Thursday 21st of November 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-May-2012

سلامه كيله في دور جديد - ناهض حتر

 

العرب اليوم - كتبتُ، هنا، مقالا بعنوان " الحرية لسلامه كيله"، حين كان معتقلا لدى السلطات السورية، وشاركتُ مع خمسة من القيادات التاريخية لليسار الأردني في إصدار بيان شديد اللهجة حول الحدث الذي كاد يتحوّل إلى خلاف جوهري بيننا وبين دمشق. ولا غرو، فسلامه كيله، رغم خلافنا السياسي معه حول الأحداث في سورية، كان، عندي، مثقفا من الخط اليساري العروبي، اضافة إلى انه صديق قديم.
عندما عاد كيله إلى الأردن، اختار، لصدمتي، أن يستخدم آلامه لتزويد المحطتين الخليجيتين اللتين تحرضان على الحروب الأهلية في المنطقة، "الجزيرة" و"العربية"، بموادّ دعائية ضد سورية. وهذا يبقى خياره، رغم أنه خيار يضع هذا الماركسي الثوري في العباءة الوهابية، ويبدد ما يدعيه من رؤية ثالثة مستقلة حول الصراع في سورية.
ولديّ معطيات أخرى، اقنعتني بأن صديقي القديم يسير في إتجاه " مجلس اسطنبول" والمجموعات المذهبية المسلحة في ما يسمى المعارضة السورية.
لكنني نظرتُ إلى كل تلك المعطيات بإشفاق أكثر مما نظرتُ إليها بغضب. فالنظام السوري، بإصراره على سياسات القمع ضد المثقفين، يُحرج أصدقاءه ويعطي الذرائع لأعدائه. وهو ما جعلني أؤثر الصمت على تحولات كيله.
ومن تلك التحولات أنه غيّر تحالفاته داخل الأردن، فأصبح، فجأة، جزءا من التيار الليبرالي القَطري. ومع ذلك صمتُ. ذلك أن صديقنا القديم في وضع صحي ونفساني ربما دفعه إلى الإنزلاق مع جماعات التوطين والحقوق المنقوصة والليبراليين الأردنيين الملتحقين بهم، لكنني كنت أراهن على أن وعي الرجل العروبي اليساري سوف يمنعه من الإستمرار في منزلقه هذا.
ولا أكتمكم بأنني لم أفهم كيف يلتقي رئيس مجلس الأعيان، طاهر المصري، مع سلامه كيله، من دون أن يقدّر أن موقعه الرئيسي في الدولة الأردنية، لا يسمح له بالجلوس في محفل معاد للدولة السورية. فلهذا اللقاء حساباته المعقدة التي تمسّ المصالح العليا للأردن. كما أنني لم افهم كيف أن كيله الذي يرفض الحوار مع النظام السوري، ويطالب بإسقاطه، مستعد للحوار الودي مع أحد رموز النخبة الحاكمة في الأردن.
ومع ذلك صمتُ، لكنني الآن مضطر للكلام بصراحة ووضوح عن الدور الجديد الذي بدأ سلامه كيله يلعبه، واعيا أو غير واع، في سياق المشروع القَطري لتفجير البلد، وإلحاق الأردن بالفوضى السورية. وإليكم المفاجأة: ففي اللقاء بين المصري وكيله، تقدم الأخير بطلب صريح مفاده السماح بعودة 70 الفاً خرجوا في أيلول 1970 وأسرهم ، و يقيمون، مذ ذاك، في سورية ! .
حجة كيله أن هؤلاء مواطنون أردنيون مقيمون في سورية التي أصبحت الحياة فيها صعبة. وهو يريد من هذا الطلب أن يحشّد فلسطينيا ضد النظام السوري، ويحوّل هؤلاء إلى جسم سياسي للمعارضة السورية في الأردن. ولا أعرف ما إذا كان يقدّر أم لا أن عودة فارّين أولغوا في دماء شعبنا وجيشنا، سيكون مفصلا خطرا جدا على أمن البلد. غير أن مَن هم وراء كيله يقدّرون ويخططون ويريدون.