Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Apr-2015

رابطة الكتاب وجمعية النقاد تنتديان حول «اليهود في الأدب العالمي»
الدستور
بالتعاون بين رابطة الكتاب الأردنيين، وجمعية النقاد الأردنيين، أقيمت، مساء يوم أمس، ندوة ضمن برنامج السبت الأدبي، تحدثت فيها الروائية كفى الزعبي حول «شخصية اليهودي في الأدب الكلاسيكي الروسي»، وتحدث فيها الكاتب والمترجم حرب شاهين حول «اليهود في أدب وليم شكسبير»، أدارها الناقد محمد المشايخ، بحضور نخبة من المفكرين والمبدعين والأكاديميين.
قدّمت الزعبي، في الندوة التي أقيمت في مقر الرابطة، مدخلا لفهم الخلفيات التاريخية التي ساهمت في صنع موقف روسي عام من اليهود، فعادت للقرنين 8 و10 للميلاد، حيث مملكة الخزر اليهودية، التي تغزو المناطق السلافية، وتنهبها وتأسر السلافيين من أجل بيعهم عبيدا، وقالت: في اللغة الروسية مفردتان تعنيان اليهودي، الأولى «جيد»، وتحمل في مضمونها سمات شخصية اليهودي وصفاته: البخيل والجشع والمرابي، أما الثانية فهي كلمة «يفريه»، وتعني اليهودي أيضا إنما من دون ظلال تحقيرية واضحة، وكانت الغالبية العظمى من الاعمال الأدبية الكلاسيكية الروسية تسمي اليهودي بـ»جيد».
وقالت: على مدار القرون اللاحقة من التاريخ الروسي، مارس اليهود الربى وتجارة الدعارة، وبيع الفودكا، ما كرّس مشاعر الكره والحقد والاحتقار لدى الروس تجاه اليهود، وعندما خاض الشعب الروسي معركته ضد غزوة نابليون بونابرت مطلع القرن 19 للميلاد، عمل كثير من اليهود جواسيس في هذه الحرب، وفي غالبية الأحيان لصالح الغزاة الفرنسيين، واضافت: ترسخ ذلك كله في الثقافة الروسية ووجدت لها صدى في التراث الشعبي والفلكلور الروسيين قبل أن يتكفل الأدب الكلاسيكي بهذه المهمة، بينما زخر الأدب الروسي بشخصية اليهودي، ثم بدأت بعرض لهؤلاء الكتاب حسب تسلسلهم الزمني.
وختمت الزعبي حديثها بالقول: لقد اختفت بعد الثورة الاشتراكية تماما كلمة «جيد» من الأدب الروسي، وصار الروس ينطقونها همسا، ولم يعد ثمة يهود في الأدب السوفييتي، فقد حل السوفييتي محل كل القوميات والهويات، وأن اليهود الذين شاركوا في الثورة الاشتراكية كانوا هم ذاتهم من عمل على تدمير الاتحاد السوفييتي، الأمر الذي حاول الكسندر سولجينيتسن، شرحه في كتابه «مئتا عاما معا».
ثم قدم عضو الرابطة اديب حرب شاهين، دراسة تحليلية لوجهة نظر شكسبير باليهود، قال فيها: منذ ظهور اليهود وبدئهم بتنفيذ خططهم، اندفع فلاسفة العالم ومفكروه وأدباؤه لدراسة هذه الظاهرة ومحاولة فهمها وتشخيصها، وكان من أشهرهم العبقري الخالد، وليم شكسبير.
وأضاف: لقد عانت المجتمعات الغربية في عصره من سلوك اليهود وأخلاقهم وارتكابهم الجرائم وحبك المؤامرات ضد المجتمعات التي عاشوا فيها، ناهيك عن التعامل بالربا الذي أثقل كاهن المستدينين منهم، فأولى شكسبير اليهود اهتماًما خاصاً وجسّد شخصيتهم وأخلاقهم، وأكد في مناسبات مختلفة أن ما من مشكلة في هذا العالم إلا ويهودي وراءها في أي زمان وأي مكان، ووصفهم بالوصف المناسب لهم، وخاصة في مسرحياتة: هنري الرابع، وهاملت، أوثللو،وبالرغم من تلميحات شكسبير في مسرحياته هنا وهناك، ولكنه اعتقد بأن ذلك لا يفي بالغرض في كشف حقيقة اليهود، مما جعله يكتب مسرحية تاجر البندقية وفيها حبكتين: الأولى: رومانسية، تتضمن العشاق والجواهر، والثانية: النذالة والخسة والدناءة والحقارة، التي يتسم بها اليهودي شايلوخ، بما في ذلك من دوقيات ورطل من اللحم، ويمكن إضافة حبكة أخرى، برزت بوضوح، وهى وجود شكسبير نفسه في الجانب المسيحي، مع أنه لم يكن متديناً، مدافعاً عن المسيحي إزاء اليهودي القذر، الذي قسا قلبه ولم يشف غليله إلا رطل لحم من ذلك المسيحي، النبيل أنطونيو، وكرواية للمسيحيين فإن شكسبير لم يغفر لهم أبداً، لأنهم غفروا لشايلوخ اليهودي، الذي اقترف آثاماً ضدهم، وهكذا تتصاعد الرواية بمقت وعاطفة ضد اليهودي الوغد وتتمحور هذه الأحاسيس وتلتهب مع المسيحي السخي، وبهذه الحيثية يوجه شكسبير المقاييس والمعايير لجمهوره، إن نذالة اليهودي كانت مألوفة بشكل واضح وكافٍ لجمهور شكسبير.
واختتمت الندوة بحوار شارك فيه نخبة من الحضور منهم: سعود قبيلات، لينا الجزراوي، عيسى حدادين، ماجد المجالي، أحمد ديباجة، عاكف الداود، سليمان قبيلات.