Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Apr-2017

الصراع من أجل السيطرة على غزة - عاموس هارئيل
 
هآرتس
 
الغد- الصراع المتصاعد بين السلطة الفلسطينية وحماس على طريقة السيطرة في قطاع غزة هو موضوع فلسطيني داخلي مبدئيا. ولكن لهذا التوتر تأثير مباشر على حياة مئات آلاف السكان في القطاع، لذلك يجب أن يثير أيضا اهتمام إسرائيل. في الظروف المتطرفة فإن زيادة صعوبات الحياة في القطاع قد تؤثر بشكل سلبي على الوضع الأمني الإسرائيلي.
قبل أسبوعين ونصف عقد الرئيس الفلسطيني لقاء في البحرين مع السفراء الفلسطينيين في دول الخليج. وفي خطابه هناك أعلن عباس أنه ضاق ذرعا بموضوع تمويل سلطة حماس في القطاع. وقد مرت 11 سنة منذ فوز حماس في الانتخابات الأخيرة في المجلس التشريعي الفلسطيني، ومر عقد تقريبا على سيطرة حماس بالقوة على القطاع والقضاء على مظاهر السلطة الاخرى للسلطة الفلسطينية.
لقد أعلن عباس عن عدم استعداده للاستمرار في تحويل الأموال إلى القطاع دون موافقة حماس على إعطائه صلاحيات. مسؤولون في السلطة تحدثوا إلى وسائل الإعلام العربية بعد خطاب عباس، هددوا بأن يجعلوا غزة تغرق في الظلام.
بدأت السلطة الفلسطينية بالضغط. وقلصت 30 % رواتب الموظفين التابعين لها في القطاع، حيث أن عددا كبيرا منهم توقف عن العمل بعد انقلاب حماس. وفي نفس الوقت نشأت أزمة حول تزويد القطاع بالوقود، الذي تعتمد عليه الكهرباء. الجدل بين السلطة وحماس يتعلق بسؤال جباية ضريبة السولار. في الأشهر الأخيرة اعتمدت حماس على التمويل من قطر وتركيا، لكن هذا سيتوقف قريبا.
هناك تأثير فوري لأزمة الوقود على تزويد الكهرباء. ففي بعض المدن والأحياء تقلص الوقت الى 4 – 6 ساعات يوميا. والمولدات الذي قام كثير من السكان بشرائها لا يمكنها العمل. في رفح مثلا اشتكى السكان من تلف المواد الغذائية بسبب عدم توفر الكهرباء للثلاجات. وتجد حماس مشكلة في علاج هذا الأمر، لأنها تعاني من ضائقة في الميزانية ايضا. وقد نجحت في هذه السنة في تجنيد 190 مليون دولار فقط كمساعدة خارجية، وهذا انخفاض بنحو الثلث مقارنة مع السنة الماضية.
الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن عباس حاول أن يفرض على حماس خطوة تؤكد، ولو بشكل رمزي، أن هناك وحدة فلسطينية. في الأسبوع القادم سيسافر عباس الى واشنطن للقاء أول مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب. البيت الابيض يعرف ادعاء حكومة نتنياهو الذي يقول إنه لا يمكن التقدم في العملية السياسية مع عباس لأنه لا يمثل جميع الفلسطينيين، وليست له سيطرة في غزة.
لقد طلب عباس من حماس اتخاذ خطوات تعبر عن الاستعداد لاشراك السلطة في ادارة شؤون القطاع. وفد من حركة فتح برئاسة محمود العالول وبعض القادة في السلطة كان من المفروض أن يذهب إلى غزة لنقاش الامر مع قادة حماس، لكن هذه الزيارة تتأجل مرة تلو الأخرى.  مؤخرا صرحت قيادة حماس أنها لا تنوي الاستجابة لمطالب عباس على الرغم من الضغط الذي يستخدمه. ويبدو الآن أن عباس سيصل الى واشنطن بدون أي انجاز رمزي يقدمه لترامب كإثبات على قوة مكانته في المناطق.
تتابع إسرائيل هذا الصراع عن كثب، ولا تحاول التدخل حاليا.  ولكن بالتدريج تنضم عوامل اخرى للازمة، تزيد من حالة عدم الاستقرار. وعلى رأسها التبدل في قيادة حماس وتحسن مكانة يحيى السنوار، أحد قادة الذراع العسكري، حيث أصبح رئيسا لحماس في القطاع، وكذلك بدء الأعمال الإسرائيلية من اجل اقامة عائق ارضي ضد الانفاق في القطاع، الامر الذي يثير غضب حماس.