Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Sep-2016

معركة «الباب»: احتمالات و«أبواب».. مفتوحة - محمد خروب

 

الراي - فيما تحتدم المعارك في شرقي مدينة حلب, وفيما يواصل الرئيس التركي اردوغان «هجمته» المحمولة على اتهامات لاذعة لواشنطن, مُتهِماً اياها مواصلة تزويد «ارهابيي» قوات حماية الشعب الكردية YPG باسلحة وعتاد, حملتها طائرتان الى مدينة عين العرب (كوباني) السورية مؤخراً, وقبلها ثلاث طائرات زوّدت المقاتلين الكرد باسلحة اخرى، ذهب «نصفها» الى داعش, في حين ذهب النصف «الآخر» للكرد، على ما قال اردوغان نفسه في لقاء جمعه بالتجمع الثقافي التركي في نيويورك قبل يومين، متزامنة تلك «الاتهامات» مع اصرار «اردوغان» العمل لانشاء «حزام آمن» في الشمال السوري ستبلغ مساحتها قريباً خمسة آلاف كيلومتر مربع كما زعم اردوغان ، في اطار ذلك كله، كشفت وسائل الاعلام التركية ,عن وجود 41 الف جندي تركي على «اهبة» الاستعداد لخوض معركة مدينة الباب السورية, وانه – اضافت صحيفة يني شفق الموالية لِأردوغان – في حال «فشلت» قوات الجيش السوري «الحر» في دخول «الباب», فإن القوات المسلحة التركية ستلجأ الى الخطة «ب» مستطردة (يني شفق) انه ايضاً وفي حال ارتفاع «مؤشر الخطر» على تركيا من قِبَلِ قوات الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري PYD فإن هذا «سيزيد» من احتمال ارسال قوات «برية» تركية الى سوريا.
 
هنا والآن... تتكشف تِباعاً, الخطة التركية المتدحرجة التي تستلهم خطة الاحتلال الاسرائيلي في غزوه للبنان في العام 1982 والتي اتخذت الذريعة ذاتها ضد منظمة التحرير الفلسطينية لإبعاد قواتها عن الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة، الى ان انتهت حملة «سلامة الجليل» التي قادها الثلاثي الفاشي بيغن شارون وايتان قبل اربع وثلاثين سنة لِاحتلال بيروت بمذبحة صبرا وشاتيلا التي صادفت ذكراها قبل ايام.
 
اقتحام بلدة «دابق» سيكون الهدف الاول لاحتلال مدينة «الباب»السورية الموجودة في عمق الريف الشمالي لحلب 24كم جنوب جرابلس وبلدة الراعي التي يطلق عليها الاتراك اسم «جوبان باي» للاشارة (عُثمانياً) بأنها بلدة تركية (..)، وهي ذريعة يتوسلها اردوغان لمقايضة واشنطن في شأن مشاركته بمعركة تحرير «الرقة»، بما هي»الباب».. قاعدة داعش المركزية وقلعته الاخيرة بريف حلب، فضلاً عما تستبطنه التصريحات التركية عن الخطة «ب» للجيش التركي المنخرط في العدوان الاطلسي على سوريا الذي يحمل اسم «درع الفرات»، من زج المزيد من القوات البرية التركية، ما سيجعل من انقرة لاعباً رئيسياً على الساحة السورية، والذي لا يمكن لأي «حل» لأزمتها ان يتم دون «موافقة» تركيا على ما تبجح ذات يوم... اردوغان.
 
واذا كانت انقرة ما تزال تصر على انها ترفض بشكل قطعي المشاركة في اي حملة في اتجاه الرقة تشارك فيها عناصر «YPG» الارهابية, على ما اعاد الناطق باسم اردوغان ابراهيم قالن تكراره مؤخرا، فإن اللافت هنا، هو البيان الذي اصدرته جبهة فتح الشام (النصرة) يوم الجمعة, والذي رأت فيه ان» نقل المعركة الى الريف الشمالي (تقصد مدينة الباب) بناء على رغبات «اقليمية» ودولية، مقابل الابتعاد عن ملحمة فك الحصار عن حلب او التوجه نحو حماة او فتح طريق دمشق، هو «حَرْف» للمعركة عن المسار الصحيح لِإسقاط الاسد وتشتيت الجهود واضاعة الوقت اضافة (والقول ما يزال للنصرة) الى افتقار هذه المعارك للقرار المستقل والتوقيت المناسب» في الوقت ذاته الذي وصف فيه بيان النصرة «ما يجري ضمن عملية درع الفرات،بأنه ليس «استعانة» ولم يستوفِ الشروط «الشرعية» ,متهماً فرقة الحمزة ولواء المعتصم اللذين ابتعدا عنها بالتبعية المباشرة... للبنتاغون.
 
هنا يتبدى بوضوح ايضاً, حجم النفاق الاميركي الذي يراهن على لعبة الوقت، وربما تنتظر واشنطن انزلاق انقرة الى المستنقع السوري, كي تُواصِل رهانها على القوات الكردية التي ترى فيها الاكثر «قدرة وشجاعة» لمواجهة داعش, وهو ما لفت اليه الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة الوسطى الاميركية, الذي «اعترف» بأن الوضع العسكري والسياسي على الحدود السورية التركية «بعد التدخل العسكري التركي»، قد «أبطأ» وتيرة الاستعداد لطرد تنظيم داعش من الرقة، ما يعني في قراءة اخرى ، ان انقرة هي التي «عطّلَت» البدء بتحرير الرقة، باصرارها عدم مشاركة الكرد فيها، دون إهمال ما كان الجنرال الاميركي نفسه قد اكده خلال الاسبوع الماضي في اطار مؤتمر نظّمه معهد دراسات الحرب بقوله: «نحن (اميركا).. لا نتحكم في الاطار الزمني للعملية»(..).
 
ماذا عن دور سوريا وروسيا في معركة الباب.. إذاً؟
 
يصعب فصل ما يجري في شرقي حلب عن تلك المساعي التركية «الخبيثة» لاجتياح مدينة الباب، التي هي من زاوية اخرى اقتراب خطير من حلب وإطلالة بالمدافع والصواريخ التركية عليها، ما يُفسِّر مباشرة الجيش السوري عملية افتحام شرقي حلب لقطع الطريق على اردوغان, واجباره على التراجع او البقاء في المنطقة المحتلة التي فرض نفسه عليها بالخداع والمراوغة، وليس الحديث عن وجود ثلاثة الاف جندي (اقرأ متطوع) روسي في محيط حلب, الا الاشارة بأن هؤلاء قد «يسبقون» جنود الاحتلال التركي الى مدينة الباب، علماً ان مهمة الجيش التركي نحو «الباب» لن تكون نزهة، لأن داعش سيستميت في «الدفاع» عنها، كونها البوابة الأهم.. نحو الرقة.
 
الاحتمالات ماثلة والابواب مفتوحة، ونحسب ان اردوغان سيدفع ثمناً باهظاً على المستويين السياسي وخصوصا العسكري, عندما يزداد عدد النعوش المُرسَلة الى المدن والبلدات التركية.
 
kharroub@jpf.com.jo