Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Nov-2017

لا تقولوا.. سئمت تكاليف الحياة - د.اسمهان ماجد الطاهر

 الراي - قل للحياة إذا تكاثر حزنها أنتِ الممًر وفي الجنان مكاننا. مهما تعاظم حزنك وهمك مرضك وسقمك وكدرك وغمك تذكر أن االله القادر معك وهو بحوله وقوته سيزيل همك وعسرك فأستعن به.

لقد تغيرت كل معايير الحياة وأنتشر التذمر والشكوى والتملل من كل شيء. بات البشر وخصوصاً فئة
الشباب يريدون الحصول الى كل شيء دون بذل الجهد اللازم والمستحق لتحقيق المكاسب، بات
الشباب يريدون ويرغبون بالتفوق السريع دون المرور بالمراحل الطبيعية للنمو والتطور الطبيعي.
 
الشباب في هذه الأيام يخلقون لأنفسهم عدوا هلاميا وهميا هو الخوف من المستقبل والرعب من الفقر. يحطمون بعضهم ويعملون على هزم أنفسهم فقط لمجرد الإعتقاد أن المستقبل لن يكون كما يريدون. لماذا بات يهزمهم شبح الخوف من المستقبل دون أن يبلغوه! تساؤل يستحق وقفة للتفكير.
 
أتذكر عند تخرجي أنني بدأت العمل بمبلغ 120 دينارا ولم يكن يكفي مصاريف مواصلاتي لكن كنت أقول الحمد الله على الأقل أكتسب خبرة. سنوات عديدة مرت قبل أن أحقق أي نجاح يذكر مادي أو معنوي ولكن لم أستسلم. هل يعرف الجيل الشبابي في العصر الحاضر لغة الصبر وهل يتقنون التريث. ما نوع النصائح التي يتبادلها الشباب فيما بينهم! يؤسفني أن أقول بأن لغة الإحباط واليأس عنوان كل محادثة بينهم.
 
هل سألنا أنفسنا في أي سن يستطيع الشاب أن يحصل على وظيفة تمكنه من العيش الكريم وتمكنه من الزواج وتكوين اسرة أو بشفافية أكبر ما هو السن الذي يستطيع فيه الشباب الإقدام على فكرة الزواج في مجتمع قليل الإمكانات متعدد الحاجات والمتطلبات.
 
وفق حقيقة أن الشابات بإنتظار أصحاب المال والمنصب لا يستطعن العيش والمعاناة برواتب الشباب الضيئلة ولا بطموحاتهم المهزومة ما مصير كلا الطرفين!
 
أؤكد لكم يا سادة أن عددا كبيرا من الشباب أقنعوا أنفسهم بأن لا شيء يستحق الإنتظار.
ما الذي عملناه من أجل الشباب هل عالجنا مشاكلهم أم أكتفينا بمعالجة أعراضها الوخيمة التي ظهرت على شكل مشاكل إجتماعية عديدة آثرنا في معظم الحالات انكار وجودها. أعتنقنا التنظير ورش السكر على الموت دون حلول جذرية حقيقية تحل مشاكل شبابنا. الأنكار لم يحل شيئا بل عمق المشاكل وزاد الهوة فأزدادت الأمور سوءاً.
 
يحزنني أن أخبركم أن هذا الجيل لا يستطيع الحلم وليس لديه طموح فالأحلام باتت ملجأ الفقراء وهنيئاً لهم بها. وقد يتساءل البعض هنيئاً لهم! فأقول لم تزل اقصى أمنيات العبد المؤمن أن يكون من الفقراء الله فيجتهد بالعمل والتقرب من االله أكثر ليرسل له الرحمة والخير.
 
أتقوا االله في الشباب رسالة أنادى بها بصوت اتمنى أن يهز الجبال لتعمل بعزم وقوة وعمق أكثر لحل قضايا الشباب. جريمة بحق البشرية أن يتعدى الشاب خمسة وعشرين عاماً دون أن يستطيع تحقيق أي حلم كان يحلم فيه في حياته.
 
أما جيل الشباب فاسمحوا لي توجيه رسالة لكم من بضع كلمات نحن نشعر بمعاناتكم وصعوبة زمنكم ونطالبكم بأن تقاوموا الظروف الصعبة باللجوء الى االله. لا بأس بالزهد في الحياة تمسكوا بالواقع وحاولوا السيطرة علية وتغييره بسلاح الخُلق والإيمان. لا تلجأوا للوهم وابتعدوا عنه فهو قاتل الفرح والأمنيات وهو لم يحمل يوماً حلولاً للمشكلات. لا تقولوا ابداً.. سئمت تكاليف الحياة فهي تستحق أن تعاش وهي ليست حلماً ولا وهماً بل تفاؤل وحسن ظن باالله وصبر بغير إستعجال. وأخيراً تحضرني مقولة أبو العتاهية: ولعل ما هونتـَ ليس بهين ولعل ما شددتَ سوف يهونُ.