Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jul-2017

واشنطن وأزمة الخليج: رسائل ومواقف متضاربة

 

واشنطن- لم تكد تنتهي أول زيارة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخارج حتى اندلعت أزمة الخليج، الأزمة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى، وهي الأزمة التي ما زالت تتوالى فصولها دون أن يلوح في الأفق ما يشير إلى إمكانية حلها قريبا.
اللافت أن لجميع هذه الدول، أطراف الأزمة، علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة وبالتالي كان يفترض أن تسعى واشنطن إلى حل هذه الأزمة قبل ظهورها إلى العلن عبر القنوات الدبلوماسية. كما أنه من المستبعد أن تكون هذه الدول قد اتخذت هذا الموقف من قطر بين ليلة وضحاها ودون أن تطلع واشنطن على ما تنوي القيام به أو تتطلع واشنطن على تنوي هذه الدول القيام به حتى لو شاءت هذه الدول عدم إطلاعها على ذلك.
تضارب
الموقف الأميركي من هذه الأزمة أبرز مرة أخرى التناقضات والمواقف المتضاربة لأركان إدارة ترامب، بين البيت الأبيض والمؤسسة الأميركية ممثلة بوزارتي الخارجية والدفاع تحديدا.
خلال زيارة ترامب إلى السعودية والتي جرى خلالها التوقيع على عقود لشراء أسلحة أميركية بأكثر من مائة مليار دولار، تم الاحتفاء به من قبل الحكومة السعودية بشكل غير معهود وجرى تقليده أرفع الاوسمة في السعودية، وافتتح إلى جانب العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "المركز العالمي لمحاربة الفكر المتطرف" في العاصمة السعودية الرياض.
وعقب إعلان الدول الأربع عن سلسلة اجراءات ضد قطر، سارع ترامب إلى الإعلان عن تأييده لهذه الاجراءات وقال عبر سلسلة تغريدات له: "خلال زيارتي للشرق الأوسط أكدت ضرورة وقف تمويل الأيدولوجية المتطرفة والقادة أشاروا إلى قطر - انظر!".
وأضاف: "من الجيد رؤية أن زيارتي للسعودية مع الملك (العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز) و50 دولة تؤتي ثمارها. قالوا إنهم سيتخذون نهجاً صارماً ضد تمويل الإرهاب، وكل المؤشرات كانت تشير إلى قطر. ربما سيكون هذا بداية النهاية لرعب الإرهاب".
وقبل ذلك بأيام قليله كان ترامب قد التقى بأمير قطر تميم بن حمد في القمة الامريكية الاسلامية التي عقدت خلال زيارته للسعودية التقى وهو الذي صرح للصحفيين بحضور تميم وعقب الاجتماع : "نحن أصدقاء، وقد ارتبطنا بصداقة غير مباشرة منذ مدة طويلة مع الأمير، وعلاقتنا جيدة للغاية. لدينا الآن نقاشات جدية دائرة ومن بين الأمور التي سنبحثها شراء الكثير من معداتنا العسكرية الرائعة. لا أحد يصنع هذه المعدات بالجودة التي تصنعها أمريكا، وهذا يعني توفير وظائف في أميركا كما يعني أيضاً زيادة الأمن هنا، لذلك شرف لي أن أكون هنا وأنا شاكر لك كثيراً" موجها كلامه لتميم.
أحدث القدرات العسكرية
وجرت ترجمة ذلك عمليا عبر الإعلان في 14 حزيران (يونيو) 2017 عن صفقة بقيمة 12 مليار دولار أميركي لبيع قطر أحدث الطائرات الاميركية المقاتلة خلال زيارة وزير الدفاع القطري خالد العطية للولايات المتحدة.
وقالت وزارة الدفاع الاميركية - البنتاجون - في بيان لها "إن الصفقة ستمنح قطر أحدث القدرات العسكرية وستزيد التعاون الأمني والعملياتي بين الولايات المتحدة وقطر"، التي اتهمها ترامب قبل أيام قليلة بدعم التطرف.
وكانت الولايات االمتحدة وقطر قد وقعتا العام الماضي صفقة بقيمة 21 مليار دولار لشراء 72 طائرة مقاتلة من طراز اف 15 وقد وافق الكونجرس الاميركي على الصفقة قبل نشوب الأزمة الحالية.
كما أن قطر تستضيف أكبر قاعدة جوية اميركية في الخارج، قاعدة العديد التي تضم عشرات الطائرات المقاتلة و مقر القيادة المركزية الاميركية التي تدير العمليات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط التي تشمل العراق وسورية والجزيرة العربية.
اتخذ وزير الخارجية الاميركي ريكس تليرسون موقفا أكثر حذرا، متفاديا اتخاذ موقف من ازمة الخليج في البداية بعكس ترامب الذي بدا أنه يقف إلى جانب السعودية والامارات، وفيما بعد تبنى موقفا يتعارض الى حد ما مع موقب ترامب، وانتقد ضمنا الاجراءات السعودية والاماراتية، داعيا السعودية إلى تخفيف الحصار المفروض على قطر وأوضح ان الحظر يعيق عمليات محاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" ويؤدي الى نقص في الغذاء في قطر.
وبعدها بساعات قليلة صرح ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الابيض "إن قطر تمول الارهاب وعلى مستوى عال وعليها وقف ذلك" ، معارضا موقف تليرسون.
وقامت الخارجية الاميركية باجراء سلسلة اتصالات مع قادة المنطقة لمنع زيادة حدة التوتر والتصعيد ودعت إلى إعطاء الوساطة الكويتية فرصة لإيجاء حل لهذه الأزمة وهو ما فشلت فيه.
كما قام تليرسون مؤخراً بجولة في المنطقة في إطار الجهود الأميركية لإيجاد تسوية لهذه الأزمة لكنه أخفق وغادر المنطقة دون تحقيق تقدم يذكر سوى توقيع على اتفاقية مع قطر لـ"محاربة الارهاب وتمويلة".
أما وزارة الدفاع الأميركية فقد نأت بنفسها عن هذه الأزمة ولم تدخل على خطها إلا فيما يتعلق بأثرها على جهود واشنطن في الحرب على "داعش"، حيث أكدت على أهمية العلاقات مع قطر وأن واشنطن تشعر بالامتنان للمساعدة التي تقدمها الدوحة للوجود العسكري الأميركي هناك.
وقال الناطق باسم باسم القيادة المركزية الأميركية لدى اندلاع الأزمة في بيان له "ندعو جميع شركائنا في المنطقة إلى السعي للوصول إلى حلول مشتركة تحقق الاستقرار في المنطقة".
فشل واشنطن في تحقيق اختراق في الأزمة الخليجية وإصرار كل طرف على مواقفه يشير إما إلى عدم جدية واشنطن في وضع نهاية لهذه الازمة أو تراجع دورها في المنطقة وتآكل هيبتها حتى بين حلفائها التقليديين.-(بي بي سي)