Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-May-2018

حصانة خطيرة - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- الاسناد الذي لا هوادة فيه الذي يمنحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل عطّل قوة الأسرة الدولية لاستخدام الدبلوماسية لوضع حدود لسلوك إسرائيل. فبرعاية رئيس أميركي، يكرر في خطاباته الرسالة الإعلامية الإسرائيلية، ويمنح الجزر للإسرائيليين، والعصي للفلسطينيين، تتعاطى إسرائيل باستخفاف مع ردود الفعل الدولية على حمام الدماء في غزة.
لا يبدو أن أحدا ما في ديوان رئيس الوزراء يشغل باله بالأزمة الدبلوماسية الحادة مع تركيا، والتي نشبت في اعقاب الأحداث على حدود قطاع غزة أو بأمر وزارة الخارجية التركية السفير الإسرائيلي بالمغادرة. فقد سارعت وزارة الخارجية إلى أمر القنصل التركي بالعودة إلى بلاده "للتشاور"، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي يتولى أيضا منصب وزير الخارجية، جر إلى نزال لفظي حاد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. نتنياهو مقتنع بان ليس للأتراك بشكل عام، ولأردوغان بشكل خاص، أي حق في المزايدة الاخلاقية على إسرائيل.
بلجيكا، ايرلندا ولوكسمبورغ استدعت سفراء إسرائيل إلى محادثات احتجاج، ورؤساء وزرائها يطلبون تشكيل لجان تحقيق دولية حول الاحداث، وجنوب افريقيا اعادت سفيرها من إسرائيل، وبريطانيا تطلب تحقيقا مستقلا في القتل وفي اوامر فتح النار في الجيش الإسرائيلي – كل هذا لا يقلق راحة الحكومة. يبدو أن نتنياهو يعتقد بان ليس لكل هؤلاء أيضا حق في المزايدة الاخلاقية على إسرائيل.
ان اللامبالاة الدبلوماسية في إسرائيل مطلقة، ولهذا فلم يكن من تعاطى بجدية مع حقيقة أن مجلس الأمن في الأمم المتحدة عقد أمس نقاشا طارئا، بدأ بدقيقة صمت لذكرى القتلى في غزة. وبفضل قوة الفيتو الأميركي، ليس للمجلس وزن جدي لردع إسرائيل أو لمعاقبتها. فقد باتت إسرائيل محصنة من نقد الأمم المتحدة بفضل مظلة الحماية الدبلوماسية التي توفرها لها الولايات المتحدة من خلال السفيرة الكفاحية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي. قد قالت هيلي انه "ما كانت أي دولة من الدول المتواجدة لتتصرف بضبط للنفس أكبر من إسرائيل". أما نتنياهو فما كان سيصيغ هذا على نحو أفضل. كما ان هيلي تركت النقاش عندما بدأ المندوب الفلسطيني يتحدث.
ان الاستخفاف الفظ من جانب إسرائيل للنقد من شأنه ان يمس بها في المدى البعيد، سواء سياسيا أم اقتصاديا. فإحساس الحصانة خطير ويشير إلى غرور ليس في مكانه. ترامب ليس الحاكم الوحيد في العالم، وولايته محدودة بالزمن. والاهم من ذلك: حتى لو لم يكن في الانتقاد على إسرائيل الان ما يؤثر عمليا على وضعها، من واجبها أن تسأل نفسها إذا كان هذا هو طريقها. فهل هي تعيش بسلام مع وجهها الذي يظهر في الصور التي تدفقت من غزة في يوم الاثنين من هذا الاسبوع.