Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2020

مصالحة يستبعد وقوع حرب عالمية ثالثة

 عمون - استبعد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الأستاذ الدكتور محمد المصالحة وقوع حرب عالمية ثالثة أمر مستبعد لاختلاف ظروف الحربين العالميتين في القرن الماضي مغايرة تماماً لظروف القرن الحالي من أوجه كثيرة.

 
وعلق المصالحة على مقابلة لرجل أعمال مشهور - لم يسمه - يجزم خلالها بوقوع الحرب العالمية الثالثة خلال شهر تشرين الأول عام 2020.
 
وقال المصالحة عبر منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الأحد، إنه أصيب بالدهشة والاستغراب من نبوءة رجل الأعمال الذي جزم بوقوع أحداث في العلاقات الدولية وعلى مستوى قمة النظام الدولي لتنتهي بحرب عالمية ثالثة.
 
وأضاف أن أحد أهم أسباب عدم وقوع الحرب العالمية الثالثة وجود ردع نووي متقابل لدى الدولتين الاعظم اميركا والصين ودول نووية اخرى متحالفة او متضامنة او ذات مصالح مع احدى القوتين يجب تقدير دورها في حسابات اتخاذ قرار بالحرب على مستوى عالمي.
 
وبين أن علاقات الدول تقوم على أساس الاعتماد المتبادل أو ما يطلق عليه "interdependance" ايا كان مستوى قوتها وقدراتها، فهي بحاجة الى الموارد والاسواق والخدمات المتوفرة لدى دول اخرى.
 
ولفت إلى أن الشركات متعددة الجنسيات تمثل نموذجا لهذا الترابط والتشابك الذي يجعل سقف التنافس وحتى الصراع بين دولها محكوما بالعقلانية وحساب المنافع والخسائر.
 
وأشار إلى أنه خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية والتي امتدت نحو 45 عاما تراجع ستالين بعد انتصاراته في الحرب عن فكرة الحرب الشاملة على العالم الامبريالي الراسمالي الغربي واخذ بمبدأ التعايش السلمي Coexesistance لانه قدر جيدا كلفة حرب جديدة على بلاده، مع دول الغرب المنتصرة ايضا في تلك الحرب.
 
وشدد على أن الدول العظمى اعتمدت منذ نهاية الحرب العالمية الثاني عام 1945 حروب الوكلاء في الهند الصينية والشرق الأوسط وافريقيا وغيرها من مناطق العالم، دون الانخراط المباشر في هذه الصراعات المسلحة، واكتفت بدور المزود في السلاح وانشاء القواعد والاستحواذ على مصادر الطاقة وفرض أسعارها.
 
وأكد أن الترابط القوي اقتصادياً بين أمريكا والصين، لا يدفع باتجاه الحرب بينهما بقدر تعاونهما، لافتاً إلى أن الاستثمارات الأمريكية في مدينة شنغهاي الصينية بعشرات مليارات الدولارات، وهناك تنافسية شديدة بين الدولتين على قيادة النظام العالمي، لكنه لن يصل لحد حرب عالمية تمسح الكرة الأرضية بأسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها الأسلحة النووية والهيدروجينية.
 
وانتقد المصالحة فرضية رجل الأعمال التي بنيت على وجود مراكز أبحاث تبنى عليها عملية صنع القرار الأمريكي، وهو صحيح ففي أمريكا أكثر من 50% من مراكز الأبحاث في العالم وتقوم باستخدام شخصيات سياسية بعد خروجها من السلطة أو تساهم في اعادتها لها وفق سياسة الباب الدوار، مستغرباً العلاقة بين فرضية الحرب العالمية الثالثة ومراكز الدراسات وحتمية وقوع الحرب العالمية الثالثة كما قالت الفرضية.
 
وبين أن لكل دولة من القطبين العالميين أنصار فهناك خلف الصين روسيا وكورويا الشمالية ودول استفادت من مشروع خط طريق الحرير الصيني العملاق، وهناك في الغرب تعد أوروبا الحليف العتيق لأمريكا باستثناء بريطانيا المعنية بمشاركة واحترام سياسات ترامب التي افتقدت إلى تأييد الأوروبيين الذين تعرض عدد من الزعماء للاهانة مثل (ميركل وماكرون وتيريزا ماي والدنمارك.. الخ) بمعنى ان اي منهما سيقوم بحسابات دقيقة لاتخاذ قرار بحرب عالمية ثالثه لابد حينها من التاكد من حلفاء يساندونه، والا فستكون خطى هترلية مجنونة.
 
واستبعد المصالحة حدوث الحرب العالمية الثالثة ولا أؤيد فرضية حتميتها، معرباً عن أمله بأن يكون ساهم في اجلاء وتحليل الواقع الدولي في ضوء الدروس التاريخية وواقعية اتخاذ القرار في ضوء حسابات الربح والخسارة.
 
فالصين تبني اقتصادها ولا تنزع للحرب والادارة الاميركية لابد وان تحسب عبر مؤسساتها وشركاتها ومصالحها الاقتصادية وماذا تجني من حرب في عصر نووي بامتياز قد لا تبقي ولا تذر!!.
 
وختم مصالحة حديثه قائلاً الخيارات تنافسية فى مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والمعرفة واكتشافات الفضاء والاستثمارات عالميا، ومن يتفوق فيها يتسيد على قمة النظام العالمي، في مرحلة جديدة من الحرب الباردة، قد تمتد لعقود، ولا استبعد حروبا اقليمية تستهدف ربما فيها ايران مثلا لن تنجر فيها الدول العظمى.