Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-May-2017

شكرا لك يا أميركا - جدعون ليفي

 

هآرتس
 
الغد- شكرا لك يا أميركا على جميلك هذا. وشكرا على الأموال والسلاح والدعم. وشكرا على الافساد والعفن والانكار. غدا سيأتي إلى هنا رئيس اميركي يختلف عن سلفه، في أمر واحد فقط لن يكون مختلفا عن أسلافه وهو أن ترامب سيستمر في اعطاء كل هذه الامور الجيدة لنا. وأميركا ستستمر كشريكة رئيسية في أحد المشاريع الاكثر انحطاطا في العالم الآن، وهو الاحتلال الإسرائيلي. وهو سيقوم بالتمويل والتسليح والدفاع. شكرا لك مسبقا، أيها الرئيس، على كل ذلك.
لقد وصلنا بفضل أميركا إلى الهاوية، وبفضلها يحتفل الاحتلال بيوبيله الأول، وليس الاخير كما يبدو. إسرائيل هي المذنبة وأميركا هي التي سمحت بذلك. الأمر ليس المال والسلاح والدعم فقط. فهناك أمر آخر لا يُغتفر يغطي على كل شيء. وبأقوال لامعة للمفكر الأميركي نتان ثرول، التي تم نشرها في الأسبوع الماضي في موقع صحيفة "الغارديان" البريطانية ("إسرائيل – فلسطين: السبب الحقيقي لعدم وجود السلام"، فصل من كتابه الجديد بعنوان "اللغة الوحيدة التي يفهمونها: فرض الحل الوسط في إسرائيل وفلسطين"). وقد وضع ثرول اصبعه على أم كل اسباب عدم وجود السلام. بديل السلام مربح أكثر لإسرائيل. لا يوجد لإسرائيل أي سبب منطقي للتوصل إلى اتفاق، لأن ثمنه سيكون أكبر من ثمن الاحتلال، لهذا فان أميركا مذنبة. هي وربيبتها اوروبا، التي تسمح باستمرار الاحتلال وبثمن بخس.
أميركا لم تحرك ساكنا من اجل جعل الوضع القائم غير محتمل بالنسبة لإسرائيل، لذلك ليس هناك دافع لإسرائيل من اجل التوصل إلى السلام. ولهذا لن يكون اتفاق أو صفقة. الطريقة الوحيدة للتوصل إلى ذلك هي بواسطة زيادة ثمن الوضع القائم وتحويله إلى ثمن باهظ تدفعه إسرائيل. ايضا كليشيه بأن الزمن لا يعمل في صالحها لم يصمد في امتحان الواقع، كما يقول ثرول. عندما يتحقق التهديد تستطيع إسرائيل انهاء الاحتلال، والى حين ذلك لا يوجد شيء يجعلها تسرع.
طريقة الجزرة جربتها أميركا ولم تجد. مرة واحدة فقط استخدم رئيس أميركي ضغطا جديا وكانت النتيجة فورية: آيزنهاور هدد في العام 1956 بعقوبات اقتصادية – وتم اخلاء سيناء خلال ايام. المرة الاخيرة التي حاولت فيها الولايات المتحدة استخدام الضغط على إسرائيل كانت في العام 1991: جيمس بيكر جعل اسحق شمير يذهب إلى مؤتمر مدريد من خلال تجميد مساعدات بمبلغ 10 مليارات دولار، ومنذ ذلك الحين، أي أكثر من نصف يوبيل، وأميركا لا تحاول حتى.
العكس هو الصحيح. أميركا تفعل كل شيء كي يكون الاحتلال مريحا لإسرائيل. لقد قامت بالتمويل والتدريب لقوات السلطة الفلسطينية، مقاولو الأمن بالنسبة لإسرائيل، ودافعت عن إسرائيل في مجلس الامن ومنعت نقاش حول عدم وجود السلاح النووي في المنطقة وحافظت على تفوق إسرائيل العسكري. وفي نفس الوقت دفعت الولايات المتحدة ضريبة كلامية ضد المستوطنات. وهي تتظاهر بأنها تقوم بعقاب إسرائيل من خلال التنديد الذي هو بديل للضغط الحقيقي، والبناء في المستوطنات لم يتوقف.
ايضا الفصل المفتعل بين إسرائيل والمستوطنات، حرر إسرائيل من المسؤولية عن الاحتلال. يمكنك الآن أن تكون أميركيا أو اوروبيا ليبراليا وتعارض المستوطنات وتؤيد إسرائيل. إسرائيل والمستوطنات تحتفل بذلك. واشنطن لم تشترط أبدا المساعدات، وهذا أمر غريب. "أن تستمع للأميركيين يتحدثون عن كيفية انهاء الاحتلال مثل الاستماع لسائق جرافة يسأل كيف يتم هدم بيت بفأس"، كتب ثرول في كتابه.
"اصدقاؤنا الأميركيون يقترحون علينا الاموال والسلاح والنصائح"، قال ذات مرة أبو الاحتلال موشيه ديان، "نحن نأخذ الأموال والسلاح ونرفض النصائح". منذ ذلك الحين لم يتغير أي شيء. ويبدو أنه لن يتغير أي شيء. شكرا لك، يا أميركا.