Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2017

التأثير في صناعة القرار العالمي -عماد عبدالرحمن
 
الراي - التأثير وتغيير القناعات والمواقف.. قدرة لا تتأتى لأي قائد او زعيم إلا اذا امتلك حنكة سياسية ورجاحة عقل ولغة منطق تطغى على كل الضجيج والمواقف الشاذة، والمخططات التي تحيكها مراكز القوى في العالم بالخفاء، هذا ما حدث في واشنطن على مدى الايام القليلة الماضية، عندما التقى جلالة الملك عبد الله الثاني مراكز الثقل وصنع القرار في الادارة الامريكية الجديدة بمختلف توجهاتها وسياساتها.
 
زيارة ناجحة بكل المقاييس غيّرت قناعات لدى الادارة الامريكية الجديدة القادمة من رحم انتخابات ساخنة، استخدمت فيها كافة الوسائل والخطط واطلقت الوعود للوصول الى سدة الحكم في البيت الابيض، إذ تبين ان ما يحدث على الارض يختلف تماما عما يقال في اللقاءات الانتخابية ودهاليزها، «حكي القرايا مش زي حكي السرايا»، وقبلها زيارتان هامتان لموسكو ولندن. 
 
التحول الكبير الذي تحدثت عنه وسائل اعلام امريكية امس بموقف الرئيس الامريكي دونالد ترامب، تجاه قضية المستوطنات وقبلها قضية نقل السفارة، مؤشر على ان ما تحدث به الملك امام اركان الادارة الامريكية الجديدة وفي مقدمتها الرئيس ترامب، لا بل التحول لإنتقاد التوسع الاستيطاني الاسرائيلي ، ان هناك تضليلا امام الرأي العام الامريكي والعالمي تجاه القضية الفلسطينية، وأن بذل قليل من الجهد الحوار المباشر من شأنه إزالة الصورة التي يرسمها الاحتلال الاسرائيلي عبر وسائل الاعلام العالمية، هي صورة مشوهة وتجافي الحقيقة والواقع.
 
استقبال الرئيس ترامب للملك كأول زعيم عالمي له دلالاته ايضا، فهو يحاول الاستماع الى الشخصيات الاكثر حكمة وبعد نظر ورجاحة عقل وإتزان، فقد حان وقت العمل، والرئيس ترامب واضح انه رجل يريد ان يعمل ويغير الواقع ويؤمن بوجود فرصة لتحقيق السلام ووقف الاحتلال بالشرق الاوسط ،رغم تعقيدات الظروف وصعوبة الجغرافيا السياسية بالمنطقة.
 
حقبة «ترامب» التي بدأت بضوضاء عالمية ومظاهرات مناوئة، ليست عفوية بل هي مقصودة، كون الرجل يريد ان يعمل ويتحدث بعيدا عن البروتوكول والدبلوماسية الزائدة التي تعودنا عليها في السنوات الاخيرة، بالتالي هناك من يسعى لتضليل الرأي العام الامريكي واجباره على التقوقع حول نفسه وعزل أمريكا عن العالم، حتى تبقى الامور لمصلحة مريدي الفوضى واللااستقرار وبقاء الاحتلال العنصري البغيض.
 
ما حدث في أميركا خلال الايام القليلة الماضية، دليل على حجم الفراغ الذي تركه العرب لغيرهم، ليكونوا اصحاب الكلمة والسطوة، لكن بوجود زعماء بارعين مثل الملك عبد الله الثاني، تتغير الرؤى القناعات بمجرد عرض القضايا كما هي على ارض الواقع دون تزييف او تضليل، فبالامس كنا نستمع لخطاب مريع عن نقل السفارة وحرية اسرائيل بتوسيع المستوطنات، لكننا اليوم استمعنا الى انتقادات امريكية لتوسيع المستوطنات.
 
نحتاج كعرب الى ان نبني على ما اسس له الملك بواشنطن، ونحن نستعد لعقد القمة العربية خلال اسابيع قليلة، نحتاج الى اعادة ترتيب البيت العربي والاولويات العربية، فالاردن الذي يعاني الامرين اقتصاديا ويواجه ازمة لجوء غير مسبوقة على مر التاريخ، كأكبر بلد يستضيف لاجئين في العالم، في وضع لا يحسد عليه، الفرصة متاحة لاستعادة زمام المبادرة وتقوية الموقف العربي بعد خمس سنوات عجاف، هذه فرصة لا تتكرر فلنستغلها كعرب ولنتجاوز خلافاتنا الضيقة ولنلتفت لما هو اهم وأخطر، اذا لم نستيقظ من سباتنا فلن يتبرع احد لإنقاذنا.
 
Imad.mansour70@gmail.com