Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Dec-2019

أول ثمار زيارات الملك «لواشطن»..*هشام عزيزات

 الراي

يفاجأ الرأي العام الأميركي وصناع الرأي، والانتلجنسيا السياسية في عواصم العالم وفي دول المنطقة التي اضناها الصراع الفلسطيني/الاسرائيلي بموقف صادم من مجلس النواب الأميركي ذي الاغلبية الديمقراطية برفض أغلبية الحزب الديمقراطي و٥ نواب من الجمهوريين للمشروع الاستيطاني الصهيوني الذي يتهيأ لفرض السيادة على اراض غور الأردن وفي الوقت ذاته التبني الصريح ولأول مرة لحل الدولتين٢٠٠٢ الذي هو يمكن أن يضع حدا لازمات الشرق الوسط المتراكمة والمتشعبة» وفق ما أفاد به موقع مجلس النواب على الإنترنت مساء امس الأول «الجمعة».
 
القرار الذي ولد وواشطن تعيش حراكا «اشتراعيا» لعزل ترمب وتل أبيب فيه لأول مرة كشف صراعاً سياسياً بين أحزابها حول مقاعد الكنيست ومن يتولى الحكومة وضلوع نتانياهو في عدة قضايا فساد لا أخلاقي..
 
أين الأردن وسياساته من هذه التطورات الدراماتيكية والقيادة الهاشمية تعيش هاجس إحلال السلام في المنطقة مما يؤكد أن زيارات جلالة الملك لاميركا وأوروبا المتواترة ليست من قبيل الترف فالحرص على اللقاءات الملكية، مع النخب في واشنطن وفي اروقة الجمعية العمومية للأمم المتحدة بمشاركة متميزة من سمو ولي العهد ومع التيارات السياسية داخل مجلس الشيوخ والنواب لابد أن تؤتي ثمارها وتدفع الإدارة الأميركية للتخلص من الازدواجية والزج بها باتخاذ مواقف فيها الإنصاف والعدالة.
 
في الرسالة الثانية الموجهة للداخل الاسرائيلي، بات واضحا ان الملف الفلسطيني ليست جهة واحدة في أميركا تتقبل وتدعم الموقف الإسرائيلي اللااخلاقي هناك مراكز قوى داخل المجتمع الأميركي ومؤسسات صنع القرار لم تعد تحمل تبعات الانحياز الأعمى لإسرائيل وعدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني فصارت مدعاة لحك روح التشريعات والاعراف ومن صاغها، التي كانت اكثر من مدينة أميركية واوروبية حاضنة لروح ونص هذه المواثيق وفي المقدمة ميثاق حقوق الإنسان ما يطرح سؤالا برسم الإجابة أين أخلاقيات العمل السياسي الدولي واين هي الروحانيات واين هي فكرة الانسنة والعالم ذاهب إليها ومنغمس في سلوكياتها المشينة؟
 
فلسطينيا لا مناص من أن تكون القيادة في «رام الله» إلى جانب توصية مجلس النواب الأميركي فللمرة الأولى ومنذ الخطاب التاريخي للراحل الرمز «عرفات» من على منبر الأمم المتحده حين خاطب الجمع الاممي جيتكم حاملا غصن الزيتون و«البندقية» لتستوعب المشكلة الفلسطينية ويرى بأم العين أولى بوادر الحل العادل ورسالة واضحة لنتانياهو «رأس الافعى»..
 
المكوكية الأردنية التي تباشرها بتواصل لافت الدبلوماسية الهاشمية في واشنطن عبر عقود سبعة مضت على العلاقة الأردنية الأميركية، تعتبرها أوساط أمريكية بأنها وثيقة سياسية تكرست على الأقل أميركيا لتعزيز التزام الأردن بالسلام وعلى دور الملك كونه صانع سلام أفضت إلى تكريمه غير مرة من محافل وجامعات ومراكز دراسات لكونه أيضا صانع سياسة ونهج الاعتدال وحوار الاديان والثقافات ومدرسة في الحكم اتصفت بالاستقرار والاعتدال.
 
اميل للاعتقاد ان جولات الملك في عواصم القرار وجهت ضربة قاصمة للإدارة الأميركية وتل أبيب لتبنيهما نهج التوسع في الاستيطان الذي عبر عنه مؤخرا بومبيو وزير الخارجية الأميركية الذي اعتبر ان الاستطيان وفرض السيادة الاسرائيلية غير مخالف للقانون الدولي.