Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Apr-2017

تقرير اخباري أجواء فوضى خلال الأيام المائة الأولى من رئاسة ترامب

 

واشنطن- شهدت الأيام المائة الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب نكسات مدوية في الكونغرس وتقلبات في مواقفه السياسية في مختلف المجالات، إلا أنه تعلم الكثير خلال هذه الأيام.
ورغم أن ترامب أظهر قدرة على التغيير سواء في لهجته أو في مواقفه، إلا أنه لم يوفق في تقديم رؤية واضحة لسياسته الخارجية.
ومع فترة المائة يوم في السلطة التي تحمل مغزى رمزياً لأي رئيس أميركي جديد، فإن رجل الأعمال الملياردير ترامب أدرك السبت حقيقة صعبة وقاسية بعد أن وعد الأميركيين بأن يحقق الفوز لهم في كل المجالات.
في هذه المرحلة من رئاسته فإن ترامب هو أقل رئيس أميركي شعبية في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر (حتى ولو أن أنصاره المتشددين لا زالوا يؤيدونه بقوة).
ولا يزال ترامب (70 عاما) الذي أثار فوزه في الانتخابات صدمة في العالم، متمسكا بسياسته غير المتوقعة وأسلوبه الارتجالي الذي جعل منه رجل أعمال ناجحا في قطاع العقارات ونجم تلفزيون الواقع.
ولكن يبدو أن هذا الرئيس الذي كان معاديا للمؤسسة السياسية أثناء ترشحه للرئاسة ووعد "بتجفيف المستنقع" في واشنطن، أدرك الآن أنه يتولى إحدى أصعب الوظائف في العالم.
فخلال أسابيعه الأولى في الرئاسة عانى من ضربات موجعة بعد أن علقت المحاكم الفدرالية قراره بحظر السفر، كما لم يتمكن الكونغرس من التحرك بشأن اصلاحات الرعاية الصحية.
وقال ترامب خلال جهوده لالغاء واستبدال برنامج "اوباماكير" للرعاية الصحية الذي ميز رئاسة سلفه باراك اوباما "لم يكن أحد يعلم أن الرعاية الصحية بهذا التعقيد".
وبعد محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ حول كوريا الشمالية قال ترامب "بعد الاستماع لمدة 10 دقائق أدركت أن الامر ليس سهلا".
إن متطلبات المكتب البيضاوي والقيود المفروضة التي تجعل كل كلمة تنطق فيه تُحسب على صاحبها، تختلف تماما عن الخطابات اليومية التي ادلى بها ترامب خلال حملته الانتخابية.
ممن يطلب النصيحة؟ ونصيحة من يتبع؟ ما هي نوع العلاقة التي يجب أن يقيمها مع الكونغرس رغم أن الجمهوريين من حزبه يسيطرون عليه اسميا؟ ما هو المجال الذي يمكن أن يتيحه لوزارتي الخارجية والدفاع القويتين؟
لقد قالها كل من سبقه إلى المنصب: إن الانتقال الى البيت الابيض في 1600 شارع بنسلفانيا يتسبب في صدمة كاملة للرئيس الجديد.
صرح جورج دبليو بوش مؤخرا "شيء ما في وظيفة الرئيس يواجهه كل من يتولى هذا المنصب: أنت تفكر بطريقة معينة وقت دخولك إلى هناك وبعد ذلك تدرك أن ضغوط الوظيفة وواقع العالم مختلف عما كنت تعتقد".
وباستثناء روتينه الذي لا يتغير بارسال التغريدات كل صباح والتي عادة ما تتأثر بالأخبار التي تبثها شبكة فوكس نيوز، يمكن القول أن ترامب تغير.
ففي اختياره لأعضاء فريقه وفي بعض مفاوضاته، يبدو أن "سمات الرئاسة" بدأت تحل على ترامب ولكن ببطء.
وترامب الذي لم يتول أي منصب سياسي أو دبلوماسي في حياته وليست لديه أي خبرة عسكرية قبل أن يتولى أهم منصب في الولايات المتحدة، يقول أن اسلوبه المتغير ناجح.
وأوضح "أنا أتغير وأنا مرن، أنا فخور بمرونتي"، وذلك قبل لحظات من اصداره اوامر بشن ضربات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد بعد اتهام واشنطن له بشن هجوم كيميائي على مدنيين.
وبالنسبة للصين وروسيا وحلف شمال الاطلسي، فقد غير ترامب رأيه وهو ما طمأن الاميركيين وعددا من حلفاء واشنطن.
قالت صحيفة واشنطن بوست في مقال افتتاحي مذكرة القراء بلهجة ترامب القاسية والقاتمة في خطاب تنصيبه "عندما ينتقل رئيس من كونه مخطئا تماما إلى كونه محقاً تماما بشأن مسائل مهمة، فإن الرد المنطقي ليس انتقاده ولكن الاحتفال بذلك ولكن بحذر". إلا أن أسلوبه ينطوي على مخاطر.
فمن سورية إلى كوريا الشمالية ما هي مخاطر زج الولايات المتحدة في نزاع عسكري لا يمكن التكهن بنتيجته، وهو الوضع الذي حذر منه ترامب اثناء حملته الانتخابية؟
كيف سيرد الرئيس الجمهوري إذا وقع هجوم ارهابي على الاراضي الاميركية كما حدث في 11 أيلول (سبتمبر)؟
إن اسلوب ترامب وشخصيته يكشفان أنه لن يكون كأي من الرؤساء الاميركيين السابقين.
وفي مقابلة مقلقة مع مجلة "تايم" في آذار(مارس) الماضي دافع فيها ترامب عن تصريحاته المثيرة للجدل والخاطئة قائلا "ماذا اقول لك؟ غالبا ما أكون محقا".
وبعد ثلاثة أشهر من توليه الرئاسة فان العديد من منتقدي ترامب لا زالوا يتفقون مع وصف الكاتب فيليب روث له في مجلة "ذا نيويوركر" في اواخر كانون الثاني(يناير).
فقد كتب روث يقول ان ترامب "جاهل في الحكم والتاريخ والعلوم والفلسفة والفنون وغير قادر على التعبير بطريقة ذكية .. ومفرداته لا تتعدى 77 كلمة". كما تحوم التساؤلات حول العديد من محاور سياسة ترامب حول تعريفه الفضفاض جدا لل"الترامبية" التي تدور حول شعاره الواسع "اميركا أولا" الذي هو في الظاهر فكرة بسيطة ولكن يصعب تفسيرها.
ولم تساعد الخلافات داخل البيت الابيض الرئيس الجديد في التحرك نحو تقديم رؤية للامد الطويل.
فمن بين مجموعة تشتمل على المحافظ المتشدد ستيف بانون، يبرز أمر مهم وهو وضع عائلته في البيت الابيض خاصة ابنته ايفانكا وزوجها جاريد كوشنر.
اما النجاح الابرز الذي حققه ترامب حتى الان في أيامه المئة الاولى فهو تعيين القاضي الفدرالي المحافظ نيل غورستش في المحكمة العليا. وترامب يعلم أنه لا يستطيع عرض العديد من الانجازات التي حققها خلال هذه الفترة، وانتقد في تغريدة "المعيار السخيف للانجازات في أول مئة يوم"، رغم أن أحد اعضاء فريقه قال مرارا أن هذا المعيار مهم.
ولا تزال امام ترامب، الذي يتحدث عن احتمال الترشح لاعادة انتخابه، اكثر من 1300 يوم في الرئاسة.- (أ ف ب)