Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Jul-2020

صنعنا الجلاد.. ونبحث عن دور البطولة..!!* صالح الراشد
النشرة الدولية -
العبادة أنواع ولكلٍ طريقته لإثبات أنه يسير على الطريق الصحيح، كذلك تأليه البشر ووضعهم في مكانةٍ عليةٍ لا يحق لأحد الإقتراب منها أو يوجه لقداستهم أي إنتقاد، وإن قام بالخطيئة الكبرى حسب معتقداتهم عبر عن رأيه فهو مشرك في عبادة الإلهة الجديدة، والتي تتشارك مع زيوس وأبولو واللآت والعزى في المكانة الدينية والقيمة الإجتماعية، وعند أتباعهم الجاهزين للتكفير وخوض المعارك لأجل الألهة الجديدة، بل يمنحون أنفسهم الحق المُطلق في توزيع البشر على الجنة والنار، لتبقى أفروديت الحالة النادرة التي يجمعون عليها ويقبلون قدميها، كونها تمنحهم حياة الأرض بكامل بهرجها بالتشارك مع الإله ديونيسيوس.
 
فالخطيئة الأولى عند هؤلاء أن تُفكر، فيما الخطيئة الكبرى أن تُعارض فكر عبدة الأوثان، حيث تتحول إلى العدو الأول لانك خرجت من ملة الشرك والعبودية والهوان، وأصبحت صاحب فكر ونهج يتعارض مع عبدة اللات والعزى القابعين في قيادة قوى إقليمية دينية في المنطقة، ويستمد كل منهما قداسته من مُريديه العطشى للأحلام، كون الأوثان لا تبيع إلا الأوهام والخرافات والخزعبلات التي تتعارض مع صفاء فكر طفل صغير، ولكن للأسف تتقبلها عقول رجال بجسد  بالغ ونظر قاصر، ليعتبر هؤلاء السلاح الأخطر بيد الأوثان كونهم حراس معبد لا حماة أوطان ومجتمعات.
 
وقامت هذه الآلهة الوثنية بمنح صلاحياتها لآلهة جديد أقل شئناً منها،  فأنتجت بعل وهدد ليصبحا حاكمين مطلقين ينفذان الأوامر دون نقاش، ومنحتها صلاحية إستعباد الشعوب، وهي التي حصل عليها أنو وأنانيل وفرضوا سطوتهم وقوتهم على العباد والبلاد، فيما حكم عثتر بابتسامة الموت كون الموتى يسعدون بفراق الحياة البائسة صوب سماء أرحب، وزادت الآلهة حتى اعتقدنا لوهلة أننا سنعود لعصر الجاهلية حيث لكل إنسان إلاه خاص يعبده، لنجد ان قُرزل قد عاد من موته كونه الإله الأخير في حضارات الجهل، وعاد أقوى كونه يمتلك قوته من إلآهة الصيد أرتيمس التي تحاول الإصطياد في شتى المناطق، وتتقاطع بذلك مع أناهيتا صانعة الحكمة والشفاءوالتي تواجه الصيادة أرتيمس في صراع السيطرة على آلهة التنفيذ التي نشرتها كل منهما في شتى البقاع، ولا يظن البعض ان أرتيمس وأناهيتا صاحبتي قرار مطلق بل تقدمان تقريرهما إلى إلاه رود، إله السماء والعواصف الرعدية والخصوبة وسيد الأرض وكل الحياة حتى تنالا الرضا والسلاح .
 
هذه هي البشرية المسخ العاشقة للعب دور الضحية، وتفتخر بأنها تربط فكرها بقيادات صنعوها كما صنع من كانوا قبلهم الأوثان من التمر وأكلوها عند الجوع، وهذه طريق يسير عليها الكثيرون من دعاة توحش الفكر والفعل بتبعية مطلقة كونهم لا يدركونولا يشعرون بالحقيقة الكاملة، فيدخلوا إلى تيه بني إسرائيل الذين وجدوا طريقهم بعد اربعين عاماً، أما هؤلاء فسيضيعون حتى نهاية الكوكب وقيام الساعة التي إقتربت بعودتهم لعبادة الأوثان، وتناسى أو نسي وربما لم يتعلموا في مدارسهم الخاصة أو حتى في مدرسة الحياة، بأن أصل الاشياء أن لا يؤدي الإختلاف في الرأي إلى خلاف في الحياة،  بل يجب أن يكون طريق الإتلاف، وهذا هو أساس الحياة لكن بعض المبطلون والمطبلون يعتمدون على التهم الجاهزة التي يلقونها جُزافاً على من يتعارض معهم، وعلى الجميع أن يتذكروا " هذا إن كانت ذاكرتهم سليمة" بأن حرية الأديان والرأي مصانة للجميع وهذا يطلق عليه الإنسانية، فمتى نصل كعرب إلى هذه النقطة التي نفتقدها منذ دخل الإعلام المسيس إلى حياتنا وبدأ يوجهنا كيفما شاء وأنا يشاء لنفقد البوصلة وندخل في مرحلة التيه بايدينا.
 
 
———— 
 
في العادة أرفق المقال بمعنى الأسماء القديمة التي أستشهد بها، لكن في هذا المقال خصيصاً فكل من يُريد أن يعرف المعنى فليبحث بذاته.