Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jun-2018

لليهود فقط - نداف شرغاي

 

اسرائيل هيوم
 
الغد- "الحائط الغربي لا يعود لليهود فقط" (القصد بحائط البراق في المسجد الأقصى المبارك- تحرير الترجمة)، سَهى الأسبوع الماضي آفي غباي في لسانه، وسارع إلى الإصلاح. ولكن لعلنا ينبغي أن نشكره. فرئيس المعسكر الصهيوني منحنا فرصة لأن نتناول تشويها آخر، هذه المرة مقصود: فالأسلمة التي يجريها الفلسطينيون للحائط الغربي، القدسية التي يضفونها عليه كأحد حيطان "نطاق الأقصى"، وكذا الرفض الجارف لكل صلة يهودية به، تماما مثلما يتعاطون مع جبل البيت (الحرم) والقدس بشكل عام.
رغم الحرج، فإن اليهود الأخيار الذين يكافحون في سبيل مكان الشعب اليهودي ودولة إسرائيل في جبل البيت، يسمحون بلا رتوش لهذا التشويه الإسلامي. فمن شدة رغبتهم في رفع مكانة الجبل يصغرون الحائط، لدرجة التنكر لقدسيته، بل وأحيانا تحقيره. أحدهم وصف مؤخرا الحائط بأنه "حائط عديم كل أهمية"، و"موقف خلفي للجياد والجمال".
يجب وضع الأمور في نصابها: الحائط الغربي أصبح مكانة الصلاة الأساس لليهود في أعقاب الهزة الأرضية التي ألمت بالقدس في 1546. فقد هدمت الهزة المباني المجاورة للحائط، في منطقة ساحة الصلاة المعروفة اليوم، وسمحت للأتراك بأن يخصصوا هناك زقاقا ضيقا لصلاة اليهود.
غير أنه بخلاف القول المستهتر للاغي الحائط (يهودا ومسلمين)، لا يدور الحديث عن "اختراع" لبضع مئات السنين فقط. فشهادات تاريخية تفيد بأنه من اللحظة التي سمح فيها الاحتلال الإسلامي لليهود العودة إلى داخل القدس، قبل ألف سنة فأكثر (بعد أن أبعدهم المسيحيون عن المدينة)، صلوا على طول الحائط الغربي، الذي في نقاط عديدة منه، بخلاف اليوم، كان نقيا من البناء الإسلامي. فقد صلى اليهود في الزاوية الجنوبية من الحائط بل وفي أجزائه الشمالية: في منطقة أبواب القطانين، الحديد والمجلس. حتى سقوط القدس في أيدي الصليبيين في 1099، كان في الفضاء التحت أرضي لباب فيرن، الثابت في الحائط الغربي، كنيس "المغارة".
كانت "المغارة" تقع بالضبط أمام المكان المقدر لقدس الأقداس، مكان حجر الشرب في مركز قبة الصخرة. واختيار الحائط الغربي نبع من أنه كان الأقرب إلى هذه النقطة، أكثر من أي حائط آخر لجبل البيت. سلسلة المدارس الدينية التي تعود إلى 1500 سنة وأكثر، والتي تولي الحائط الغربي قدسية مستمرة، تأثرت هي أيضا من هذا القرب.
يسمي المسلمون الحائط الغربي "البراق"، على اسم حصان محمد العجيب. وهم يشيرون اليه بأنه "الحائط ذاته الذي ربط به نبيهم حصانه المجنح في حلم رحلته الليلية من مكة إلى القدس".
إن تشخيص الحائط الغربي بأنه مكان ربط الحصان المجنح نشأ رويدا رويدا مع نمو الحركة الصهيونية، وبقوة أكبر -في عهد نزاع الحائط. كان هذا هو الرد الإسلامي على تعزز التواجد اليهودي في البلاد بشكل عام، وفي القدس وفي الحائط بشكل خاص.
لقد احتقر ودنس المسلمون المكان من خلال تسيير الحمير، الجياد والجمال وإلقاء مقصود لروث البهائم في المكان. وفتحوا فتحة من ساحة جبل البيت (الحرم) إلى الحائط وأقاموا احتفالات صاخبة كانت مخصصة جيدا لساعات صلاة اليهود.
أما اليوم، فهم يدعون أن الحائط مقدس لهم، ولكنهم أسندوا إلى حجارته مساكن ومباني خدمات وألصقوا به أنابيب مجاري، كهرباء ومياه. أما "الحائط الصغير" الذي في قلب الحي الإسلامي (جزء من الحائط الغربي) فإنهم يدنسونه غير مرة بالشعارات المعادية، وبالتبويل إلى جانبه وغمره بالقمامة، وأحيانا يستخدمونه كحائط للتسلق. ليس هكذا يتصرف دين ما مع مكان ما يدعي قدسيته. والاستنتاج هو أن القدسية في هذه الحالة هي قدسية زائفة؛ وسيلة فقط، ترمي إلى إبعادنا عن الحائط، مثل محاولة طردنا من أجزاء أخرى من القدس وبلاد إسرائيل.
لقد أخطأ آفي غباي، ومن يعترف ويرحل يرحم. الحائط مقدس فقط لليهود؛ لا للمسيحيين ولا للمسلمين. أما جبل البيت، بالمقابل، مكان مقر الهيكل -الذي أقام المسلمون على خرائبه هياكل صلاتهم- فمقدس للمسلمين أيضا.
الحائط الذي على سفوح الجبل ليس "حائط عديم كل أهمية"، بل "رواق" يرضع قدسيته من "الديون" من "جبل البيت".