Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Apr-2019

«الصندوق الأسود» !*رجا طلب

 الراي-فجر الفيديو الذي يتحدث فيه الشهيد صلاح خلف «ابو اياد» عن ان الفلسطينيين افشلوا مشروع التوطين في سيناء عام 1953 والذي انتشر مؤخرا بصورة كبيرة رغم انه يعود للثمانينات من القرن الماضي، فجر شهية البحث عن جذور هذا المشروع وخاصة بعد ان ارتبط التوطين في سيناء بمشروع صفقة القرن.

 
وقبل اسبوعين كتبت هنا مقالا وتحت عنوان «دولة سيناء الفلسطينية» استعرضت فيه تفاصيل المقترح الذي عرضه بصورة شبه رسمية عام 2009 جيورا إيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى الإسرائيلى، والذي اعتقد انه هو خلاصة التصور العملي لفكرة توطين الفلسطينيين في سيناء، غير ان فيديو «ابو اياد» اثار فضولي وبالبحث توصلت الى اصل القصة، حيث يرويها الباحث والكاتب الفلسطيني عبدالقادر ياسين ويقول: ( انتفض اهالي غزة في يوليو 1953 ضد اتفاق وقعته الحكومة المصرية والإدارة الأميركية يقضي بتوطين اللاجئين الفلسطينيين شمال غرب سيناء، وواكبته غارات إسرائيلية على غزة لدفع اللاجئين للنزوح مجدداً في هذا الاتجاه، فانطلقت في اثرها تظاهرات عارمة من مدرسة فلسطين الثانوية بغزة تهتف (لا توطين ولا إسكان–يا عملاء الأميركان)، يقودها في ذلك الحين ناهض منير الريس، وفوزي تنيرة، وعلي زين العابدين الحسيني، ومحمد صيام، وسعد المزيني، وهي أسماء أصبحت لاحقاً قيادات في العمل النضالي الفلسطيني، واستمرت التظاهرات ثلاثة أيام بلياليها، وفي اليوم الرابع أرسل الحاكم الإداري لمتظاهري غزة للتفاوض، فارسلوا إليه فتحي البلعاوي، ومعين بسيسو، وجمال الصوراني حيث طلبوا إلغاء مشروع التوطين، والسماح بتسليح أهل غزة ضد العدو الإسرائيلي، فوافق جمال عبدالناصر على مطالب المتظاهرين).
 
وبالبحث ايضا اتضح لي ان مشروع «دولة سيناء لتوطين الفلسطينيين» كان أول من عمل على تطبيقها بعد فشل مشروع 1953 هو اوري لوبراني وهو المخطط الاستراتيجي الابرز في تاريخ دولة الاحتلال حيث كان قد خطط ليكون احتلال جنوبي لبنان بداية لمشروع استراتيجي يقيم امبراطورية اسرائيلية تشمل صحراء سيناء وتوطين الفلسطينيين فيها بعد ضم الضفة الغربية وكل مستوطناتها بالاضافة لهضبة الجولان السورية وقطاع غزة.
 
لوبراني الملقب «بالصندوق الاسود» لدولة اسرائيل بحكم تاريخه الطويل الذي بدأه سكرتيرا لبن غوريون، كان دائما يعتقد ان الفلسطينيين هم العدو الشرس في مواجهة الهيمنة الاسرائيلية، وكان ورغم عنصريته الصهيونية وعدم ايمانه «بالاخر»، يقر بان الفلسطيني هو النقيض الدائم لكل ما يخطط له وبالتالي فهو «طائر العنقاء الذي يخرج من بين الرماد» والذي لا يموت، وهو ما جعل البعض ينقل عنه انه مات محبطا بسبب فشله في ترويض «المارد الفلسطيني».