Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Aug-2017

لماذا فعلها «بوتين»؟ - د. صفوت حدادين
 
الراي - القرار الروسي بالطلب من «أميركا» سحب ٧٥٥ موظفاً لدى السفارة الأميركية في «موسكو» يعتبر الأكثر جرأة دبلوماسياً في العلاقات ما بين البلدين منذ عام ١٩١٧ وأشد الخطوات تسخيناً في علاقة كان من المرجح أن تشهد نمواً سريع الوتيرة في عهد الرئيس الأميركي «ترمب» بعد تراجع ملحوظ في عهد «اوباما».
 
«بوتين» ترك الباب مفتوحاً لعلاقات أفضل مع الولايات المتحدة الأميركية في عهد «ترمب» رغم النكسة التي تسببت بها الادارة الأميركية السابقة التي طردت دبلوماسيين روس على خلفية اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية فلم يرد بمبدأ المعاملة بالمثل وفضل الانتظار أملاً بصفحة جديدة مع عهد جديد لكن حساب الحقل لم يتطابق مع حساب البيدر فمسألة التدخل في الانتخابات تفاقمت وتسببت في انقسامات سياسية داخلية في «اميركا» وكانت مدخلاً لتشدد «الكونغرس» في فرض عقوبات جديدة على «روسيا».
 
الخطوة الروسية كانت مفاجأة خصوصاً أنها تلت الاتفاقات الأميركية الروسية في «جنوب سوريا» والتي فُهمت على أنها تقاسم لأماكن النفوذ لكن التنسيق المشترك في «سوريا» ما لبث أن تلقى ضربة في الخاصرة تمثلت بالعقوبات الإضافية والتي لن يجد «ترمب» مناصاً من توقيعها في ظل الاتهامات المتصاعدة لتدخل «روسيا» لمصلحته في الانتخابات الرئاسية الأميركية من أجل درء أي شبهات جديدة.
 
من المرجح أن «بوتين» لجأ إلى هذه الضربة الدبلوماسية القوية بعد أن يأس تماماً من قدرة «ترمب» على احداث تغيير داخلي باتجاه العلاقات مع «روسيا» بل ويُنبئ التصرف الروسي أن «موسكو» قدمت تنازلات كبيرة فيما يتعلق ب«سوريا» سهّلت الوصول إلى اتفاق روسي - اميركي لكنها لم تلق شيئا في المقابل من «واشنطن» فارادت بهذا القرار الأخير الانقلاب على الاتفاقات الأخيرة من زاوية الدبلوماسية.
 
«ترمب» لا يُملك الكثير ليقدمه ل«روسيا» ومسألة التدخل في الانتخابات باتت تتهدد مستقبل العلاقات بين البلدين ما دام «ترمب» في السلطة فجهوده تتركز الآن على الخلاص من مأزق «التدخل الروسي» ولو على حساب علاقات قوية مع «روسيا» والدليل على ذلك ارسال البيت الأبيض اشارات واضحة بأن قرار العقوبات الإضافية على «روسيا» سيُمهر بتوقيع الرئيس الأميركي بلا تردد.
 
الطلب الروسي تخفيض التمثيل الدبلوماسي الأميركي قد لا يتوقف عند هذا الحد وقد يكون مقدمة لمماحكات سياسية تنعكس على القضايا التي تستقطب اهتمام الطرفين وفي مقدمتها القضية السورية وما جرى قد يتسبب بتعقيدات في هذا الملف من جديد بعد أن باتت الحلول تُضيئ في الأفق تبعاً لتوافق الأميركان والروس مؤخراً.
 
sufwat.haddadin@gmail.com