Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Aug-2015

المعلومة منت الميداح غنت بفطرة أفريقية بـ «جرش»
الدستور
« بفطرة أفريقية « غنت الفنانة في أول ظهور على المسرح الشمالي بمدينة جرش، فيما تمتلك الفنانة معلومة صوتًا قويًا تستعرض من خلاله خطابها الموسيقي المجدد، ‏وتستعين معلومة بشعراء مورتانيين، فيما تصنع موسيقاها الخاصة بها، إما باستخدام القوالب الأفريقية ‏والمورتانية، أو بالخروج إلى ألحان أكثر عالمية، فتصنع تمردًا موسيقيًا يلقى صداه على المسرح.‏ وتعتبر الفنانة  معلومة منت الميداح نفسها بانها فنانة من فناني الوطن العربي المنقوب وانها تحاول من خلال فنها وما تقدمة من اغاني ان ينعكس نعكاس ايجابي على الشعوب المتلقين للاغاني وبخاصة ابناء الشعوب الفقيرة وكم اتمنى ان يتجاوز الوطن العربي محنه السياسية ويعيش ابناء شعبه بسلام .
واستطاعت الفنانة معلومة بنت الميداح ‏أن تقدم الغناء والموسيقى الموريتانية المعاصرة على المسرح الشمالي في جرش بطريقة جذبت تفاعل ‏الجمهور معها حيث تحافظ فيها على المقام الموريتاني الذي يستند إلى الجاز الإفريقي، مع إضافة ‏إيقاعات وألحان معاصرة.
ولفت الفنانة معلومة منت الميداح بانها فنانة تلتزم بالاغنية ذات الكلمات الملزمة والتي تقدم وتناقش قضية تهم الشعوب كوننا ليس في وقت لترويج واننا نريد خطاب غنائي واعي يقدم رسالة من خلال كاتب الكلمات والملحن والمغني الذي يقدم فنة للشعوب ويعبر عن ما يريدون عبر هذه الاغاني النبيلة التي يجب ان تسعدهم وتحل مشاكلهم، فيما على يجب على القائمين على الغناء تقديم كلامات اغاني تفيد ابناء المجتمع كون الكاتب والملحن والمغني هم المعلمين لمتلقي كون المشكلة ليس بالجمهور بل بنا نحن هذه المجموعة التي يجب ان تلمس مشاعر البشر وتعبر عن قضياهم، كما تطرقت الى نوعية حياة في مورتنيا وبخاصة المراة وطرق عيشها، فيما لدينا ثلاثة لهجات نتكلام بها.
وترافق معلومة فرقةٌ فريدة وتختلف عما هو معروف لدى الفرق الموريتانية الأخرى، إذ تستعين بعازفين ‏إفريقيين وغرب لإدخال آلات موسيقية جديدة، فتستغني عن آلة  التيدنيت  التقليدية مع الإبقاء على آلة ‏‏ الآردين  أو ما يُطلق عليها  القيثارة الحسانية، حيث تعزف عليها معلومة بين حين وآخر بأسلوب ‏مسرحي استعراضي. وفي تاريخ الموسيقى الموريتانية تُعد هذه الآلة للعازفات النساء فقط، ولعل ما تفعله ‏معلومة أثناء عزفها عليها ما هو إلا تأكيد على أنوثة الآلة، دون الانفصال عن قوة الموسيقى، كما تستبدل الطبل الموريتاني البسيط نوعًا ما بالكونغا الكوبية التي تشي بلون الريجي في أغاني معلومة، ‏ويرافقها الدرامز والجيتار والباص جيتار والميلوديكا؛ آلاتٌ تؤكد على حضور الجاز في موسيقاها.‏ وتعكس موسيقى معلومة وأداؤها المسرحي الكثير من صفاتها ومسيرتها، فقد عُرف عنها أنها مغنية لقضايا ‏الشارع الموريتاني، حتى لُقبت بـ  فنانة الشعب، وكانت تنتمي لحزب معارض، وخاضت مسيرتها ‏السياسية في حزب الشيوخ الموريتاني، حتى انضمت مؤخرا إلى الحزب الحاكم الذي وصفته، بعد سنوات ‏من معارضة الحكم، بأنه  يناسب طموحي، وأُبصر من خلالها ذاتي وازدهار فني المكرس لخدمة الدولة ‏والمجتمع‎ ‎‏.‏ وتحمل بداخلها ارث الصحراء، واراردة التغيير، وصلابة اليسار السياسي، تربت في بيت فني، حيث والدها الموسيقي المختار ولد ميداح، ووالدتها عازفة موسيقية، والاخ الاكبر عضو في الحركة الوطنية، وزعت المنشورات في قريتها وهي طفلة، لتوزع الاغنية الموريتانية في اوروبا وامريكا والعالم العربي، ولتجمع بين السياسة والفن، بعد ان اصبحت عضوا في مجلس الشيوخ الموريتاني، لتوظف الاغنية توظيفا جماهيريا وسياسيا، ولتكون الاغنية هي الصوت المؤثر في حالة نادرة على مستوى العالم العربي.
وكان هاجس التجديد في الاغنية الموريتانية حلما صعب المنال، فقد كانت الاغنية فقط للحرب والقبيلة،وكانت البداية مع اغنية عاطفية لها في مرحلة مبكرة من شبابها، وبموهبتها وذكائها ادركت ان هذا التنوع في بلدها يمكن ان يتم اعادة انتاجه باعمال ابداعية، خصوصية الصحراء، والغناء الافريقي، والبربري، والمقام الخماسي، وهذا التنوع الايقاعي هو اقرب الى ‹ البلوز›، ولم يكن سهلا ان تجد من يوافقها على هذه القفزة الفنية، لا من الشعراء، ولا من الملحنين، فكان ان اتجهت الى التاليف، والتلحين عام 1986 وهي في سن الـ 24، وكانت المغامرة بالبوم› جنة عدن› الذي سجلته في فرنسا، وكل من استمع الى اغاني ذلك الالبوم، توقف عند الاحساس الصادق بهذا الصوت الصافي، وعند الجملة اللجنية التي لم تخرج عن الاصول التراثية، لكنه يلامس الحاضر باسلوب معاصر، وهذا الالبوم فتح لها الباب للمشاركة في مهرجانات عربية وعالمية، فشاركت في مهرجان قرطاج، وفي جولات ناجحة كثيرة في الولايات المتحدة الامريكية.