Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2018

الرسائل المباشرة وغير المباشرة لخطاب الملك - د. فايز بصبوص الدوايمة

الراي -  جاء خطاب جلالة الملك امام مجلس الامة مختصرا بمضامين واضحة وبرسائل مباشرة وغير مباشرة حول الواقع السياسي والاقتصادي والمجتمعي ضمن شكل من اشكال التحديث المؤسسي لذاكرة المؤسسات الاردنية حول المستقرات التي نادى بها جلالته من خلال كل ادائه العملي والتعبوي التثقيفي الخاص في عملية الاصلاح الشامل.

هذا التحديث للذاكرة الجمعية يعني ان ما جاء في الاوراق النقاشية لجلالته ما زال هو ما يصبو اليه جلالته في الوصول الى التنمية الشاملة في كل المجالات مؤكدا جلالته على محورية الانسان في اي عملية تنموية او اجتماعية او سياسية.
وهذا ما قصده بالضبط جلالة الملك عندما تطرق للمواطنة الفاعلة وعندما قال ايضا بأن تلبية احتياجات المواطن كونه محور عملية التنمية يجب ان تتوازى مع الاستحقاقات الضريبية ومفاعيلها.
من جانب آخر فقد تطرق جلالته مكررا إلى العدل والمساواة دون أي محاصصات أو غطاءات مكانية أو عشائرية أو اجتماعية او رسمية الاساس هو المساواة المطلقة امام القانون بين كل أفراد الشعب الاردني و هذا بالضبط ما ركزت عليه الورقة النقاشية السادسة لجلالته اما الجانب الاخر فقد تطرق جلالته بوضوح لا لبس فيه الى ان المواطنة الفاعلة تنظر من منظار الانجازات وصولا الى سد الثغرات الاخفاقات و عدم التغني بتقصير او تقاعس الاخرين بشكل يوحي انه الانهيار الكلي الشامل ات ان هذا النوع من النقد يشكل دائما و ابدا اساسا للسوداوية و محفزا على التقاعس و عدم المبادئه و المبادرة فاذا كان الظلام دامسا فكيف نستكسف الطريق.
إذن، جلالته يرى أن البدء في النظر إلى مجمل الانجازات التي حققها وطننا الحبيب سيطغى على الاخفاقات و مواطئ الخلل و يجعل كل فرد من افراد المجتمع ينظر الى الاخفاقات على أساس مقولة "من يعمل يخطئ" هذا لا يعني في اي حال من الاحوال ان هذه الهفوات والأخطاء ليست غطائا لفساد ما، فهذا يتحول الى جريمة حقيقة لأنها تمس المال العام اي على مال الكلي الاردني وتستحوذ على مكتسبات تنهشها من استحقاقات الوطن الكبرى تحت شعار المكتسبات غير الشرعية و التي تؤدي الى توسيع دائرة الافقار لان اموال الفساد دائما ما تنعكس على الطبقات الاقل دخلا ان هذا الخطاب الملكي يعتبر خطابا توجيهيا ولكن بخطوط محددة وواضحة المعالم بان هناك حساب و عقاب و مكافئات ودعم وإسناد ولن يتساهل النظام السياسي الاردني بعد اليوم في معالجة ظاهرتين الفساد والمحسوبية وهذا ايضا يبعث في رسالة غير مباشرة إلى أن المرجعية الوحيدة في معالجة هذه الظواهر في مبتدئها وخبرها هو سيادة القانون ولا شيء غير ذلك هذا في محور المحليات.
اما الرسالة التي بعث بها جلالة الملك وبدأ فيها خطابه هو أن الاردن لن يسمح بتجاوز ثوابته السياسية حول مركزية القضية الفلسطينية وعروبة القدس وحق العودة والدولة الفلسطينية أن هذا التذكير هو رسالة الى الخارج هو أن هذا الموقف لم ولن يتغير مهما كانت الظروف أما الى الداخل فكانت الرسالة السياسية ايضا واضحة بأن من يراهن على أن هناك موقف آخر أو خطة ب وتسريب الاشاعات والتحريض والتشكيك قد يصل الى مبتغاه في ضرب الوحدة الوطنية والوئام المجتمعي والاستقرار الأمني فهو واهم..
لأن تماسك الجبهة الداخلية خلف جلالة الملك وموقفه المبدئي المنطلق من ثوابت الهاشميين لا يمكن ان يتزعزع وأن هذا الوطن من خلال جيشه العربي المصطفوي والأجهزة الأمنية الساهرة والوعي المجتمعي الفريد من نوعه هو ما يؤسس لترجمة النموذج الأردني ورسالته الروحية والقومية التي هي هدف اسمى وأن استكمال مسيرة الاصلاح السياسي وصولا الى جهاز تنفيذي برلماني حزبي هو خريطة طريق لم ولن يتراجع عنها الشعب الأردني بكلِ مكوناته.
dr.fayez.basbous@hotmail.com