Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Sep-2017

«كيف ترى قيادتي؟» - م. فواز الحموري
 
الراي - أثناء قيادة السيارة ومع زحمة السير، تظهر أحيانا بعض المركبات خاصة بشركات معينة مثبت على زاوية منها عبارة: «كيف ترى قيادتي ؟» ويذيل بها رقم للتواصل وللإجابة عن السؤال بصراحة لا بد من التدقيق والتدبر والتمهل أكثر لإصدار الحكم والذي غالبا ما يكون: «زفت» ولأسباب عديدة ومنها على سبيل المثال لا الحصر: عدم الالتزام بإعطاء الأولوية والسرعة المقررة والالتزام بالغماز والمسرب المحدد ضمن الخطوط البيضاء وأسباب أخرى عديدة.
 
تختصر قيادة السيارة في مجتمعنا صورة عن مشاكلنا الاجتماعية والنفسية وتعكس صورة لنزاع قد ينشب نتيجة زامور أو تجاوز خاطئ عن اليمين أو التحدث عبر الموبايل وترك الناس في الخلف ينتظرون انتهاء المكالمة أو تحديد وجهة السائق والذي غالبا ما يستغرب ويستهجن ردود فعل الآخرين.
 
اصبح بالإمكان الحصول على رخصة قيادة بسهولة أكثر مما سبق وأصبح من السهل أيضا الحصول على سيارة بقرض ميسر من البنك ولكن وللأسف من الصعب جدا إتقان قيادة السيارة وباحتراف، وأحيانا كثيرة ومع عدم الالتزام بقواعد السير نتساءل هل لدى العديد من السائقين فكرة واضحة عن إشارات السير المنتشرة والمثبتة في كل مكان وهل تعني له تلك الإشارات معنى معينا؟ فليست المشكلة في أن تقود سيارة ولكن المأساة تحول القيادة إلى مشروع للحوادث والأخطار والتشاحن بين الناس بعضها مع بعض.
 
من ينظر إلى ارتال السيارات على الشارع العام يطلب الرحمة لكوادر السير لتحملهم عناء تنظيم السير ومشقة مسايرة عقول العديد من السائقين والسائقات العنيدين وخصوصا مع ساعة الازدحام والتي أصبحت ظاهرة على مدار اليوم نهارا وليلا دون استثناء.
 
حلول كثيرة يمكن أن تشكل إجابة للسؤال عن أسلوب قيادة السيارات ومنها سحب الرخص ممن يقع في أخطاء تهدد حياة الناس وهم كثر ممن يعتقدون أنهم مهرة وليس على سياقاتهم غبار بل أنهم يعتقدون أن الآخرين هم من يرتكب الأخطاء ويحملونهم وزر ذلك.
 
العمل بنظام النقاط والدورات التأهيلية للعديد من السائقين مطلب هام للتخفيف ممن «يتخبطون» في قيادة السيارات وحياتهم الخاصة وممن لا يقتنعون بالنصح والإرشاد ويظلون قابضون على «الزامور» عند تعرضهم لأي موقف قد يعكر صفو يومهم دون سواهم ويعتقدون ان دفع المخالفة ينهي المشكلة.
 
يقاس التقدم الحضاري بمدى الالتزام العام والتام بقواعد السير والأخلاق العامة تجاه الشارع العام والذي يعكس بالضرورة السلوك الخاص في البيت وداخل الأسرة وتعتبر قيادة السيارة مظهرا مهما ورئيسا عن التقدم للوظيفة أو شغر أي منصب حيث يتم السؤال عن تاريخ السائق ورصيده من المخالفات قبل أي شيء آخر.
 
لهذا لا بد من إضافة سؤال محدد يتعلق بنسبة من يستحق رخصة القيادة باقتدار ويسمح له بمزاولة القيادة دون كوارث تذكر؟ اعتقد وازعم أن النسبة قليلة جدا ونحتاج لرفعها إلى وقت طويل بعد إلغاء مقولة أن القيادة فن وذوق وأخلاق من بعض السائقين!.
 
وضع الكاميرات يخفف من السرعة؛ فالخوف وسيلة للردع ولكن الأهم هو الامتثال للنظام والقانون والانتماء واحترام الآخرين وبالتأكيد من لا يلتزم بأولوية السير غير مؤهل لقيادة اسرة وعائلة على ابسط تقدير.
 
من قبل ومن بعد نبقى ضمن الإصرار على أن الاهتمام بالنقل العام وتطويره إلى خدمة مميزة هو هاجس الجميع وكم سعدت ذات مرة من مقطع فيدو عن خدمات النقل المطورة في عمان من خلال المترو ومحطات التوقف والاستغناء عن سيارة تكلف عشرين ألفا والتمتع بخدم مميزة في قطار من عمان والى مناطق محددة ليست صعبة التنفيذ، فهل يمكن العيش لذلك الوقت حيث تقل فيه السيارات في الشوارع والتخلص من عوادم السيارات وضجيجها؟
 
كيف ترى قيادتي؟ سؤال يمكن أن يطرحه المسؤول لمن هو مسؤول عنهم لأخذ التغذية الراجعة وكذلك الأب والأم في الأسرة والمعلم والمعلمة في المدرسة وسائر من يكلف بالمسؤولية ذات مرة ويقود الناس ويوفق في مضمون ذلك.
 
وضمن المواضيع ذات الصلة الإعلانات التجارية المنتشرة في كل الأرجاء والتي تثير الاهتمام وتلعب دورا في بعض الحوادث، فهل من أمل بإزالتها من مناطق ومساحات معينة تعيق نظر السائق وتشتت تركيزه وتؤدي إلى الحوادث ؟ وبالطبع لا ننسى «موضة» استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة وعدم الاكتراث بالمخاطر الناجمة عن ذلك، إنها آفة إنسانية تفوق حجم الحروب النفسية والعسكرية وتفتك بأرواح العديد من البشر دون هوادة.
 
وحتى لا يقع اللوم فقط على السائق، فلا بد من الحديث عمن يقطعون الشارع من جانب الى آخر ودون حساب لعنصر المفاجأة وخصوصا في الليل وإرباك السائق وتعرضه للخوف من القفز المباشر أمام المركبة.
 
موضوع القيادة مهم وخصوصا قيادة السيارات، فهل نعي بحق معالجة ما تعكسه مشاكل السير من أزمات نفسية وأخلاقية وهل يمكن لمن لا يتقن قيادة السيارة التنحي جانبا وإتاحة المجال لمن يملك ناصية أمره ومهارة القيادة أن يتقدم ويتولى زمام أمره والآخرين؟!.