Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2019

هل ستنجح عمان بإعادة اليمن موحداً؟*احمد خليل القرعان

 الراي

يوما بيوم تتصاعد المطالبات بوقف الحرب اليمنية التي اشتعلت للقضاء على الحوثيين ولكن الامور بعد انقضاء 4 سنوات على الحرب يبدو بانها لم تحقق اهدافها.
 
فهل سيتم تقييم اليمن إلى يمنيين كما كان سابقا؟، ام ان اليمن سيبقى موحدا كما كان قبل إطلاق رصاصة الحرب؟.
 
يبدو أن السيناريو القادم في اليمن لن يحمل أخبارا سارة على الاطلاق حتى ولو اتفقت كل أطراف النزاع على إنهاء الحرب على الأرض، لأن القلوب مملوءة حقدا على الجميع فلا تكاد عائلة لا يوجد بها قتيلا او جريحا وهذا الأمر بالنسبة لقبائل اليمن لا يمكن نسيانه او التغاضي عنه.
 
فاليمن الذي استعصى على كل دول الاستعمار لم يعد كما كان سابقا فقد أحدثت الحرب به دمارا كبيرا في البنية التحتية له، وقال خلالها نحو 20 آلاف يمني وجرح عشرات الآلاف، منهم 6 آلاف طفل بين قتيل وجريح، وأضحى هذا البلد يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم حسب تقارير الأمم المتحدة، فتفشت به أمراض انقرضت منذ عشرات السنين، وأصبح 14 مليون يمني مهددا بالمجاعة. وبالمقابل لم يحقق التحالف السعودي أي هدف من الأهداف التي شن من أجلها هذه الحرب منذ 26 اذار 2015 والى يومنا هذا، ولم تستطع جيوش هذا التحالف الانتصار حتى في معركة الحديدة أمام كمشة من الحوثيين، لذلك أضحى من الضروري إيقاف الحرب بعد أن أصبح استمرارها لا يعني سوى المزيد من القتل والتدمير العبثيين وتواصل معاناة اليمنيين.
 
فهل ستنجح عمان براد الحرب في اليمن كما نجحت قبل سنين في إعادة الوحدة بين اليمنيين في رحلة شاقة قادها المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه؟.
 
فما دام اطراف الصراع يستعدان لخوض مفاوضات تستضيفها عمان، فإن الفرصة مواتية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب وتسمح للجميع بالذهاب إلى مرحلة انتقالية تشرف عليها حكومة يتفق عليها الطرفان تكون مهمتها التحضير لانتخابات عامة تعيد بناء المؤسسات الشرعية للبلاد. وهذا المشروع التصالحي اذا ما تم واستطاع ان يقف على قدميه فسيكون مشروعا عادلا لجميع أطراف النزاع، وسيمنح الفرصة لكل الأطراف لحفظ ماء الوجه، لأنه يمثل فرصة للحوثيين لإنهاء انقلابهم والانسحاب إلى صعدة حيث يمكنهم هذا التحول إلى حزب سياسي من حقه المشاركة في الانتخابات العامة، شريطة أن يستفيد الحوثيون من هذه تجربة الحرب المريرة ويتعلموا التعايش مع باقي اليمنيين في إطار سلمي حضاري، ليحذو حذو حزب الله في لبنان والذي كان بمقدوره الاستيلاء على الحكم بقوة السلاح لكنه فضل ان يجنح السلم ويتعايش مع باقي الطوائف بالعمل السياسي.
 
وبالمقابل، سيعطي الاتفاق الفرصة للسعودية والإمارات وبقية أعضاء التحالف العربي للانسحاب من هذه الحرب العبثية التي خلفت مآسي شوهت سمعتها أمام العرب وجعلتها محل انتقادات دولية كثيرة بارتكاب انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان واقتراف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
 
فعلى اليمنيين جميعا العمل بحكمة وموضوعية بعيدا عن التشنج لإنجاح مساعي المفاوضات خوفا من فشلها ومواصلة الحرب العبثية والتي ستقود الى تقسيم اليمن إلى ثلاث ليس إلى دولتين شمالية جنوبية كما كانت سابقا قبل الوحدة بل إلى ثلاث دويلات في الشمال والجنوب وصعدة، وهذه نتيجة وخيمة وكارثية ستجعل من الممكن إشعال حروب قادمة على اسس طائفية، ستجعل اهم مضائق العالم مضيق باب المندب تحت رحمة السلاح.