Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Jul-2017

أسبوع ساخن آخر ! - د. زيد حمزة
 
الراي - في الاسبوع الماضي، وليس الحديث عن الطقس الحار، مر العالم باحداث عديدة ليس فيها جديد مثير لكنها مع ذلك ساخنة فالازمة الخليجية ما زالت مستعرة ومازالت اسبابها التي اشرنا اليها في غير هذا المكان قائمة وستنتهي – كما بدأت – دون الخضوع لمنطق الخلافات المعروف! وفي الاسبوع الماضي بدأنا نشهد هزيمة داعش لكنا لم نشاهد وقائعها الحية على التلفزيون أو أي من وسائل الاعلام الأخرى كي نقتنع بأن دولة ارعبت العرب والعالم قبل ثلاث سنوات حين اجتاحت اجزاء شاسعة من العراق وسوريا واحتلت مدنا لها تاريخ فطرب كثيرون بين ظهرانينا على وقع انتصاراتها، قد انهزمت حقاً امام قوات من كل حدب وصوب، فنحن لم نر داعشياً واحدا مجندلا في المعركة ولا قافلة من أسرى حرب رافعين ايديهَم فوق رؤوسهم كما كنا نرى في الافلام الاخبارية أيام الحرب العالمية الثانية في اوروبا أو حتى في حروبنا مع اسرائيل! لا نشكك بل نتطلع الى تفسير..
 
وفي الاسبوع الماضي نشرتْ الواشنطن بوست وهي واحدة من أهم الصحف الاميركية أن الرئيس دونالد ترمب قد أصدر أمره بالغاء الأمر الذي كان قد اصدره الرئيس السابق باراك أوباما وكلف به جهاز الاستخبارت المركزية ال CIA بتنفيذ خطة للاطاحة بالنظام السوري ورئيسه بشار الأسد.. نعم هكذا بجرة قلم صدر الأمر الاول قبل نيف وثلاث سنوات والثاني في الاسبوع الماضي ولا أحد وصف ذلك بأنه خرق لمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى أو انحراف بالمبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان الواردة نصاً في دستور الولايات المتحدة وشرعة حقوق الانسان الدولية، لماذا جاز (الأمر) الرئاسي الاول ولماذا صدر (الأمر) الرئاسي الثاني، سؤال مشروع من حق المواطن الاميركي على الاقل أن يعرف جوابه!
 
وفي الاسبوع الماضي رأينا أن الولايات المتحدة التي تدخلت سابقاً في دول اميركية لاتينية عديدة خرجت على طاعتها وأشهر الامثلة انقلاب بينوشيه في تشيلي عام 1971 لم تتدخل بعدُ فعليا لقلب نظام الحكم في فنزويلا انتقاماً من روح هوغو تشافيز الذي هزمها وفضح مؤامراتها المتكررة عليه وعلى بلده قبل ان يموت بالسرطان، لكنها أعلنت على لسان مسؤوليها دون مواربة بأنها تؤيد المعارضة في سعيها ازاحة الحكومة الوطنية الشرعية وذلك بطرح الثقة بها للاستفتاء العام الذي تستطيع بالتعاون مع عملائها ووكالاتها المعروفة بالخبرة الطويلة في هذا المضمار ان تضمن الحصول من خلاله على النتيجة المبتغاة لها ولاعوانها، لكن الرئيس نيكولاس مادورو رد سريعاً بقرار حكومته الوطنية اجراء انتخابات جمعية تأسيسية تنقذ البلاد من مصير تجرها إليه فئة من المعارضة موالية لأميركا او مدفوعة من قبلها تهدف لالغاء كل ما حققه شعب فنزويلا من مكاسب اجتماعية وسياسية والعودة بالبلاد الى حكم الاقلية المستغِلة المرتبطة بالبنوك والشركات الاجنبية واقتصاد السوق الذي لا يرحم..
 
وفي الاسبوع الماضي تجدد الاعتداء الاسرائيلي على المسجد الأقصى كما الحال على الشعب الفلسطيني منذ مائة عام وإن بطريقة مختلفة هذه المرة، أما بعض ردود الفعل فكانت كعادتها لا تخرج على قاعدة المثل المصري (اللي ما يقدرش على الحمار يتشطّر على البردعة) ! وفي الاسبوع الماضي لم يجدَّ جديد على ارض الثورات العربية في مصر وليبيا واليمن ومازال المشهد السائد الذي (يتفرج) عليه العرب الآخرون وكأنهم في مباراة كرة قدم يصفقون لفريقهم الرابح أو يحزنون عليه قليلا إذا خسر، أما المشاركون الحقيقيون الذين يتلظّوْن على جمر الواقع المتمثل في كثير من الاحيان باعتقالهم او قمعهم او تشريدهم في المنافي او حتى اختفائهم فانهم مازالوا مفعمين بالأمل وتملأ الثقة بالنصر صدورهم.
 
وفي الاسبوع الماضي على الصعيد المحلي زادت الحكومة رسوم العبور على الطاقة الشمسية الى الشبكة الكهربائية وهو أمر مستغرب في بلد لم يقطف بعد الثمرات الاولى من هذه الطاقة الآمنة المتجددة التي لم تنفق الدولة في استثمارها أو تطويرها فلساً واحداً وظلت لسنوات عديدة تهمّشها وتضع أمامها العراقيل لحساب مشاريع أخرى حتى استطاعت جهود وطنية متعددة تذليل تلك الصعوبات فانطلقت الطاقة البديلة بحماس ونجاح وعندما أوشكت على الانتاج باسعار زهيدة لا تصمد أمامها الطاقات الاخرى تدخل المعرقلون ليفرضوا عليها زيادة في الرسوم بلغت 400 %.. لماذا ولحساب من ؟
 
وأخيراً على الصعيد الشخصي غيّب الموت في الاسبوع الماضي زميلا عزيزا هو الدكتور موفق الفواز الزعبي أول طبيب للتخدير في مستشفيات وزراة الصحة والقطاع الخاص منذ عام 1962 ، وتلك نقطة انعطاف في تاريخ ممارسة الجراحة في الاردن لا يدرك أهميتها وقيمتها إلا الذين عانوا مما قبلها وأنا منهم، أما اجيالنا الجديدة من الاطباء فقد لا يستطيعون أن يتخيلوا، مجرد خيال كيف كان جراحو ذلك الزمان يعملون.. بدون أطباء تخدير وصل عددهم اليوم الى المئات!
 
وبعد.. الى اللقاء في اسبوع ساخن آخر !