.
يوم الخامس من حزيران نشبت المعركة، وقامت طائرات العدو بالإغارة على المطارات الحربية المصرية، ودمرت معظمها، الا ان الاذاعات العربية لم تنقل الحقيقة للمواطن الذي كان يتابع سير المعركة دقيقة بدقيقة، وباعصاب مشدودة.
عندما تكشفت نتائج المعركة في اليوم السادس للمعركة، اصيب الشعب العربي بصدمة فظيعة بسبب الهزيمة التي مني بها العرب، على غير ما كانت التوقعات. كان الناس متحمسين لمعركة فاصلة تعيد فلسطين الى البيت العربي، لكننا خسرنا سيناء والضفة والجولان.
 لكن للإنصاف، فرغم مرارة الهزيمة نسجل ان بعض القطاعات من الجيوش العربية التي التحمت مع جيش العدو، اظهرت بطولات جماعية وفردية عز نظيرها، وتحدث عنها العدو قبل الصديق، وسمعتها شخصيا من جنرال اسرائيلي عبر اثير اذاعة صوت اسرائيل عندما وصف الجيش العربي الاردني بالأصلب عودا والأفضل تدريبا.
لكن لسوء الحظ  بعد تدمير معظم سلاح الجو المصري على الارض، لم تتمكن القيادة الموحدة من توفير غطاء جوي للجبهة الأردنية، في الوقت ذاته كان سلاح الجو الأردني يتصدى بكل شجاعة  لطائرات العدو، الأكثر عددا والأحدث صنعا، وقام ايضا بشن غارات وضربات مؤثرة على مواقع اسرائيلية.
سقطت القدس والضفة الغربية كلها في يد الجيش الاسرائيلي. كان محافظ الخليل آنذاك الكركي المرحوم يوسف المبيضين على رأس عمله في مكتبه  طيلة ايام المعركة، ولم يغادر مدينة الخليل الا عندما انتشر افراد جيش العدو المحتل في كل مكان، فغادر بطريقته دون ان يعلم به العدو، الى الضفة الشرقية.
الدماء الزكية من ضباط وضباط صف وجنود الجيش العربي، روت الثرى الفلسطيني في دفاع مستميت، وعلم الجميع انها كانت معركة غير متكافئة. كان العدو يمتلك افضل الأسلحة وأشدها فتكا، مقابل اسلحة متواضعة في ايدي جنودنا، لكنهم كانوا متسلحين بالايمان وبعدالة قضيتهم. كان الغرب؛ حكومات وشعوبا متعاطفين مع اسرائيل، الى ان اكتشفوا زيفها وسوء نواياها التوسعية في نهاية ستينيات القرن الماضي، ما دفع الرئيس الفرنسي شارل ديغول لمنع بيع السلاح لإسرائيل حتى تنصاع لقرارات الأمم والشرعية الدولية.
ذكرى حرب حزيران من المفروض ان تحرك فينا كعرب ومسلمين، المشاعر التي من شأنها العمل الجاد لتحرير المسجد الأقصى والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، بكل الوسائل والطرق المتاحة. وحسب الأردن فخرا وشرفا، ان يكون أرض الحشد والرباط ، كما ابلغنا رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم.