Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jun-2018

إلى من يهمه الأمر - ا.د. كامل صالح أبو جابر
 
الراي - لم يبق من الاردن الذي عاصرته واعيا منذ اربعينيات القرن الماضي الا بقايا من عادات وتقاليد مستحبة ما زال بعضنا يتمسك بها، فمن اللباس التقليدي من عباءة وقمباز وسروال وبيت شعر، وغنم وماعز وحلال على اختلاف انواعه انتقلنا الى ما نحن فيه من حياة المدينة وعرباتها وصخبها. ولم يعد لا البيت ولا القلب مفتوحا كما كان الحال سابقا. القيم القديمة تزاحمها اليوم قيم جديدة وتكاليف وسبل العيش ومسؤولياته اصبحت اكثير تعقيدا.
حقيقة الامر ان اليوم افضل من الامس على الرغم من قول البعض بغير ذلك، اذ ارتفعت مستويات المعيشة
وتحسنت دروب الصحة وتعلم الناس وحلت مساواة جديدة محل تلك القديمة وانتقل الناس من ذهنية الراعي والرعية الى ذهنية الوطن والمواطن واصبح الحق مطلوبا من قبل الجميع.
سابقا كنا نبحث عمن «يفك الخط» اي من يقرأ رسالة وردت الى بدوي او قروي او حتى ابن مدينة اما اليوم فقد
تعلم جميع الخلق رجالا ونساء وقضينا على الأُميّة الا من بعض افراد هنا وهناك. وهناك العشرات من الجامعات والمئات من المعاهد على اختلاف انواعها في انحاء البلاد وكذلك المستشفيات ودور الصحة والعبادة.
تتبارى قرانا ومخيماتنا وحتى عائلاتنا وعشائرنا وقبائلنا بعدد الحاصلين على الشهادات العليا من ابنائها:
اطباء ومحامين ومهندسين ومعلمين واساتذة جامعات رجالا ونساء.
صحيح ان دخلت علينا انماط جديدة من الفكر واساليب العيش التي باعدت الهوة بين الغنى الفاحش احيانا
والفقر ولكن صحيح كذلك ان نظام الحكم عندنا كان يحاول دوما تحقيق الحد الادنى من العدل الاجتماعي
الامر الذي يكمن خلف ما حدث مؤخرا في بلدنا من شغب واضرابات عمت البلاد والعباد.
كل اردني ذكرا كان ام انثى واع. وما كان من اساليب الحكم صالحا بالامس لا يجب ان نعتقد انه صالح اليوم
ومطالب الناس بمشاركة حقيقية في عملية صنع القرار، امر لا بد من التجاوب معه وعلى هذه المشاركة ان تتعدى مجرد الشكليات وعلى الاصلاح ان يكون اصلاحا حقيقيا بكل ما في هذه الكلمة من معنى.
لقد تغير الناس واجمل ما تغير فيهم تمسكهم بنظام الحكم عندنا وعموده الفقري العائلة الهاشمية التي
تعود بنسبها الكريم الى الرسول محمد صلى االله عليه وسلم على الرغم من السخط الذي احس به ابناء شعبنا على مدى الاسابيع الماضية ازداد تمسك مواطنينا من مختلف الاصول والمنابت بنظام حكمنا وعميد
آل البيت عبداالله الثاني مليكنا الحكيم.
يعلم جميع اهل الاردن حتى الوافدون اليها من مصريين وسوريين وعراقيين بأن لدينا نظام حكم يستحق
التمسك به ويعلمون ان ديمقراطية من نوع اردني لا فرنسي ولا بريطاني ولا اميركي، بل اردني جمع ما بين
الاصالة والمعاصرة: رحيم متجاوب يستند الى مفاهيم الاسرة ومعانيها النبيلة ويتمسكون به بكل جوارحهم.
كل هذا خلق مطالبتهم بالاصلاح الحقيقي والمشاركة والشورى والتشاور وربما حان الوقت ان نبدأ بالتفكير
بهذه الامور وهذه المعاني ونحترمها حقا فنقضي على الفساد والفاسدين وهم قلة ونحترم عقول الناس اذ
لم يعد هناك ولا جاهل واحد في بلدنا.
كل هذا يعني انه لا بد من مشاركة حقيقية تسند الى ترتيب البيت من الداخل وعلى جميع الصعد واعلى
المستويات.
لم يعد هناك ما يمكن اخفاؤه في بلدنا فالكل يعرف الكل والتواصل الاجتماعي ووسائله توصل المعلومة الى كل فرد في مجتمعنا والشفافية مطلوبة لان بها احترام لشخوص وعقول الناس وهي وحدها القادرة على القضاء على الهمس وترويج الشائعات ولعل من اهم ما يجب ان ننتبه اليه ان لا مساواة ولا عدال اجتماعية حقيقية الا بارتباط الديمقراطية بالجدارة، اذ ما هي فائدة الانتخابات اذا ما استمر المسؤول في تجاهل متطلباتها واستمر في اسلوب المحسوبية وما لها من تأثير سلبي على المعنويات.
منذ فترة وانا وبعض المواطنين نطالب بمؤتمر وطني يتم فيه طرح اجتهادات تبحث في هموم وقضايا الشعب والدولة وطرح بعض البدائل والحلول، من يدري ما كانت الامور تؤول اليه لو تم عقد مثل هذا المؤتمر مثل ما يتغير الناس، على اساليب الحكم ان تتغير.