Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Apr-2017

علاقة إسرائيل ويهود العالم تتراجع - شموئيل روزنر

 

معاريف
 
الغد- لقد رأى ديفيد ستولمان الكثير من اليهود، واستمع إلى الكثير من اليهود. بعد اسبوعين سيترك منصبه الاخير كـ "جويش بروفيشنال" – لقد كانت له سيرة طويلة في العالم اليهودي – وهو ينتظر ذلك بفارغ الصبر. يريد أن يهدأ قليلا من اليهود والابتعاد عن منظماتهم التي لا تتوقف. في الربيع الجميل بين يوم الكارثة ويوم الاستقلال، يتجول في شوارع آن آرفور وميتشغان، وهي جامعة حولها مدينة. الطلاب خرجوا قبل بضعة ايام في عطلة، والسكان الآخرون يسارعون إلى المقاهي والمطاعم، ويحظون بالحصول على مواقف لسياراتهم بصورة أسهل.
منذ عقد تقريبا يشغل ستولمان منصب رئيس الفيدرالية اليهودية الصغيرة في هذه المدينة. أقل من 10 آلاف يهودي. اضافة الى الكثير من الآلاف في الجامعة. الطلاب الذين كانوا هنا وعما قريب لن يكونوا. أنا أقوم بسؤاله عن الشباب اليهود وعن تعاطيهم مع إسرائيل، وهو يريد الحديث عن البالغين. إنه ليس الأول ممن يضيقون ذرعا بالتركيز على الشباب اليهود بشكل زائد. من الواضح أنه يجب منحهم الاهتمام، لكن هذا مبالغ فيه. العالم اليهودي الذي يخشى من فقدان شبابه يجري وراءهم ويتملق لهم ويمنحهم الشعور بأن كل شيء مسموح وكل شيء من حقهم. من المفروض تهدئة هذه المطاردة قليلا. ستولمان يقول، انظروا الى ما يحدث للشيوخ، لدي في هذا الاسبوع عدة لقاءات مع جماعات يهودية. وهو يشعر أن المشكلة بينهم وبين إسرائيل أهم من قضية الشباب. هؤلاء الاشخاص أحبوا ذات مرة اسرائيل وما زالوا يريدون حبها، لكنهم لا يستطيعون. "هذا يزعجهم"، قال. لقد مرت 50 سنة منذ هزتهم المعجزة الكبرى لحرب الايام الستة، وتراجعت قوة الانفعال. ليس لأنهم أرادوا أن تتراجع، أو لأنهم غاضبون أو خائبو الأمل. أي من الواضح أنهم يغضبون على أمور كثيرة، ويخيب أملهم من امور كثيرة في إسرائيل وفي أميركا. ولكن التراجع لا يرتبط بذلك بالضرورة. وهذا أمر طبيعي، نتيجة للسنوات وللروتين ونتيجة للحياة اليومية.
بالطبع، إسرائيل ليست ملزمة بمنح أي أحد الانفعالات العاطفية. وليست ملزمة باحضار الورود من اجل تعزيز العلاقة. وهي ليست ملزمة بشراء المجوهرات أو احداث المفاجأة في الحفل. ورغم ذلك فان الروتين يؤدي إلى التآكل. يجب الاهتمام ليس فقط بالتوتر السياسي والصراعات الخاصة بالهوية والارث، التي تفصل احيانا بين اليهود في اسرائيل واليهود في الولايات المتحدة، بل ايضا المشاعر المتآكلة مع الوقت. يوجد بالطبع شباب يهود في الولايات المتحدة يبثون الغضب والتحريض ضد اسرائيل، ونحن نهتم بهم كثيرا. ولكن يوجد ايضا كبار السن الذين ينظرون اليها من بعيد نظرة حرج واستنكار، ويتذكرون أنه في يوم ما كان الحب مشتعلا. يتذكرون، كما قالت لي امرأة في هذا الاسبوع، الانفعال الذي كان يسيطر عليهم بين الفينة والاخرى عندما كانوا يتابعون من بعيد المولود الجديد الذي تنمو أسنانه ويتعلم المشي والكلام، وأن يكون مستقلا، لكنه فاجأ ببلوغه الوقح. إنهم يشتاقون الى هذا الانفعال. مشكلة هؤلاء، بصراحة، لا تختلف كثيرا عن مشكلتنا نحن الإسرائيليين. ايضا بالنسبة لنا الروتين يؤدي إلى التآكل. ايضا نحن نخضع للحياة اليومية، ونحن ايضا نشتاق، بوعي أو بدون وعي، الى الانفعال الذي كان ذات مرة لإسرائيل، لما كان جديدا ومفاجئا وملهما. هذه الامور ليس من السهل الحفاظ عليها بالاحتفال الآني في عيد الحب الذي يحل مرة كل سنة، حتى لو كان اسمه "يوم الاستقلال". الصلة هي أمر يحتاج إلى الرعاية. وهذا ينطبق على العلاقة العاطفية أو الصداقة، وينطبق ايضا على حب الوطن. المراعاة ليس بمعنى اظهار الملكية والسيادة، وليس بمعنى الانفعال المتعطش، بل الرعاية بمعناها الجيد، بمعنى النقاش الهادئ والحميمي والعيش المشترك والعناق. الرعاية التي تلغي تأثير العادة والروتين، وتسمح باستمرار الحب حتى في عمر الـ 69.