Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-May-2020

التعليم الجامعي بعد كورونا*د. أحمد يعقوب المجدوبة

 الراي

يتساءل الكثيرون عن شكل التعليم الجامعي بعد كورونا.
 
وإليكموه من وجهة نظرنا ووحي التجربة.
 
بالطبع عندما نتحدث عن ما بعد كورونا فإننا نتحدث عن مرحلتين.
 
الأولى وهي مرحلة التعافي، والثانية وهي العودة للحياة الطبيعية.
 
أما الأولى، فيجب توخّي الحرص فيها، بحيث يتم الانفتاح بالتدريج، ويراعى موضوع التباعد الجسدي وتجنب التجمعات البشرية، ومنها بالطبع تجمعات الطلبة، لأن التجمعات هي أكبر ناقل للعدوى.
 
ومن هنا فإن التعليم المناسب في هذه المرحلة هو التعليم الإلكتروني الكامل، الذي يُمنع فيه الطلبة من ارتياد الحرم الجامعي، اللهم ربما لبعض المواد التطبيقية التي يكون عدد الطلبة فيها قليلاً، والتي يجب أن يراعى فيها موضوع السلامة الصحية.
 
التعليم الإلكتروني الكامل إذاً في هذه المرحلة هو الخيار الأسلم، بحيث تُعطى المحاضرات عن بعد.
 
والجيد في الأمر أن الفصل الثاني من العام الجامعي الحالي قد أعطى المدرسين تجربة عملية في التعلم الإلكتروني، بغض النظر عن موقفهم السابق منه، والذي كان يتسم غالباً بالعزوف أو الرفض.
 
يُمكن إذاً البناء على تجربة المدرسين في التعليم الإلكتروني، بحيث يكون في مرحلة التعافي تعليماً إلكترونياً ناضجاً وأفضل مما تم في الفصل الحالي.
 
والصيغة المقترحة هي الجمع بين التعلم الإلكتروني المُتزامن، الذي يجتمع فيه المدرس مع طلبته وجهاً لوجه إلكترونياً، والتعلم غير المتزامن الذي يتم فيه التعلم من خلال الفيديوهات المرفوعة على المنصة التعليمية ويطلع عليها الطلبة معتمدين على أنفسهم في أي وقت، ومن خلال النقاشات الإلكترونية والمهام والتقارير والمشاريع والقراءات المستقلة.
 
وإذا ما طُبّق التعليم الإلكتروني بحرص وبمنهجية واضحة، فسيكون ما يتحقق منه قريباً جداً مما يتحقق من خلال التعليم الصفي المباشر.
 
أما بعد العودة للحياة الطبيعية، فأفضل شكل للتّعلم هو التعلم المدمج، الذي يجمع في المادة الواحدة بين اللقاءات الصفية والتعلم الإلكتروني.
 
وهذا النوع من التعلم هو الأنسب لعدة أسباب.
 
منها أنه يجمع بين أفضل مكونين في التعليم: التعليم المباشر الذي يلتقي فيه المدرس مع الطلبة في غرقة الصف، فيجيب على أسئلتهم ويحاورهم ويرشدهم ويحاضر فيهم، ويقف على المشاكل التي تعترضهم؛ والتعليم الإلكتروني الذي يُمكّنهم من مشاهدة المحاضرات والفيديوهات عن بعد ودون الاعتماد على المدرس، وتنفيذ المهام والمشاريع والمشاركة في الحوارات الإلكترونية.
 
ومن شأن التعلم هذا أن يُقلل من حضور الطلبة للجامعة، ويوفّر عليهم الوقت والجهد والمال، كما يُعزز مبدأ التعلم الذاتي، ويقلل من اعتمادهم على المدرس، ويساهم في إحداث النقلة من التعليم أو التلقين إلى التعلم، كما يُحقق مبدأ إدماج التكنولوجيا في التعليم.
 
هذا وإن في الجامعة الأردنية تجربة ناضجة في التعلم المدمج تم تنفيذها بنجاح لسنوات، مما يُمكّنها من مساعدة أية جامعة في الوطن أو خارجه على تطبيقها.
 
إذاً شكل التعليم ما بعد كرونا، يكون إلكترونياً كاملاً في المرحلة الأولى، ومدمجاً في الثانية. أما التعليم التقليدي، الذي يتم كلياً في الجامعة، فقد عفا عليه الزمن ولا يُنصح بالعودة إليه.