Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Aug-2019

استثمار الملك بمواجهة إسرائيل*بشير المومني

 الراي-ندرك تماما أن الظروف الإقليمية لم تعد تخدم الجهد الأردني لتحقيق مصالح الدولة العليا أو فيما ينوب الأمة من تداعيات الشأن الفلسطيني، وندرك تماما التحولات التي طرأت على بنية المجتمع العربي بمستوياته السيادية والبعض الشعبي من جانب الاختراق الإسرائيلي غير المسبوق بفعل الضغط الأميركي والصهاينة الجدد في عالمنا العربي، لكن ذلك لا يعني نهائيا الاستسلام لظروف طارئة تمر بها الأمة بل اقتضاء توظيفها في صراعنا الوجودي..

 
ويدرك الجميع بأنه ليس مطلوبا منا اليوم تحرير فلسطين بقوة سلاح أصبحت فرصها منعدمة بانعدام العمق العربي، لكن يمكننا أن نبني استراتيجيتنا على حالة الصمود لتوريث الصراع إلى جيل قد تكون ظروفه أفضل في حال تعذر الحلول السلمية وفق الرؤية الأردنية لقيام الدولة الفلسطينية بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة وتعويض اللاجئين، وبجميع الأحوال فإن نظرية الصمود تحسن الموقف التفاوضي وتنتزع مكاسب أفضل على الأرض أو على الاقل توقف التمادي الصهيوني..
 
الملك بوصفه مبعوث سلام الحضارة الشرقية للحضارة الغربية هو الأقدر على مخاطبة الغرب الامبراطوري والأكثر احاطة بمفردات السلام والصراع على حد سواء والأكثر عبقرية في عمليات التوظيف واسقاط الفكرة على أرض الواقع فالجهد الإسرائيلي المحموم للهيمنة على غور الاردن لعزل الدولة الفلسطينية عن حاضنتها الطبيعية تحت بند المخاوف الأمنية والعسكرية القادمة من الشرق واجهها الملك بربط حالة الارهاب ببقاء حالة الاحتلال كأحد اسبابه وموجباته وفتيل اشتعاله ومادة تنظيماته..
 
إسرائيل اليوم تقدم نفسها كحام تقليدي لليهود في العالم، وبمقابل ذلك علينا أن نوظف الوصاية الهاشمية على المقدسات باتجاهين الأول عملية عزل عكسية لفك الربط ما بين إسرائيل كحالة احتلال واليهودية كدين، والثاني تقديم الوصاية كمفتاح ونقطة ارتكاز للسلام فلا مشكلة حضارية أو تاريخية أو أخلاقية أو دينية لدينا مع اليهودية بل في توظيفها سياسيا وعليه فلابد من اعادة تقديم صورة إسرائيل عالميا كقوة قائمة بالاحتلال بمعزل عن اليهودية وحقيقة فلدينا في عالمنا العربي حتى اليوم يهود يعيشون بكل سلام بكامل حقوقهم في اوطانهم العربية..
 
لا تكتمل صورة الاستثمار بشخص الملك دون المرور على قدرة جلالته على التواصل مع معسكر السلام الإسرائيلي وعرب 1948 وانبثاقات اليهودية كدين المناوئة للاحتلال الاسرائيلي نفسه ولا نريد ان نذهب بعيدا حتى لا يتم تفسير هذا الطرح كتدخل في الشؤون الداخلية للدول او محاولة التأثير في نتائج الانتخابات الاسرائيلية القادمة فنحن هنا نتحدث عن شأن إقليمي ودولي يختص بالسلام ولابد من دعم هذا المعسكر بمواجهة دعاة الصراع وأعداء الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي..