Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jul-2020

أميركا وإسرائيل.. تسلل ناعم لشرعنة الضم

 الغد-زايد الدخيل

فيما وضعت الولايات المتحدة الأميركية، شروط التعويض على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لتنفيذ عملية ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن، يرى مراقبون أن سلطات الاحتلال تستخدم سياسة التسلل الناعم للوصول إلى “الأمر الواقع” ثم شرعنته.
فرئيس الديوان الملكي الأسبق، عدنان أبو عودة، يرى أن “الشروط المتعلقة بالتعويض حول قرار الضم، هو أسلوب لشرعنة الضم وهو ما تلجأ إليه إسرائيل بالعادة بعد اغتصابها للأرض أو سرقتها بأن تفرض سياسة الأمر الواقع لغايات شرعنة اجراء الاغتصاب أو السرقة التي مارستها على الشعب الفلسطيني”.
وأضاف أبو عودة، “قرار الضم حاصل”، مشيرا إلى أن “الاستراتيجية الصهيونية هي التسلل الناعم لبناء الأمر الواقع ثم شرعنته”، موضحا في الوقت ذاته، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يجد في فرض شرط التعويض للفلسطينيين الذين ستتم مصادرة أراضيهم، هو تحويل القضية إلى عملية بيع شراء (تجارة)”.
وأشار إلى أن “التعويض هو أحد وسائل الشرعنة التي يسعى لها ترامب أمام المجتمع الدولي ليظهر أن الاحتلال الإسرائيلي اشترى الأرض من الفلسطينيين وهم باعوه، وبالتالي هناك تلاعب بالمفاهيم باستخدام عملية الشرعنة”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن مرارا أنه ينوي ضم 30 % من الضفة الغربية، بدءا من الأول من تموز (يوليو) الحالي، وهو أمر لم يحدث لغاية اللحظة.
من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية، خالد شنيكات، أنه “رغم الأخبار الواردة حول فرض ترامب شروطا جديدة على مسألة الضم، وأن هذا ما يؤخر عملية الضم أو بدئها، فإن التحليل الواقعي لا يذهب بهذا الاتجاه، فترامب الذي يتعرض لتراجع كبير في استطلاعات الرأي العام مقارنة بخصمه بايدن، بحاجة إلى استمرار الدعم الإسرائيلي ودعم اللوبي الإسرائيلي، وكذلك دعم الإنجيليين، والذين كان صوتهم حاسما في الانتخابات الرئاسية الماضية، ويتوقع كذلك أن يكون لهم ذات الدور، وربما بشكل أكبر خاصة بأن اليسار الأميركي المتطرف الذي سماه ترامب بهذا الاسم، يكسب أنصارا لدى الشباب”.
ويضيف، “كذلك فإن الاضطرابات بعد مقتل الشاب الأسود، والتراجع الاقتصادي، والبطالة نتيجة الإغلاقات، وكذلك الانتقادات المتزايدة لكيفية تعامل ترامب مع وباء كورونا كلها تشير إلى أن مسألة إعادة انتخابه ليست سهلة، ولذلك فإنه من المتوقع أن يستمر في دعم نتنياهو واليمين الديني عبر دعم خطة الضم، في محاولة للحصول على أصواتهم وكذلك دعمهم المالي والسياسي والإعلامي وهذه مسألة حاسمة في مسألة إعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية المقبلة”.
وقال شنيكات، “يضاف إلى ذلك بأن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو داعم أساسي، وكوشنر وهو الأب الروحي لصفقة القرن، وكذلك عناصر الإدارة الأميركية الأخرى”.
ووفق شنيكات، فإن “الذي أجل تنفيذ الخطة هي أسباب داخلية إسرائيلية منها وباء كورونا أو المخاوف الأمنية من حدوث انتفاضة ثالثة، وكذلك مخاوف مرتبطة بالوضع الإقليمي، بل إن نتنياهو يتعجل الضم استغلالا لوجود ترامب في السلطة، وخوفا من أن تتراجع إدارة بايدن عن الضم بدعاوى مختلفة في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية المقبلة على ترامب”.
ولفت تقرير لهيئة البث الإسرائيلية (كان-11) إلى شرط أميركي جديد وضعته إدارة ترامب، على الحكومة الإسرائيلية مقابل منحها الضوء الأخضر للشروع بتنفيذ مخطط الضم، حيث اشترط البيت الأبيض توافر حالة من الاستقرار السياسي في إسرائيل لدعم الضم.
وزعمت في تقريرها، أن الإدارة الأميركية تطالب إسرائيل بتوفير آلاف الوحدات السكنية للفلسطينيين مقابل الضم، وذلك نقلا عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
في غضون ذلك، قدم لوبي (أرض إسرائيل) الاثنين الماضي مشروع قانون يقضي بفرض سيادة الاحتلال الإسرائيلي على مستوطنات الضفة الغربية، بموجب المخطط الذي وضعه مجلس المستوطنات، إضافة إلى منع تحويل البؤر الاستيطانية إلى جيوب معزولة.
ويقول المحلل السياسي، زيد النوايسة، إن هنالك عوامل عديدة ساهمت في تأجيل خطوة الضم أو تجميدها حتى يتم التوافق بين الشركاء في حكومة التناوب، وهو شرط أميركي مسبق لدعم الإعلان عن موافقة واشنطن التي يبدو أن اهتمامها تراجع بشكل كبير وهو ما أكده رئيس الكنيست الإسرائيلي بأن نتنياهو لن يستطيع الإقدام على هذه الخطوة دون التوافق الداخلي مع شركاء الحكومة ومع الإدارة الأميركية التي أعادت وضع عدة شروط أهمها تقديم شكل من أشكال التعويض من خلال بناء مساكن للفلسطينيين الذين سيخسرون أراضيهم في حال إنجاز العملية لأنه بخلاف ذلك وحسب الفهم الأميركي المجتزأ، لن يكون هناك مجال لاستئناف العملية السياسية بين الفلسطينيين والطرف الإسرائيلي.
ويرى النوايسة، أن العرض الأميركي إن صحت التسريبات الإسرائيلية ليس جديدا، فهو يستند لجوهر صفقة القرن التي تعطي دولة الاحتلال معظم الأراضي الفلسطينية مقابل تحسين شروط حياة الفلسطينيين وتحقيق ما يسمى السلام الاقتصادي دون إعادة الأرض.
ويضيف، “نتنياهو يبحث عن أي طريقة للمضي في قرار ضم 30 % من أراضي الضفة، لكنه يصطدم بالتردد الأميركي وانشغال الرئيس ترامب بالحملة الانتخابية ووباء كورونا، وتفشي كورونا داخل إسرائيل نفسها، وضغط فريق “أزرق – أبيض” في حكومة التناوب ضد خطوة الضم، وفوق ذلك يواجه ضغط الوقت لأنه قلق من وصول جو بايدن الرئاسة الأميركية فلديه موقف رافض للضم لذلك سيسعى خلال الأسابيع المقبلة لاستنفاد كل فرص الضغط على الإدارة الأميركية للموافقة على الضم وفي ذروة حملة ترامب الذي لن يلقى عرضه بتعويض الفلسطينيين ماديا عن أراضيهم أي قبول لدى السلطة الفلسطينية”.