Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-May-2017

بابا السلام في مصر السلام - الاب رفعت بدر
 
الراي - تشرفت بالمشاركة في زيارة البابا فرنسيس إلى مصر، الأسبوع الماضي، كمندوب للبطريركية اللاتينية وممثل عن المدبر الرسولي المطران بييرباتيستا بيتزابالا. وفي الوقت ذاته، تشرفت بالمشاركة بالمؤتمر العالمي للسلام الذي دعا اليه الأزهر الشريف.
 
في مطار القاهرة الدولي، صافحت قداسة البابا وسلمته تحيات البطريركية اللاتينية، في كل من الأردن وفلسطين. أما مؤتمر الأزهر الشريف حول السلام، فكان فريداً من نوعه، إذ شارك به ولأول مرة الحبر الأعظم الى جانب الإمام الأكبر، وأعلن كل منهما في جلسة الختام، أنّ العنف باسم الدين لا يمكن التساهل معه، وأنّ الدين براء من تهم الإرهاب. وقد شكلت هذه الزيارة البابوية الى مصر الشقيقة فاتحة خير وبركة لمستقبل تشاركي وتعاوني في سبيل «تنقية الدين» من كل ما قد يستخدم به من عنف وتدمير وإراقة دماء وتفجير بيوت العبادة.
 
كما شاركت بالقداس الحبري الذي أطلقت عليه الصحف المصرية لقب «القداس الأكبر» الذي ترأسه البابا في ستاد الدفاع الجوي المصري، وكذلك بالصلاة الخاصة مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتوقيع كل من البابا فرنسيس والبابا تواضروس على وثيقة تعاون أخوي على درب الوحدة المسيحية الكاملة.
 
نعود إلى أرض الوطن ونقول: إنّنا في الأردن وبعدما فرحنا باستقبال قداسة البابا في آيار 2014، شاركنا هذه الأيام باستقبال قداسة البابا في مصر الشقيقة، وكلنا أمل بعد هذه الزيارة أن تتشكل قوة عربية مسيحية وإسلامية، للنهوض بالحوار الإسلامي المسيحي إلى مراحل متقدمة، وبالأخص في التعاون لنبذ الإرهاب والتطرف والعمل التربوي المشترك لوقاية الأجيال الصاعدة من الوقوع في فخه.
 
انّ البابا فرنسيس قد بذر بذاراً صالحة عبر لقاءاته وكلماته المشجعة، ليس للكنيسة وأتباعها في مصر فحسب، بل لكل سكان مصر، ومن خلالهم ومع وجود بطاركة وأساقفة الوطن العربي وممثلي مختلف الكنائس إلى كل أطياف الشعب العربي. إنها رسالة المحبة والسلام التي لا يختلف على أهميتها أي انسان عاقل. فالزيارة، بلا شك، قد حملت العزاء الى نفوس المصريين الأخوة الذين فقدوا أشخاصاً أعزاء في الفترة الأخيرة، من جراء تنامي العنف والإرهاب، وبالأخص بعد عدة تفجيرات طالت المصلين في الكنائس، وسيكون لهذا التضامن الروحي والإنساني أطيب الأثر في التخفيف من الحزن والنظر الى المستقبل بعيون الأمل والرجاء.
 
وعلى هامش الزيارة البابوية التقيت بمعالي الصديق علي العايد، في مكتبه كسفير لمملكتنا الحبيبة في القاهرة، وقد شارك كذلك بحفل افتتاح مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، وكذلك حضر كلمتي الترحيب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقداسة البابا فرنسيس في مستهل زيارته لجمهورية مصر العربية. سفراؤنا في الخارج مرآة لطيبة شعبنا وكرمه وفخره بالإنتماء لأسرة واحدة.
 
وبعد، ليس أبلغ من الكلام «العربي» الذي نطق به البابا الأرجنتيني، ومعه نقول: «الدين لله والوطن للجميع»... وقد لمس قلوب الملايين، حين كان يبدأ حديثه بالتحية العربية الفريدة: «السلام عليكم».
 
Abouna.org@gmail.com