Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Apr-2018

المعلومات المتوافرة حول الهجوم الكيميائي المفترض في مدينة دوما

 

بيروت- بينما يبحث قادة دول غربية عدة أبرزهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب توجيه ضربات عسكرية في سورية رداً على تقارير حول هجوم كيميائي وجهت أصابع الاتهام فيه الى دمشق، من المتوقع أن يبدأ محققو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عملهم ميدانياً السبت.
 
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الخميس أن بعثة تقصي حقائق في طريقها الى سورية وستبدأ السبت عملها بعد أسبوع من وقوع الهجوم المفترض.
 
وبدا كل من ترامب والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مقتنعين بحدوث الهجوم، في حين نفت دمشق وحليفتاها موسكو وطهران أي استخدام للسلاح الكيميائي. وتحدثت روسيا عن "مسرحية" وامتلاكها أدلة على "تورط بريطانيا مباشرة" باعدادها لحث القوى الغربية على القيام بعمل عسكري ضد دمشق.
 
ولا تزال تفاصيل ما حدث يوم السبت في مدينة دوما غير واضحة، وخصوصاً أن قوات النظام السوري تتحكم بالطريق الى المدينة، ما يجعل امكان تحقق الصحافيين مباشرة من المعلومات بشكل مستقل مهمة صعبة. ويمكن اختصار المعلومات المتوافرة بالواردة أدناه:
 
- تعرضت مدينة دوما، آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، لقصف عنيف السبت الماضي بعد تعثر مفاوضات مع روسيا لاجلاء مقاتلي فصيل جيش الاسلام من المدينة.
 
- قرابة الساعة الرابعة عصراً، استهدفت غارة جوية فرناً في شارع عمر بن الخطاب في دوما، في ما يشتبه بكونه أول هجوم تسبب بحالات اختناق وفق مصادر عدة، بينها المرصد السوري لحقوق الانسان. وأوردت الشبكة السورية لحقوق الانسان ومركز توثيق الانتهاكات، منظمتان معارضتان توثقان يوميات الحرب في سورية، ان الهجوم تم بغاز الكلور.
 
- قرابة الساعة السابعة والنصف مساء، استهدفت غارة ثانية مكاناً قريباً من ساحة الشهداء في منطقة النعمان ويشتبه بأن الهجوم تم بغاز الكلور. وبناء على عوارض ظهرت على الضحايا وبينها خروج زبد من الفم وحروق قرنية، رجّحت مصادر معارضة وطبية استخدام مادة كيميائية أكثر قوة كالسارين.
 
- قال طبيب عاين الضحايا في دوما لوكالة فرانس برس في اليوم التالي إن المصابين وصلوا على دفعات الى المشفى بعد وقت قصير من توقيت الهجوم الثاني المفترض. وكان معظمهم يعاني من حالات اختناق بالاضافة الى "رائحة قوية للكلور" على ثيابهم.
 
- تحدث شهود عديدون بعد اجلائهم من مدينة دوما الى شمال سورية عن ظروف مماثلة ووصفوا عوارض مشابهة. وقال أحدهم ويدعى أبو محمد (51 عاماً) لفرانس برس "كنت أهم بصعود الدرج من القبو، أصبت بضيق تنفس لا يوصف، مع اختناق ووجع في الرأس.. عدت أدراجي وقمت برش المياه على نفسي ومسح وجهي".
 
- صباح الأحد، أعلنت دمشق وموسكو اتفاقاً لاجلاء مقاتلي جيش الاسلام من معقلهم في دوما، وهو ما أكده الفصيل المعارض بعد أيام عدة، مؤكداً أن "الهجوم الكيميائي" كان السبب الذي دفعه للموافقة على مغادرة المدينة.
 
وإثر ذلك، غادر على دفعات آلاف المدنيين والمقاتلين بينهم القائد العام لجيش الاسلام بعد تسليم مقاتليه لسلاحهم الثقيل.
 
- لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين موجودين داخل مدينة دوما، وأمضى كثيرون منهم أسابيع في الأقبية والملاجئ جراء الهجوم العنيف الذي بدأته قوات النظام في المنطقة منذ 18 شباط/فبراير وتسبب بمقتل أكثر من 1700 مدني.
 
- أعلنت جهات معنية عدة أرقاماً متباينة عن عدد المصابين والضحايا جراء الهجوم، لكنها تؤكد جميعها مقتل بضع عشرات واصابة المئات. وأعلنت منظمة "الخوذ البيضاء" اي الدفاع المدني في دوما في بيان مشترك مع الجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز)، وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية مع عوارض تنشق غازات سامة. وأفادت المنظمتان عن مقتل أكثر من 40 شخصاً.
 
وأشار المرصد السوري من جهته الى مقتل 21 شخصاً على الأقل واصابة 70 آخرين بحالات اختناق في دوما من دون أن "يؤكد أو ينفي" استخدام الغازات السامة.
 
وتحدثت منظمة الصحة العالمية عن "تقارير بمقتل أكثر من 70 شخصاً يختبئون في الأقبية بينهم 43 حالة وفاة متعلقة بعوارض تتناسب مع التعرض لمواد كيميائية سامة".
 
- نشرت منظمة الخوذ البيضاء على موقع تويتر صوراً قالت إنها للضحايا تظهر جثثاً مكدسة في إحدى الغرف، وأخرى لأشخاص بينهم أطفال يخرج زبد أبيض من أفواههم.
 
وفي شريط فيديو نشرته المنظمة أيضاً، ظهر مسعفون يصعدون على درج عليه جثة قبل أن يدخلوا الى منزل فيه جثث لأطفال ونساء ورجال ثم يخرج المسعفون ركضاً ويقول أحدهم "الرائحة قوية جداً". كما ظهر في مقاطع فيديو آخرى أطفال يتلقون العلاج نتيجة صعوبة التنفس ويبدو عليهم الارهاق.
 
ولا يمكن لفرانس برس أن تتأكد من صحة الصور أو مقاطع الفيديو التي تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي.
 
- كانت منظمة الخوذ البيضاء، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، أول من تحدث عن هجوم بـ"الغازات السامة" على مدينة دوما، موجهة أصابع الاتهام لقوات النظام.
 
وخلال سنوات النزاع، اتُهمت قوات النظام مراراً بشن هجمات كيميائية في البلاد، الأمر الذي لطالما نفته دمشق. إلا ان منظمة حظر الاسلحة الكيميائية اكدت استخدام غاز السارين في هجوم على مدينة خان شيخون في نيسان/ابريل الماضي، كما قال محققون امميون أنه تم استخدام المادة ذاتها في هجوم قرب دمشق شمل الغوطة الشرقية في العام 2013 وأودى بالمئات.
 
- وبحسب مرصد سورية الذي يعنى برصد حركة الطيران ويتبع لمنظمة الخوذ البيضاء، فإن مروحيات وطائرات من طراز سوخوي توجهت الى دوما بالتزامن مع توقيت الهجوم الثاني. وانطلق بعضها من مطار الضمير قرب دمشق، وشوهدت تحلق فوق المدينة.
 
- في مقطع فيديو نشرته المنظمة ذاتها بعد الهجوم المفترض، تظهر قذيفة كبيرة صفراء قالت إنها سقطت فوق المبنى الذي وجد فيه العدد الأكبر من الجثث. وفي مقطع فيديو آخر تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، بدت قذيفة مشابهة في غرفة نوم محطمة في موقع غير محدد. وبدت الاثنتان عبارة عن اسطوانتي غاز. ولم يتم التأكد من محتوى مقاطع الفيديو حتى الآن.
 
- نفت دمشق وحليفتاها موسكو وطهران الاتهامات الموجهة للقوات الحكومية السورية، بل اتهمت ناشطين معارضين بفبركة التقارير للفت أنظار الدول الغربية. وقال مصدر رسمي سوري "الجيش الذي يتقدم بسرعة وبإرادة وتصميم ليس بحاجة إلى استخدام أي نوع من المواد الكيميائية".
 
- خلال الأشهر الاخيرة، كررت موسكو ودمشق التنبيه الى أن الفصائل المعارضة تحضر لعمل "استفزازي" وتحدث الاعلام الرسمي السوري عن احتمال شن الفصائل لهجوم كيميائي.
 
واتهمت موسكو الخوذ البيضاء بـ"فبركة" الهجوم الأخير "أمام الكاميرات". كما سارع مؤيدون للنظام على وسائل التواصل الاجتماعي الى نشر صور تظهر عناصر من الخوذ البيضاء في موقع تصوير، وهي صورة مأخوذة من موقع تصوير فيلم "رجل الثورة" المدعوم من الحكومة.
 
- قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن خبراء عسكريين روسا توجهوا الى دوما و"لم يعثروا على أي أثر للكلور أو لأي مادة كيميائية". وفي مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية، ظهرت سيارة للشرطة العسكرية الروسية وعناصر في المنطقة. كما عرضت موسكو مرافقة المحققين الى المنطقة التي انتشر فيها عناصر من شرطتها العسكرية.
 
- لم تفصح منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن آلية عمل محققيها، مؤكدة أنها لا تكشف اي"تفاصيل" بهذا الصدد للحفاظ على "نزاهة" التحقيق. وكانت دمشق دعت المنظمة للتحقيق مؤكدة أنها ستتعاون معها بشكل كامل.
 
- تحدثت المنظمة بشكل عام عن آلية عملها المعتادة: قد يأخذ المحققون عينات كيميائية وبيولوجية، ومن البيئة المحيطة، لتحليلها مباشرة في الموقع أو خارجه في مختبر خاص بالمنظمة. وقد يجري المحققون مقابلات مع ضحايا، شهود واعضاء من الكادر الطبي. كما قد يشاركون في عمليات تشريح. ومن المفترض أن يرسل الفريق تقريراً حول الوضع خلال 24 ساعة من بدء عمله، وآخر أوليا خلال 72 ساعة من عودته الى هولندا وتقريرا أخيرا خلال 30 يوماً.(أ ف ب)