Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Jan-2018

تنظيمات فلسطينية وحسن نصر االله !! - صالح القلاب

الراي -  عندما يَجْمع حسن نصر االله وفي هذا الوقت في مقره في ضاحية بيروت الجنوبية كل فصائل المقاومة الفلسطينية الفعلية والوهمية فإن هذا يعني أنه في وضع «لا يسر الصديق ولا يغيظ العدا» وأنه وقد إزداد الضغط على عنقه وأصبح محاصراً وبتهم الإتجار بالمخدرات غدا بحاجة إلى هذا الهروب إلى الأمام، فالتفاف هذه الفصائل، حوله يُظهر أنه إستهدف بهذه الإتهامات لأنه يقود «الجهاد» ضد «العدو الصهيوني»، وأن وجود ميليشياته في سورية دفاعاً عن نظام بشار الأسد هو عنوان تحرير فلسطين السليبة ومن النهر إلى البحر.

 
ليس مهماً أن تأتي «الصاعقة»، التي كان إسمها ذات يوم بعيد: «طلائع حرب التحرير الشعبية» والتي هي مجرد قيادة بلا قواعد لتلبية نداء: «المقاتل في فيلق الولي الفقيه» ومعها الجبهة الشعبية – القيادة العامة وأسماء أخرى من تنظيمات لا مهمة لها إلا إصدار البيانات التي تطلبها الأجهزة الأمنية السورية، وهنا فإن العتب إذا كان لا بد من العتب هو أولا على حركة الوطني الفلسطيني «فتح»، وأي فتح لا نعرف لأن هناك شيئا وهميا إسمه «فتح» الإنتفاضة، وثانياٌ على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي لا تزال ذكرى الدكتور جورج حبش العطرة ومعها ذكرى غسان كنفاني وأبو علي مصطفى عالقة بها ومع هؤلاء بالطبع الأمين العام الثالث لهذا التنظيم الذي له كل التقدير والإحترام أحمد سعادات الذي مرت عليه سنوات طويلة في زنازين السجون الإسرائيلية.
 
وما ينطبق على الجبهة الشعبية ينطبق على الجبهة الديموقراطية وعلى جبهة التحرير الفلسطينية هذه المتواجدة ولو إسميا في رام االله والتي لم تستدع إلى ضاحية بيروت الجنوبية مثلها مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي إذ أنه أمر طبيعي أن تكون هاتان الحركتان من أصحاب البيت الإيراني ومن مقلدي حسن نصر االله الذي هو مقلد بإخلاص شديد لمرشد الثورة علي خامنئي.
 
إن كل هذه التنظيمات تعرف أن ميليشيات حسن نصر االله ليست لها علاقة بفلسطين ولا بمواجهة «العدو الصهيوني»، وأنها منذ سبعة أعوام قد تحولت إلى مجموعة مذهبية متخصصة في سحق جماجم الأطفال السوريين وقتل أبناء الشعب السوري بدوافع طائفية حقيرة فعلاً، ومشاركة الميليشيات الإيرانية والعراقية في تدمير المدن والقرى السورية.
 
لقد إستدعى حسن نصر االله هذه الفصائل الفلسطينية، والمقصود هنا بالتحديد هو حركة «فتح» والجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية، في هذه الفترة بالذات، من أجل الهروب من تهمة الإتجار بالمخدرات التي غدت تطارده حتى «ضاحيته» الجنوبية، ومن أجل إظهار الشعب الفلسطيني كمؤيد لـ «معمّمي» طهران التي تنتفض فيها الآن الجماهير الإيرانية لإسقاطهم.. وحقيقة أن هذا ليس غير جائز وفقط بل هو معيب أن يُحشر إسم فلسطين المقدسة في خندق النظام الإيراني الذي يتباهي قادته ورموزه بسيطرته على أربع عواصم عربية.
 
إنه على هؤلاء الذين ذهبوا إلى ضاحية بيروت الجنوبية أن يعرفوا أن قوات حسن نصر االله التي يدّعي أنه سيحرر بها فلسطين تحاصر الآن وإلى جانب الميليشيات الإيرانية المذهبية غوطة دمشق الشرقية وتسحق بقذائف مدافعها جماجم أطفال حرستا وتمزق بشظايا قنابلها أجسادهم.. وهذا بالتأكيد ترفضه فلسطين ويرفضه الشعب الفلسطيني المجاهد العظيم.