Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2018

هجوم وكوابح - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- لقد كان الهجوم المشترك على سورية متوقعا. وهو يشهد على تصميم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، على صد الاستخدام للسلاح الكيماوي، وكنتيجة لذلك، إنتاج السلاح غير التقليدي أيضا. وهو ينقل رسالة قيمية لا لبس فيها وإن كانت مقننة. فالاختيار لأهداف محدودة والإيضاح بأن هذا هجوم لمرة واحدة وليس متواصلا، يشهدان على المراعاة الشديدة والحذرة للملابسات السياسية الحساسة والآثار الخطيرة التي قد تنبع من مثل هذا الهجوم. ويمكن التقدير بأن الهجوم لم يزل تهديد إنتاج السلاح الكيماوي، ولكنه خط على نحو جيد الخط الأحمر الذي لا يجب اجتيازه. ينبغي التهنئة بتصميم الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا والأمل ألا تكون حاجة أخرى لاستعراض كهذا للقوة في سورية أو في أماكن أخرى.
لقد أوضحت روسيا وإيران وحذرتا من أن هذا الهجوم من شأنه أن تكون له مضاعفات، وينبغي لهذه أن تؤخذ بالحسبان ليس فقط من القوى العظمى الغربية بل ومن القدس أيضا. صحيح أن إسرائيل لم تكن مدعوة للمشاركة في المعركة ضد السلاح الكيماوي، ولكنها ليست معفية من المتابعة الحذرة والمتشددة للتطورات في سورية، ولا سيما لأن إيران وسورية قد تريان فيها هدفا شرعيا للهجوم لكونها الحليفة الإقليمية للولايات المتحدة.
تمتعت إسرائيل حتى الآن بحرية عمل واسعة نسبيا في أعمالها ضد أهداف في سورية خرجت منها قوافل السلاح لحزب الله. ومؤخرا وسعت حجم أعمالها وضربت، وفقا لما ينسب لها في وسائل الإعلام، لقاعدة سلاح جو انطلقت منها طائرات إيرانية اعتزمت المس بأراضيها. هذا الهجوم، كما وصف ذلك جيدا الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يضع إسرائيل في مسار الصدام المباشر مع إيران. فالهجوم الإسرائيلي ترافقه التصريحات الإسرائيلية الكفاحية، في أن إسرائيل لن تسمح بتثبيت تواجد قوات إيرانية في سورية، تجعل إسرائيل شريكا كاملا في المعركة السورية وفي اتجاهات تطورها.
ظاهرا، الهجوم الغربي على مواقع السلاح الكيماوي والهجوم الإسرائيلي على قواعد إيرانية هما معركتان منفصلتان، ولكن هذا التفسير لا يلزم بالضرورة إيران أو روسيا. فالتطلع إلى صد قوة إيران في سورية يعبر عن فهم استراتيجي سليم، ولكنه يستوجب الحذر الزائد في ضوء الظروف الجديدة التي أثارها الهجوم الغربي. هذا الهجوم لا يحدد لإسرائيل بأن الجبهة السورية مفتوحة أمامها وأن الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، ستساند كل عملية تقررها. إسرائيل ملزمة في هذا الوقت بالامتناع عن كل مبادرة عسكرية من شأنها أن تورطها هي فقط بل وتورط حلفاءها أيضا.